ورحل وجدي الحكيم مؤرخ الزمن الجميل!

16 يونيو 2014
+ الخط -

توفي ظهر اليوم الإثنين، الإعلامي والإذاعي الكبير المصري وجدي الحكيم، عن عمر ناهز 80 عاما أثناء تواجده في العاصمة البريطانية لندن.
كان الوسط الفني والإعلامي يرى في الحكيم "خزان" أسرار الكثير من النجوم والنجمات، يكشف المسموح، ويدفن في قلبه الممنوع، فكشف أن العندليب الأسمرعبد الحليم حافظ سبق وتزوج عرفياً من السندريلا سعاد حسني، وأوضح أنه شهد شراءهما غرفة نومهما في المغرب.

وتصدى الحكيم بكل ما أوتي من قوة لكل محاولات تشويه النجمة الجزائرية الراحلة وردة، بعد علمه أن هناك أكثر من مؤلف يكتب قصة حياتها ليحولها إلى مسلسل. فتكاتف مع رياض نجل وردة، وأعلنا مقاضاة أي شخص يقترب من سيرة السيدة وردة خوفا من تشويهها.

وكثيرا ما انتقد الحكيم الإعلام المصري في كل العصور التي شهدها، ووصفه بـ"الإعلام الموجه"، الذي يعمل لمصلحة النظام، ورغم ذلك كان يرد على كيفية استمراره في عمله كإعلامي رغم جرأته في الانتقادات، فكانت إجابته البسيطة "لم أعمل في السياسة وهربت إلى المنوعات".

كان الحكيم جريئا بدرجة امتياز، فكان يجاهر في رأيه بوزير الإعلام السابق صفوت الشريف، الذي كان يكره الناجحين وكان يملي شروطه على القنوات بعدم انتقاد النظام الرئاسي، حتى لو جاء ذلك على حساب المصداقية.

تذبذب وجدي الحكيم في مراحله الدراسية، فوالده كان يرغب منه أن يلتحق بالكلية الحربية فالتحق بها ولكنه لم يرتح، فحول أوراقه إلى كلية الشرطة. والطريف في الأمر أن ذبابة تسببت في فصله! وعن هذه الحكاية سبق وروى في مذكراته، قائلا: "اضطهدتني ذبابة في طابور الصباح في كلية الشرطة، وكان ممنوعا أن أتحرك أو أقوم بهشّها، فكنت أحرك وجهي لكي تطير، فغرق الطلاب في الضحك، وتكرر الموقف، ويئس مني ضابط عظيم الكلية آنذاك، وكان الفنان الكبير صلاح ذو الفقار فأطلق الكلاب ورائي‏، وكما يقول المثل "الخوف يعلم الجري" قفزت من خارج الأسوار بلا عودة، والتحقت بكلية الحقوق ولم أطق صبرا على موادها ولم أجد نفسي".

وأضاف الحكيم: "استقرت خطاي في كلية الآداب قسم اجتماع، وكنت لا أغادر "بوفيه" الآداب، حيث كان يتجمع معظم الفنانين الصاعدين آنذاك، مثل‏ فؤاد المهندس وبليغ حمدي ويوسف عوف وسمير خفاجي وعبد المنعم مدبولي وأبو لمعة. وكان معظم طلاب الجامعة ينضمون إلينا. وسمع الإذاعي القدير أحمد طاهر عن هذا التجمع الفني، فجاء لمقابلتنا واكتشف موهبة كل منا وحاول توظيفها، وسألني ما هوايتك الفنية بالتحديد؟ أجبت أنني أشعر بالسعادة وأنا أصاحب المجموعة كلها واستمع إلى حواراتهم ومناقشتهم، وأفضّل أن يتم ذلك في مناخ مرح، ثم طلب مني أن أقابله في اليوم التالي بمبنى الإذاعة القديم وذلك في عام 1954‏. شعرت أنني أقتحم العالم الذي طالما حلمت به.. وفي إذاعة صوت العرب كلفني المذيع أحمد سعيد بعد مرور أربعة أيام بحضور تسجيل أغنيتين لمحمد عبد الوهاب. وكان الشاعر عبد المنعم السباعي هو أركان حرب الإذاعة المنوط به إعطاء تصريحات، فأعطاني تصريح "موتوسيكل" برفقة السائق. وكان العمل الإذاعي آنذاك يضع قابلية المذيع الجديد للأعمال المتواضعة والثقيلة على المحك، فإذا قبلها وتعامل معها فمن المؤكد أنه سيكون إذاعيا ناجحا‏.‏ وكان ما كان من استياء محمد عبد الوهاب بسبب تأخري ساعتين عن الموعد، لكنه منحني هذا الاسم الإذاعي الشهير‏(‏ وجدي الحكيم‏)‏".

المساهمون