وجوه تونسية شابة: الفائزون في دراما هذا العام
اختار المنتجون التونسيون مرة أخرى ألا يتجاوز عدد حلقات مسلسلاتهم الرمضانية العشرين حلقة، وذلك بسبب التراجع الكبير في نسب مشاهدة التلفزيون في العشر الأواخر من الشهر. ومع انتهاء عرض الأعمال الدرامية هذا العام لم تبقَ عالقة في ذاكرة التونسيين إلا الموجة الجديدة من الممثلين المحليين الذين برزوا ونجحوا في الامتحان الدرامي. ورغم حضور نجوم كبار، مثل الفنانين فتحي الهداوي، وأحمد الحفيان، ونجيب بلقاضي، ودرة، إلا أنّ الوجوه الشبابية هي التي طغت على الإنتاجات الرمضانية. إذ تعرّف المشاهد التونسي هذا العام على مجموعة من الممثلين الذين يطلون على الشاشة الصغيرة للمرة الأولى. ففي أول تجربة إخراجية للتلفزيون، قدّم عبد الحميد بوشناق مسلسل "نوبة"، على قناة "نسمة تي في"، وقد لاقى العمل نجاحاً كبيراً. بوشناق القادم من عالم الإخراج السينمائي (آخر أعماله أول فيلم رعب تونسي "دشرة")، اختار في عمله الدرامي الأسماء نفسها التي شاركته العمل على الشاشة الكبيرة، ليطلوا للمرة الأولى على جمهور المسلسلات التونسية، مثل بلال البريكي، وأميرة الشبلي، وهالة عياد، وعزيز الجبالي. وقد أبهر هذا الأخير المشاهدين بأدائه، لترتفع أسهمه في الحصول على جائزة أحسن ممثل شاب لرمضان 2019 في الاستفتاءات التي تجريها وسائل الإعلام التونسية بعد عيد الفطر.
المسلسل الثاني الذي عرف نجاحاً كبيراً هو مسلسل "المايسترو"، الذي بثه التلفزيون الرسمي التونسي. فقد اختار مخرج العمل الأسعد الوسلاتي وجوهاً جديدة شابة. فبرز الممثل غانم الزرلي، وبعض الممثلين الشباب الذين خاضوا تجربتهم الدرامية الأولى، مثل نذير بواب، ومحمد الصادق الطرابلسي، ونور القمر، وزهور المديوني... الذين كانت لهم تجارب سابقة في السينما والمسرح.
اقــرأ أيضاً
لكن في مقابل نجاح هذه الوجوه الشبابية الجديدة، واجه أداء الفنان التونسي لطفي العبدلي انتقادات عدة. إذ رغم تجربة العبدلي الكبيرة، ورغم نجوميته، فشل في دوره بالجزء الثاني من المسلسل الذي يحمل عنوان "علي شورب"، في جذب المشاهدين. فواجه اتهامات بالتصنع، وبدت بنيته وشكله غير متوافقين مع الشخصية التي يؤديها. إذ يلعب دور أحد "قبضايات" العاصمة التونسية المعروفين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. هذا الأداء اعتبر السبب الرئيسي في فشل الجزء الثاني من العمل، رغم النجاح الكبير للجزء الأول، الذي عرض في رمضان 2018. وقد حصل العبدلي على جائزة أفضل ممثل عن دوره العام الماضي. وهو ما جعل العمل منتظراً بشكل كبير هذا العام، لتأتي النتيجة مخيبة للآمال. وبين فشل العبدلي ونجاح الوجوه الشابة، يبدو أن الدراما التونسية دخلت هذا العام عهداً جديداً، لناحية عدد الإنتاجات التي تجاوزت الـ15، أو لناحية المضمون الذي كان الأفضل مقارنة بالسنوات السابقة.
المساهمون
المزيد في منوعات