وزير الثقافة المصري: التعليم الأزهري سبب للعنف

26 اغسطس 2016
وزير الثقافة المصري حلمي النمنم "وسط" (العربي الجديد)
+ الخط -


هاجم وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، اليوم الجمعة، مجدداً، التعليم الأزهري، واصفاً إياه بأنه أحد أسباب العنف الديني في المجتمع المصري، مطالباً بالتحرك لتجديد الخطاب الديني.

وتحدث النمنم في الجلسة الختامية من "مؤتمر السلام المجتمعي"، والذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان "دور المجتمع المدني في مواجهة العنف"، بحضور النائب البرلماني محمد أبو حامد، والذي أدار الجلسة، والقس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة الإنجيلية.
وقال إن "المجتمع المصري شهد مؤخرا احتدادا طائفيا لأول مرة بعد الثورة، مثلما حدث في المنيا، جنوب مصر، بعدما اختفى تماما في فترة الثورة، خاصة بعد خروج الشباب القبطي من حضن الكنيسة إلى حضن الدولة، وكانت بادرة طيبة".
وأضاف الوزير "على المجتمع المصري أن يتحلى بالشجاعة لمواجهة ظاهرة العنف، إذ يعاني المجتمع من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية لعدة أسباب؛ منها توغل التعليم الأزهري في مصر، حيث يشكل التعليم الأزهري نسبة كبيرة، وهو أمر لا بد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية".
واستنكر النمنم توقف الجامعات المصرية عن إرسال بعثات إلى الخارج، ما تسبب في عزلة ثقافية وعلمية، وانتشار ثقافة الحديث على الدنيوية والوجودية، "كلها مصطلحات انتهت من العالم كله".
وأوضح: "الجامعات المصرية أصبحت ضمن أعلى معدلات السرقات العلمية في العالم، ولا بد من إعادة إرسال البعثات العلمية إلى الخارج". منتقدا عدم اتخاذ خطوات جادة في تجديد الخطاب الديني، "إلى الآن لم يحدث شيء حقيقي في تجديد الخطاب الديني تنفيذاً لتعليمات الرئيس، ولم تتخذ الجهات المختصة، مثل مؤسسة الأزهر، أي خطوات جدية في الأمر، مع أنها قضية مهمة جداً للمجتمع".

وسبق للنمنم الهجوم على الأزهر الشريف، وبعض الأفكار الإسلامية، تحت غطاء مهاجمة الإسلام السياسي، ومن كلمات النمنم التي تعبر عن توجهاته العلمانية، خلال إحدى الندوات بعد انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، "آن الأوان أن يخرج ما يُسمى تيار الإسلام السياسي من اللعبة. إذا ما خرجش يبقى معملناش حاجة. احنا بنكذب ونقول مصر بلد متدينة بالفطرة. أنا أقول مصر بلد علماني بالفطرة. خلونا نتكلم بصراحة ونبطل رومانسيات. مفيش ديموقراطية. ومفيش مجتمع انتقل إلى الأمام بدون دم. فيه دم نزل ودم هينزل".
كما طالب النمنم بحذف أي مواد في دستور 2014 تتعلق بالشريعة الإسلامية، مؤكدا أن مصر دولة "علمانية بالفطرة"، وأن هذا هو الوقت المناسب للتخلص من كل ما له علاقة بالإسلام السياسي.
وخلال الأيام الماضية جلس الوزير في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي أسامة كمال، لإيجاد إجابة عن سؤال "ماذا قدم النمنم للمصريين منذ أن جلس على كرسي وزارة الثقافة؟" ليفرّ الوزير إلى الهجوم على "الأزهر" و"تجديد الخطاب الديني".
وبسبب أفكاره العدائية للتدين، هاجمه طلاب جامعة حلوان جنوب القاهرة، خلال مشاركته في ندوة ثقافية، مؤخرا، إذ قام الطلاب بالتظاهر ضده وطردوه من أحد مدرجات كلية الآداب.

ويعاني التعليم الأزهري من مشكلات عدة في الفترة الأخيرة، واتهامات بالوقوف وراء العنف في مصر، وتطالب مؤسسات عدة المسؤولين عن التعليم الأزهري بتعديل المناهج، كما تفرض الحكومة على إدارة التعليم الأزهري قرارات وسياسات تسببت في هروب آلاف الطلاب إلى التعليم العام، وهو ما يصفه مراقبون بأنه حرب ناعمة على الأزهر والمؤسسات الدينية في مصر.

المساهمون