في خطوة غير معهودة أذهلت العديد من المراقبين في العالم، أزالت الحكومة الروسية ستار السرية القصوى عن معاهدة بالغة الأهمية، مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد تستند إليها موسكو في تدخلها العسكري في سورية.
ونشرت المعاهدة بداية في أحد المواقع التابعة للحكومة الروسية، قبل أن تتناقلها المواقع الإخبارية العالمية، ويظهر في أسفل وثيقة المعاهدة، المؤرخة في السادس والعشرين من أغسطس/ آب 2015، توقيعان أحدهما عن الحكومة الروسية، والآخر عن الحكومة السورية، وهو ما يؤكد أن النسخة المنشورة، هي المعاهدة النهائية وليست مجرد مسودة أولية للنقاش.
ورغم أن اسمي الشخصين الموقعين على المعاهدة، لم يدرجا في الوثيقة، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، التي أولتها اهتمامها، وأبرزت ترجمة إنجليزية لمعظم محتوياتها، قالت إن التوقيعين هما لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ونظيره السوري فهد جاسم الفريج.
وتتضمن المعاهدة 11 مادة، موزعة على سبع صفحات في نسختها الروسية.
اقرأ أيضاً استراتيجية روسيا في سورية: القضاء على المعارضة وتقوية "داعش"
ولا تحدد المعاهدة فترة نهائية للوجود الروسي، بل يحتاج السوريون لإنهائها إلى عام كامل كشرط إشعار للقوات الروسية قبل أن توافق على الخروج، كما توفر للجنود الروس حصانة كاملة وإعفاءات ضريبية ومزايا أخرى متعددة.
وبموجب المعاهدة، تحصل القوات الجوية الروسية على حق نشر جنودها ومعداتها وطائراتها ومقاوماتها على الأراضي السورية، وتقدم لها الحكومة السورية قاعدة جوية في محافظة اللاذقية مع بنيتها التحتية، فضلا عن مواقع أخرى، متفق عليها بين الطرفين.
وتنص المعاهدة على أن مهمة القوات الروسية دفاعية لا هجومية، وأن الغرض من وجودها هو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتستمد المعاهدة قوتها القانونية من الطلب الموجه إلى روسيا من الجانب السوري بالتدخل، فضلاً عن معاهدات صداقة سابقة تم التوقيع عليها في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
(مزيد من التفاصيل في العدد الورقي)
اقرأ أيضاً 100 يوم على التدخل الروسي: 1730 قتيلاً في سورية