اليوم، لا تسير الأمور على ما يرام في معسكر الحزب الديمقراطي أيضاً، والذي كان يعتقد أنه يخوض الانتخابات بحظوظ فوز وافرة، على الرغم من كم الكراهية المثيرة للانتباه، لهيلاري كلينتون، والتي هي تعبّر عن تذمر الجمهور الأميركي عموماً من كل المؤسسات الحزبية التقليدية. وقد ساهمت في بروز ثلاثة مرشحين، من أربعة، من خارج قواعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي. والحديث هنا عن ترامب، وتيد كروز، وساندرز. ربما كانت حظوظ ترامب الذي يقيم مجده على مداعبة الأفكار العنصرية لجمهور أبيض واسع، مستاء من المهاجرين والمكسيكيين و"الإرهاب الإسلامي"، هي الأقل، باعتبارها تستنفر جمهوراً أوسع، رافضاً لهذه الأفكار، من المنتمين إلى الأقليات العرقية والدينية، والشباب الأميركي الليبرالي، الذي رجح كفة رئيس من أصول أفريقية، في الدورتين الانتخابيتين السابقتين. إلا أن للمفاجآت باباً موارباً.
ظاهرياً، تبدو الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية مستقرة، على الرغم من الصورة السيئة التي ظهرت بها، وهي تنسحب من مراسم إحياء الأميركيين لذكرى اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قبل يومين. فالالتهابات التنفسية يعاني منها ملايين والبشر، ويتجاوزونها تماماً خلال أسبوع أو اثنين. لكن ماذا لو كانت المرشحة الديمقراطية تخفي مشاكل صحية أخطر؟ وهنا تكمن ورطة الديمقراطيين، بين الاستعانة بـ"الاشتراكي المثير للريبة"، وبين الاصطفاف خلف مرشحة، قد تخونها "صحتها" في اللحظات الأخيرة، ويذهب الجمل بما حمل، لترامب، والذي يعتبر بعض الأميركيين، الجمهوريين، وصوله إلى السلطة بمثابة كارثة قومية.