وثيقة مسربة تكشف نية الدنمارك خطف وتسليم سنودن

06 فبراير 2016
حاول سنودن التقدم باللجوء في 20 دولة (ناصر السهلي)
+ الخط -

كشفت وثيقة مسربة أن طائرة أميركية كانت جاهزة على مدرج مطار كاستروب الدولي في كوبنهاغن، في انتظار أن يحط المنشق الأميركي عن وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، وهو في طريقه من هونغ كونغ نحو روسيا، لخطفه وإعادته بالقوة إلى بلده.

ويعود تاريخ الوثيقة إلى عام 2013 أثناء محاولة سنودن البحث عن بلد لجوء بعد تسريبه لأنشطة غير مشروعة للوكالة الأميركية بالتجسس على المواطنين ومسؤولين أجانب.

الوثيقة التي أثارت ضجة لم تهدأ، منذ أمس الجمعة، حملت تفصيلاً يعد خطيراً بالنسبة لسياسات كوبنهاغن المتماهية مع واشنطن. الجدل السياسي والحقوقي تعزز باعتراف وزير العدل الدنماركي الحالي، سورن بيند، (من يمين الوسط) بوجود تلك الوثيقة وأن بلاده تعاونت بشكل وثيق مع واشنطن لملاحقة سنودن وخطفه إلى الولايات المتحدة.

كذلك، اعتبر مقرر الشؤون الخارجية لحزب اللائحة الموحدة اليساري، نيكولاي فيلومسن، أن "تلك فضيحة سياسية كبيرة، فقد تأكدنا من أن أجهزتنا الأمنية والحكومة كانت تعتزم تسليم شخص ملاحق سياسياً في بلده. وفي ذلك خرق لمواثيق ومعاهدات دولية لا تتناسب وشعارات الحريات ودولة القانون في بلادنا".

دور الدنمارك في ملاحقة سنودن يتوضح الآن، لماذا قام رئيس وزراء الدنمارك الحالي، لارس لوكا راسموسن، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بتهديد البرلمان بعدم التصويت لمنح سنودن حق الحماية في كوبنهاغن.

وكان اليسار وبعض الشخصيات البرلمانية قد طرحوا مسألة منح سنودن اللجوء بناء على قرار غير ملزم من برلمان الاتحاد الأوروبي بحق دول الاتحاد منحه اللجوء، لكن راسموسن أجاب إجابات تتنافى تماماً مع المواثيق المتعلقة باللجوء السياسي: "ذلك الشخص مطلوب في الولايات المتحدة لارتكابه أعمالاً إجرامية، ولدي ثقة بالقوانين والعدالة الأميركية".

وحاول سنودن التقدم باللجوء في 20 دولة حول العالم، لكن يبدو أن العصا الأميركية الغليظة منعت هؤلاء، بما فيها دول في الاتحاد الأوروبي، منحه تلك الحماية. وراسموسن وحكومة كوبنهاغن، كانتا تعلمان أن الرجل لو جرى وضعه على متن الطائرة الأميركية بطريقة الخطف كان سيواجه على الأقل 30 سنة سجناً بتهم تتعلق بالخيانة بسبب تلك التسريبات التي هزت مجتمعات كاملة، وعلى الرغم من ذلك لم تكن، وفق الكثير من الحقوقيين، "تأبه كثيراً للمعاهدات والمواثيق الدولية بشأن اللجوء".

واللافت، هو تغطية وزراء سابقين، بمن فيهم وزير العدل الحالي سورن بيند على دور بلادهم في مساعدة واشنطن على خطف وتسليم سنودن على الرغم من معرفتهم بما سيلاقيه، وهو ما أثار الحقوقيين الذين اتهموا كوبنهاغن بأنها لم تأبه للمواثيق الدولية. ويخشى هؤلاء أن تجري موسكو مساومة على سنودن وتسلمه لواشنطن.

بدوره رد سنودن على ما تسرب عبر موقعه على "توتير" على التسريب وتأكيد وزير العدل أن الدنمارك كانت ستخرق المبادئ المتعلقة بعدم التسليم حين تقدم بطلب لجوء.

ما سربه الموظف التقني السابق في وكالة الأمن القومي، فتح أزمات دبلوماسية وأمنية وسياسية بين واشطن وبعض حلفائها، هذا عدا عن انهيار ثقة المواطنين بوكالات الأمن القومي الأميركي التي اتضح أنها تتجسس على خصوصياتهم بشكل واسع النطاق عبر أكبر 9 مخدمات في الشبكة العنكبوتية.

اقرأ أيضاً:البرلمان الأوروبي يبرّئ سنودن و"يغيّر قواعد اللعبة"