وجاء حديث الوزيرين اللذين قادا الدبلوماسية الدنماركية خلال العقد الأول من هذه الألفية، إضافة إلى ترؤس لوكاتوفت للجمعية العامة للأمم المتحدة بين 2015 و2016، في ذروة البث التلفزيوني الدنماركي الرسمي أثناء تواجد الرجلين في استديو برنامج "اليوم" لمناقشة الخطوة وانعكاساتها.
وتعتبر هذه التصريحات مهمة جدا في الدنمارك لما يتمتع به الوزيران من احترام شعبي وسياسي في السياسة والشارع الدنماركيين.
لوكاتوفت، الذي ترأس أيضا برلمان بلده لفترة طويلة، متهم من اللوبيات الصهيونية بـ"معاداة السامية"، وتلقى عدداً من التهديدات السابقة بسبب تبرعه للفلسطينيين ودفاعه عن حقوقهم، رأى في قرار ترامب "خطوة مأساوية ستكون لها نتائج دموية، وبدأنا نرى ردود الفعل العنيفة".
من جهته، أكد وزير الخارجية الأسبق عن حزب المحافظين، ستي موللر، المشارك في وضع ما يسمى "خارطة الطريق"، أن هذا القرار (بنقل السفارة إلى القدس المحتلة) "لن يفضي أبدا إلى دفع عملية السلام".
وليس فقط أن وزيران من معسكرين مختلفين يتفقان على "مأساوية ودموية النتائج" بل ذهب لوكاتوفت، العارف بسياسات أوروبا وواشنطن وقضايا المنطقة، إلى الجزم بأن "حديث ترامب عن إمكانية اتفاق الطرفين حول حل الدولتين أثناء الإعلان عن قراره ليس أكثر من هراء وثرثرة".
ويؤكد الوزير الأسبق لوكاتوفت أنه "أبدا لن يكون هناك حل بدون الضغط الأميركي، وبهذه الخطوة تكون واشنطن قد وضعت نفسها خارج لعبة التوسط".
وفي تلميح واضح لتساؤل ترامب عن "عدم فهمه لماذا لم يقم الرؤساء السابقون بنفس خطوته وبأنهم لم يملكوا شجاعة" ذهب ستي موللر للقول "ترامب عرض نفسه في كلمته وكأنه لا يفهم السبب ولا يفهم غياب الشجاعة عند أسلافه، لكنني أقول بأنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم كانوا أذكياء بما يكفي لعدم الإقدام على هذه الخطوة".
وفي هذه النقطة تدخل لوكاتوفت ليوضح بأن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون شرح سبب عدم اتخاذ ذات القرار بأنه "قرار سيدمر عملية السلام وسينزع عن الولايات المتحدة قدرتها على لعب دور الوسيط، وفي الواقع هو بالضبط ما أقدم عليه (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب الآن".
ورأى هذا الوزير الأسبق "أننا أمام مأساة، إذ لا يمكننا الوصول إلى حل دولتين بدون ضغط أميركي، وذلك لن يحدث بدون رئيس أميركي يضعط على إسرائيل. في الواقع يصعب علي أن أرى مستقبلا لحل الدولتين. فأنت أمام دولة (أميركا) الأكثر استخداما لحق النقض الفيتو لحماية أي قرار لإجبار إسرائيل على التنازل لفلسطين".