ورطة نتنياهو تتعمّق: سخط المستوطنين يتصاعد والائتلاف الحكومي مهدّد

14 اغسطس 2014
يواجه نتنياهو انتقادات حادة (جيم هولاندر/فران سبرس/Getty)
+ الخط -

حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن يواجه غضب المستوطنين الإسرائيليين على الحدود من قطاع غزة، بمزيد من الوعود لتحقيق الأمان لهم لفترات طويلة. فقد أعلن، في لقاء جمعه، مساء اليوم، برؤساء مستوطنات الجنوب، قبل تظاهرة نظمها المستوطنون، أن إسرائيل لن توقف العدوان قبل تحقيق أهدافه باستعادة الأمن والهدوء للجنوب. وأشار إلى أن الوضع الراهن حساس وأن إسرائيل تجرّب حالياً الخيار السياسي، لكن باقي الخيارات تبقى مطروحة على الطاولة.

وجاءت هذه الوعود بعد يوم من تمديد وقف إطلاق النار لخمسة أيام، فيما تظاهر نحو 15 ألف إسرائيلي في تل أبيب، اليوم، تضامناً مع مستوطني الجنوب، ورفضاً لتطمينات الحكومة الإسرائيلية بتحقيق أهداف العدوان.

وأعلن المستوطنون في التظاهرة أنهم يرفضون العودة إلى مستوطناتهم المحاذية والقريبة من قطاع غزة، ما لم يتحقق الهدوء.

وازدادت حدة أزمة الثقة بين المستوطنين في الجنوب (المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة) وبين القيادات السياسية والأمنية بعدما أقرّ عدد من القادة العسكريين في الأيام الأخيرة، وبينهم قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال سامي ترجمان، أن تقديرات الجيش كانت خاطئة عندما ظن أنه بمقدور سكان المستوطنات الحدودية العودة إليها.

في المقابل، ورغم انعقاد الكابينيت الإسرائيلي (المجلس الوزاري المصغّر)، الليلة، إلا أن الجلسة لم تتمخض عن قرارات تذكر. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الكابينيت سيجتمع مجدداً، الجمعة، فيما طالب عضو الكابينيت، وزير الاقتصاد نفتالي بينت، بوقف المفاوضات الجارية في القاهرة واستئناف العدوان على غزة لضرب "حماس" وتقويض سلطتها.

ويواجه نتنياهو في الأسبوع الأخير موجة انتقادات شديدة لإدارته للعدوان، بلغت حدّ إعلان وزراء الكابينيت، الأربعاء، أنهم لن يوافقوا على اتفاق الهدنة. وهو ما جعل نتنياهو يوافق على الاتفاق، عند منتصف الليلة الماضية، وإبلاغ أعضاء الكابينيت بقراره هذا فقط بعد اتخاذه وبعدما أعلنت عنه وسائل الإعلام.

وتسببت هذه الخطوة بانتقادات شديدة لنتنياهو من قبل أعضاء الكابينيت والوزراء في الحكومة الإسرائيلية الذين اعترفوا، اليوم، لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنهم تلقوا معلوماتهم حول وقف إطلاق النار من البيانات والمعلومات التي وفرتها حركة "حماس".

ويبدو أن تظاهرة تل أبيب، اليوم، ستزيد من الورطة التي وجد نتنياهو نفسه فيها. وتشير معطيات مختلفة إلى أن سلوك شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي بات يهدد بقاء الحكومة بتركيبتها الحالية، فور انتهاء العدوان.

واستعرض أقطاب الأحزاب المختلفة المكونة للائتلاف، في اليومين الماضيين، ومعهم بعض وزراء الليكود، ما وصفوه ببرامج وخطط لمرحلة ما بعد العدوان. وتراوحت بين السعي لإعادة السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، إلى غزة، وإطلاق مشروع سياسي للتفاوض عليه مع عباس، وفق عروض ومبادرة الوزيرة المكلفة بالمفاوضات في حكومة إسرائيل، تسيبي ليفني، مروراً بالدعوة إلى مؤتمر دولي يضمن أيضاً جعل غزة منزوعة السلاح، وفق مبادرة زعيم حزب يشش عتيد، يئير لبيد، وانتهاءً بالدعوة إلى التخلّص من "حماس" كشرط أساسي وأولي لأية تسوية قادمة، وفق طروحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان.

وكل ذلك مقابل غياب أي برنامج أو خطة سياسية يعلنها نتنياهو أو يتبناها. وقد يكون عدم وجود مبادرة هو في واقع الحال استمرار لاستراتيجية إسرائيلية منذ أيام رئيس الوزراء السابق، أرييل شارون، تقضي بإدارة الصراع لسنوات طويلة، قدر الإمكان، للتهرّب من اتفاق دولي مُلزم.

المساهمون