وتحدد الوثائق التي تم العثور عليها بالتفصيل ما يتعين على مقاتلي التنظيم القيام أثناء تنفيذ عملية بالطائرات بدون طيار، انطلاقا من تدوين نوع العملية (التجسس، التفجير، التدريب)، وتحديد مكان إجرائها (المدينة، المحافظة)، ومحتويات الطائرة (المحرك، آلية التفجير)، وكذا نتيجة العملية (ناجحة أم لا).
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد عثرت على الوثائق باحثة من جامعة هارفارد "زجت بنفسها وسط الجيش العراقي" في معركة الموصل، وقامت بتسليمها إلى الخبراء بالجيش الأميركي من أجل تحليل ما ورد بها من معلومات، بعدما لم يبد الجيش العراقي أي اهتمام بها.
وتوضح الوثائق، المكتوبة بالعربية والإنكليزية، كيف تمكن تنظيم "داعش" من وضع برنامج جد متطور لاستخدام الطائرات بدون طيار في شن عمليات ضد القوات التي تحاول القضاء عليه. كما تشير إلى وضع التنظيم لخطط محكمة بالاعتماد على آخر المنتجات التكنولوجية لشن هجماته على من يحاربه.
ووفق "نيويورك تايمز" فقد استعان تنظيم "داعش" بهاته الطائرات للتجسس بميدان المعركة لنحو عامين، لكنه رفع من وتيرة هجماته بالاستعانة بها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مستهدفا بالأساس وحدات الجيش العراقي، وهو ما يعكس قدرة التنظيم على استخدام أحدث التكنولوجيا وتحويلها لأسلحة فتاكة غير معهودة.
وقام التنظيم خلال الشهرين الماضيين، باستخدام الطائرات المسيرة عن بعد لشن أزيد من 80 هجمة على القوات العراقية وحلفائها. وبحسب المتحدث باسم العملية العسكرية الأميركية ضد "داعش" ببغداد، العقيد جون دوريان، فإن ثلث الطائرات ألقت قنابل أو كانت قابلة للانفجار على الميدان.
وبحسب تقرير سابق لـ"العربي الجديد" باتت تقنية الطائرات المفخخة التي يستخدمها تنظيم "الدولة الإسلامية" مقلقة بالنسبة للقوات العراقية، بما أنها تتيح له إمكانية حمل شحنات تراوح ما بين 2 إلى 6 كلغ من مادة السي فور، شديدة التفجير، ويتم التحكم بها عن بعد، ولها قدرة على الطيران لأكثر من 3 كيلومترات، ومزودة بكاميرات تصوير دقيقة.
وكانت مصادر خاصة بوزارة الدفاع العراقية، قد ذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّه "خلال أسبوعين فقط، استخدم التنظيم 11 طائرة مفخخة بمختلف الأحجام، نجحت سبعة منها فقط في الوصول إلى أهدافها، التي بالعادة تكون قواعد عسكرية محصنة، وثكنات بعيدة، ومواقع مدفعية، وصواريخ القوات العراقية المرابطة حول الموصل". وتسببت تلك الطائرات بقتل وجرح عددٍ غير قليل من القوات المهاجمة.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن تلك الطائرات المصنعة من قبل "داعش"، تنقسم الى قسمين، الأولى تكون محورة، وهي طائرات التصوير السينمائي وطائرات التوصيل، ويمكن للتنظيم الحصول عليها من أي متجر في دول عدة بالمنطقة. ولا يعد تداولها ممنوعاً، أو من خلال مواقع بيع وشراء على الإنترنت. ويُجري عليها تعديلات من خلال رفع أجزاء غير مهمة منها، ووضع مادة السي فور شديدة التفجير مكانها، ثم إطلاقها إلى الهدف، ويجري التحكم بها عن بعد.
أما القسم الثاني وهي الطائرات الكبيرة، التي يمكن لها أن تحمل نحو 6 كيلوغرامات أو أكثر بقليل من مادة السي فور، فهو ما يتم تصنيعه من قبل التنظيم بمحرك بخاصية التبريد الهوائي وبقدرة ألف واط، وهي الأكثر خطورة لكنها الأقل إنتاجا كونها مكلفة وتستغرق وقتا أطول في إعدادها أو تصنيعها بمعنى أدق، وعادة ما تكون من مادة "الفايبر غلاس" أو الألمنيوم الخفيف.