وزارة العدل الأميركية تبرئ فلسطينياً من أجل ترحيله

29 يونيو 2014
القضية الأساسية للعريان مرتبطة بدعمه لحركة "الجهاد الإسلامي" (getty)
+ الخط -

استقبل الناشط الفلسطيني والأستاذ الجامعي السابق في جامعة فلوريدا سامي العريان، أول أيام شهر رمضان هذا العام بقرار من وزارة العدل الأميركية بسحب آخر تهمة مفتوحة في ملفه وهي ازدراء القضاء. ومن المفترض أن تُنهي هذه الخطوة 11 عاماً من المعاناة والملاحقات القضائية المسيسة، غير أنّها قد تفتح الباب أمام ترحيل العريان من الأراضي الأميركية، تطبيقاً لاتفاق وافق عليه العريان قبل أعوام مقابل إنهاء قضية دعمه لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين.

وأكّدت مصادر قضائية أميركية لـ "العربي الجديد"، أن محكمة فيدرالية في مدينة الإسكندرية في ولاية فرجينيا وافقت أمس، على طلب تقدّم به ممثلو وزارة العدل بسحب كل ما يترتب على تهمة ازدراء القضاء الموجّهة ضدّ العريان منذ أكثر من خمس سنوات، وهي تهمة وُجّهت إليه عقب امتناعه عن الإدلاء بشهادته ضدّ جمعيات خيرية إسلامية يشتبه بأنّها تجمع تبرعات لصالح جماعات خارجية مدرجة في قوائم الإرهاب الأميركية.

وطوال السنين الماضية، ظلّ القضاة في محكمة الإسكندرية الفيدرالية متردّدين في تحقيق مطالب ممثلي الادّعاء بإصدار أحكام ضدّ العريان. وأفصحت القاضية ليونو برينكيما عن شكوك لديها، بأنّ الدافع الحقيقي لممثلي وزارة العدل في توجيه بعض التهم للعريان هو المماحكة.

وبعد عجز هذه "المماحكة" عن تحقيق هدف معاقبة العريان، جاء قرار ممثلي وزارة العدل بإغلاق آخر فصل في هذا الملف، لكن ليس بدافع إنهاء المعاناة، وإنما على الأرجح لفتح الباب أمام ترحيله من الولايات المتحدة، بموجب اتفاق سابق مع العريان.

وبدأت معاناة العريان في 2003 عندما اتهمته محكمة فدرالية في ولاية فلوريدا بلعب دور قيادي في جماعة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، ولكن المحلفين فشلوا في الإجماع على إدانته، فيما نجح العريان في تخفيف التهم الموجهة إليه والقبول بالترحيل في 2006.

وقبل تنفيذ الاتفاق طلبت السلطات الأميركية من العريان الإدلاء بشهادته في تحقيق آخر متعلق بقضايا منفصلة، لكنه رفض التعاون فما كان من وزارة العدل الأميركية إلا أن فتحت له فصلاً جديداً من المحاكمات في ولاية فرجينيا هذه المرّة، متهمة إياه بعدم احترام القضاء. وبسبب ملابسات القضية وعدم قناعة القاضية التي تولت النظر فيها بالتهم، ظل العريان فيما يشبه الإقامة الجبرية في منزله بولاية فلوريدا، بعد تقييده بجهاز يحدد مكان وجوده على مدار الساعة.

وكانت التهم الموجهة للعريان بدعم حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين قد أدّت إلى فصله من عمله كأستاذ جامعي متخصص في علوم الكمبيوتر في جامعة ساوث فلوريدا، وتعرض للاعتقال المنفرد والتحقيق والمحاكمات والمماحكات ولم يتحرّر طوال هذه المدّة من صفة المتهم، إلا أمس السبت بعد قرار سحب آخر تهمة في ملفه.

المساهمون