ويَظهر في المشاهد، التي تَعذرَت معرفة تاريخها بدقة، ويرجح أنها تمت أمس، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، رفقة المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي، بريت ماكغورك.
ويُرجح أن الزيارة تمت في اليومين الماضيين، بالتزامن مع انتهاء العمليات العسكرية ضد "داعش" بمدينة الرقة.
وزار المبعوث الأميركي، رفقة الوزير السعودي، مدينة عين عيسى، التي تبعد 48 كيلومتراً شمال الرقة، حيث التقيا شخصياتٍ عشائرية ومسؤولين عسكريين بـ"قسد"، وكذلك أعضاء من "مجلس الرقة المدني" الذي شكلته "قوات سورية الديمقراطية" قبل نحو ستة أشهر.
وأكد أعضاءٌ بهذا المجلس، بينهم فراس ممدوح الفهد، زيارة المسؤول الأميركي برفقة "أحد سفراء الدول العربية" إلى عين عيسى، في حين ترددت معلوماتٌ عن أن الزيارة بحثت أيضاً ملف إعادة إعمار المدينة.
وفتحت الزيارة الباب واسعاً أمام جملة تساؤلات حول هدفها السياسي وتوقيتها، خاصة أنها تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول سعودي إلى سورية منذ سنوات، وجاءت بالتنسيق مع "قوات سورية الديمقراطية"، التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهي مصنفة تركياً كـ"جماعة إرهابية" على اعتبار أنها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي.
ولم تعلن المملكة عن الزيارة، كما لم يتحدث عنها المسؤول السعودي عبر حسابه الرسمي النشط في "تويتر"، لكن الصورة لا يُعتقد أنها التقطت صُدفةً.
ورجح ناشطون محليون تحدثوا لـ"العربي الجديد"، وبينهم عامر هويدي، الذي يوثق أخبار شرقي سورية، أن تكون الصورة قد التقطت في "محطة مياه قرية الزاهرة بريف الرقة الشمالي"، مضيفاً أن المسؤول السعودي والمبعوث الأميركي اجتمعا مع "وجهاء من عشائر المنطقة وتدارسا معهم موضوع إعمار مدينة الرقة".
كما بثت مواقع إخبارية أخرى مشاهد مصورة في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وتظهر السبهان برفقة ماكغورك، أثناء لقائهما مع شخصياتٍ بـ"مجلس الرقة المدني" الذي شكلته "قوات سورية الديمقراطية" من شخصياتٍ مقربة منها في إبريل/ نيسان الفائت.
ويبدو أن لزيارة الوزير السعودي، الذي كان سفيراً لبلاده في العراق سابقاً، وقبلها الملحق العسكري للرياض في بيروت، دلالات عدة؛ أولها محاولة إظهار أن للمملكة مكانة في المجتمع الدولي، ووجودها الفاعل بمحاربة "داعش"، خاصة أن الزيارة أتت بالتزامن مع القضاء على هذا التنظيم في مدينة الرقة، والاهتمام الإعلامي الدولي الذي يرافق أخبار القضاء على التنظيم الإرهابي في أهم معاقله السورية.
كما يُرجح أن الوزير السعودي المعروف بمواقفه الحادة ضد طهران، وأدواتها في لبنان والعراق تحديداً، أراد توجيه رسائل سياسية لإيران، عن أن لبلاده النفوذ في مناطق شرقي وشمال شرقي سورية، التي تعتبر مناطق مليشيات "سورية الديمقراطية"، وفيها يتحرك التحالف الدولي الذي تنضوي المملكة فيه.
لكن تنسيق الوزير السعودي لزيارته مع "وحدات حماية الشعب"، وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ستوتر العلاقات المترنحة أساساً مع أنقرة، التي تعتبر التنسيق مع الوحدات الكردية موجهاً لتهديد أمنها القومي، في الوقت الذي لا تمر العلاقات السعودية – التركية فيه بأفضل أحوالها، على خلفية الأزمة الخليجية، وإرسال تركيا قواتٍ عسكرية إلى قاعدتها في الدوحة، وهو ما تعتبره الرياض اصطفافاً ضدها.
ولم تعلق دمشق رسمياً حتى عصر الأربعاء على الزيارة، التي أكدت المعلومات المتقاطعة حيالها أنها بحثت ترتيبات إعادة إعمار مدينة الرقة.