ليس سرّاً أن هناك ندرة في مخرجي الفيلم الوثائقي العربي لأسباب اجتماعية وثقافية وسياسية بل وتجارية أيضاً.
فالفيلم الوثائقي الصادق والناجح أساسه القدرة على الوصول إلى المعلومات وفي الإفصاح عن المسكوت وفي التقاطع مع السياسي والاجتماعي والديني والثقافي وانتقاده، وهي أمور لا يبدو أن إتاحتها أمر سنشهده في مستقبل قريب، مهما قيل عمّا أحدثته وسائل التكنولوجيا من تصوير وصناعة أفلام بميزانية صغيرة وبطريقة آمنة.
ومثلما هو إقبال المخرجين العرب على هذا النوع من الأفلام متواضع، كذلك هو إقبال الجماهير، فليس بعيداً عن الصحة القول إن هذه الأفلام تستقطب النخبة القليلة من مشاهدي السينما في بلادنا على وجه الخصوص.
من ناحية أخرى فإن ثيمة المهرجان نفسها تستحق التفكير فيها مطولاً، فمعظم الأعمال تحمل قاسماً مشتركاً بين أوروبا والشرق، فلا بد أن ثيمات كثيرة جديدة دخلت في العقد الأخير على هذه العلاقة وأصبحت دارجة في السينما والتلفزيون مثل الإرهاب والإسلاموفوبيا واللجوء، لكن اللافت في المهرجان ندرة الأعمال المتعلّقة بأهوال الهجرة التي اكتسحت صورها الشاشات.
وبالعودة إلى الأعمال المشاركة في المهرجان، فهي 16 عملاً بالمجمل، من بينها عشرة تتنافس على جوائز لجنة التحكيم الخمسة التي تحمل اسم ابن بطوطة، وهي على التوالي: الجائزة الكبرى، وأخرى للإخراج والسيناريو والتفرّد وجائزة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أما الأفلام المتنافسة فهي "ألبخراس" لـ رافييل طوبا من إسبانيا، و"كمال جنبلاط الشاهد والشهادة" لـ هادي زكاك من لبنان، و"طائر الشمس" لـ عائد نبعة من فلسطين، و"ضباب سربرنيتشا" لـ سمير ميهانوفيتش و"من لونا إلى ليلى" لـ ميلينا بوشيت من بلجيكا و"بيت بيوت" لـ نادين نعوس و"رجا" لعبد الإله الجوهري و"الآثار الإسلامية في اليونان" لـ كمال سفتسي من تركيا و"عائلتي بين أرضين" لـ نادية حارق من الجزائر و"حجاب" لـ نهلة الفهد من الإمارات.