بدأتُ قبل أكثر من شهر مضى، خطة جادة للتخلص من الوزن الزائد. توقفت عن تناول الطعام بعد التاسعة مساء، وامتنعت عن استهلاك السكر، كما امتنعت عن تناول الخبز. وألقيت كل ما كان لدي من المقبلات و"المخللات" في القمامة، وصرت أواظب على المشي أو الجري ساعة يومياً على الأقل، وساعتين على الأقل في العطلات الأسبوعية.
عندما بدأت كان وزني يتجاوز المعدلات الطبيعية بتسعة كيلوغرامات كاملة، والآن فقدت خمسة منها، ولا يزال يتوجّب عليّ التخلص من خمسة كيلوغرامات أخرى. لكنها أصعب من سابقتها.
بعد فقدان هذا الوزن الزائد بدأت أتلقى تشجيعاً من أغلب الزملاء، وتشجع عدد منهم للتخلص من وزنه الزائد أيضاً.
أغلب الزملاء يعانون من المشكلة التي يمكن اعتبارها ظاهرة في كثير من أماكن العمل، وخصوصاً في مهنتنا التي تساعد على زيادة الوزن، إما بسبب الأوقات الطويلة التي نقضيها جلوساً، للكتابة والقراءة ومتابعة الأحداث، أو ما يمكن أن تسميه عدم وجود مواعيد ثابتة للعمل، حتى وإن كانت هناك مواعيد رسمية، وبالتالي تتأثر مواعيد تناول الطعام وممارسة الرياضة.
نحن نعمل على مدار الساعة، حتى خلال ممارسة الرياضة، أو عند الذهاب إلى دور السينما، أو مشاهدة مباريات كرة القدم. تدور أغلب تفاصيل حياتنا حول العمل، ونربط كل ما نمارسه به، وأحياناً ما تتحوّل مهمة تسوّق إلى موضوع للكتابة، أو تمنح فكرة ما ضمن موضوع، وعادة ما ننتبه خلال نشاط نقوم به إلى ارتباطه بموضوع أو فكرة خاصة بالعمل.
لا توفّر أغلب أماكن العمل، لأسباب اقتصادية في العادة، للعاملين مساحات لممارسة أي نوع من الرياضة، وبالتالي يتحوّل العمل إلى أحد أسباب السمنة، فضلاً عن أمراض العمل الأخرى المعروفة.
وتؤكد كثير من الدراسات في مجالات الصحة واللياقة البدنية وجودة العمل، أن توفير صالة رياضية صغيرة في مكان العمل يمكن أن يزيد من إنتاجية العاملين، ويحافظ أيضاً على صحتهم البدنية والعقلية، بما يوفر لمكان العمل الكثير.
شاهد كثيرون لقطات فيديو عدة تظهر موظفين يمارسون الرقص الجماعي قبل بدء العمل، أو خلال فترة الراحة بين ساعات العمل الطويلة، لكن أحداً من هؤلاء يدرك أنه لن يمكنه الرقص في مكان عمله لأسباب أغلبها يتعلق بالتقاليد العربية الرائجة. دعك من الرقص. تعال نتحدث عن إقرار دقائق يومياً لممارسة أي رياضة خلال ساعات العمل، ربما تكون تلك الدقائق كفيلة بتجديد النشاط وتصفية الذهن بما يسمح باستكمال مهام العمل على الوجه الأكمل.