والد الشهيد نعالوة يروي تفاصيل التنكيل به خلال اعتقاله والتحقيق معه

24 ديسمبر 2018
اغتالت قوات الاحتلال أشرف في مخيم عسكر (تويتر)
+ الخط -


وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الإثنين، شهادة الأسير وليد نعالوة، والد الشهيد أشرف، والتي تحدث فيها عن تفاصيل مروعة وقاسية تفيد تعرضه للتنكيل هو وأسرته خلال عملية اعتقاله والتحقيق معه ونقله إلى معتقل "مجيدو".

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت الشاب أشرف نعالوة في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس في الثالث عشر من الشهر الجاري، بعد 67 يوما من المطاردة عقب تمكنه من الفرار إثر تنفيذه عملية إطلاق النار في مستوطنة بركان المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما لاحقت عائلته وفرضت في حقها عقوبات جماعية، من اعتقالات وهدم منزلها بعد استشهاد أشرف بأيام.

ووفق بيان لهيئة الأسرى، فقد أوضح الأسير وليد نعالوة ظروف اعتقاله لمحامية الهيئة حنان الخطيب عقب زيارتها له، مشيراً إلى أنه بعد قيام نجله أشرف بتنفيذ عملية "بركان" التي قُتل فيها مستوطنون إسرائيليون قبل نحو شهرين، ومنذ ذلك الوقت وعائلة نعالوة تعاني الكثير، حيث لم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن اقتحام المنزل بشكل يومي وقلبه رأساً على عقب، إضافة لإخضاع العائلة بأكملها لتحقيق ميداني وتهديدهم بشكل مباشر بالاعتقال وهدم المنزل إذا لم يسلموا أشرف للاحتلال.

وتابع: كما تعمدت سلطات الاحتلال الضغط على العائلة بأكملها وإجبارها على الخروج من المنزل والبحث عن نجلها في الأماكن القريبة من طولكرم، عدا عن قيام مخابرات الاحتلال بالاتصال بالعائلة وأمرها بتسليم ابنها في الحال.

واعتقلت قوات الاحتلال والد الشهيد أشرف في السابع من الشهر الماضي، بعد مداهمة منزله ليلاً وخلع بابه وإرهاب من فيه وإخافتهم بإطلاق القنابل الصوتية، وأثناء اعتقاله تعمد جنود الاحتلال شد القيود على يديه وزجه بأرضية الجيب العسكري ليتم نقله إلى معتقل "الجلمة" لاستجوابه، حيث خضع لتحقيق قاس تخلله صراخ وتهديد ووعيد للضغط عليه ليقوم بتسليم ابنه أشرف، وبقي 25 يوماً في زنازين معتقل "الجلمة".

عانى والد أشرف خلال احتجازه في الجلمة من سوء الأوضاع الاعتقالية داخل زنازين تشبه المقابر وذات رائحة قذرة، كما أن البطانيات لا يمكن وضعها على الجسم لرائحتها الكريهة وأوساخها، والأكل سيئ للغاية، إضافة إلى الظروف السيئة التي تفرضها وتمارسها إدارة السجن في حق المعتقلين، كالإضاءة الشديدة والأصوات المزعجة لحرمان الأسير من النوم أو الراحة، ومن ثم جرى نقله إلى معتقل "مجيدو".

وذكر والد أشرف لمحامية الهيئة، أنه أثناء البحث عن نجله لم تكتفِ سلطات الاحتلال باعتقاله بل تم أيضاً اعتقال معظم أفراد عائلته بمن فيهم زوجته الأسيرة وفاء مهداوي وابنتاه وابنه الأكبر أمجد، وتم التنكيل بهم داخل معسكرات جيش الاحتلال وإخضاعهم للتعذيب والضغط النفسي بهدف أخذ معلومات عن ابنهم أشرف، وأفرجت سلطات الاحتلال عن المعتقلين جميعا باستثناء والد أشرف ووالدته وشقيقه، وزوج شقيقته نصر شريم.


وتابع: "ما زلت مصدوماً من كل ما جرى فالأمر ليس بسيطا، بعد فقدان نجلي ذي الـ 24 ربيعاً عقب اغتياله خلال عملية عسكرية في مخيم عسكر بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد أكثر من شهرين من المطاردة والملاحقة، وهدم منزلي في لمح البصر عقب إخطار العائلة بقرار عسكري  ينص على الهدم وتشريد العائلة بأكملها".