والدة أسماء البلتاجي: سأفِي بوعد ابنتي وأكمل مسيرتها

القاهرة

وفاء إدريس

avata
وفاء إدريس
19 اغسطس 2014
4DD20CBF-0016-4EC5-9E94-77F7C2C02680
+ الخط -

"شاركت في إحياء ذكرى رابعة، لأقول لأسماء أنا مستمرة وعلى الطريق". بثبات ويقين ممزوج بألم الفراق، تتذكر سناء عبد الجواد، وعدها لابنتها أسماء، التي لطالما كانت تداعبها وتقول لها "خليكي جامدة يا ماما".
والدة أسماء، شاركت في فعاليات الذكرى الأولى لمجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، التي قضت فيه ابنتها، وكأنها تقول لها "أنا قوية يا أسماء كما أردتِ".

تتحدث والدة أسماء وزوجة أمين حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة المعتقل حالياً، محمد البلتاجي، لـ"العربي الجديد"، عن يوم مجزرة الفض بعد عام منها. وتقول: "كنا مشاركين في الاعتصام، والدكتور البلتاجي لم يغادر الميدان من يوم 28 يونيو/ حزيران حتى يوم المجزرة 14 أغسطس/ آب، ونحن تواجدنا في الميدان منذ يوم 3 يوليو/ تموز، ومنذ ذلك الحين وأسماء كانت تلحّ علينا ألا نخرج من الميدان".

وفي حديثها عن الاعتصام تقول سناء، إنه "كان سلمياً وشهد بذلك كل من زار الميدان، والأجواء كانت حماسية والمسيرات كانت تخرج من الميدان طوال الوقت، كنا نعبر عن رأينا وهذا حقنا، ولكن للأسف المخطط الذي حدث في مصر، أكبر من (الرئيس عبد الفتاح) السيسي بكثير، فهو مجرد منفذ".

لم تكن والدة أسماء تتخيل ما حدث في مجزرة الفض، رغم وقوع مجازر قبلها كالحرس الجمهوري والمنصة. تقول: "لم أكن أتوقع أن تحدث إبادة بهذا الشكل، فلو كانوا يريدون بالفعل فض الاعتصام لكانوا اكتفوا بالقنابل المسيلة للدموع رغم أنها قتلت بعض المعتصمين، وكانوا تركوا لنا مخرجاً آمناً".

وتضيف "الاجتياح بدأ في السادسة والنصف صباحاً، اطلاق النار من فوق أسطح العمارات عن طريق قناصة، وعن طريق المروحيات العامودية، بالرصاص الحي، والقوات المسلحة والشرطة داهمت كل المداخل في نفس الوقت، وأحرقوا الخيام. الناس من حولي كانوا يتساقطون، ما الذنب الذي اقترفوه ليحدث ذلك؟".

استمرار إطلاق الرصاص والخرطوش بشكل متواصل، دفع بعض النساء حولها للقول "ما يهدّوش الضرب ده دقيقة". تقول والدة أسماء "حتى الساعة الحادية عشرة صباحا كانت أسماء معي، وأبنائي كانوا على المنصة، بعدها طلبت منّي أسماء أن تذهب إلى لمستشفى الميداني وألحت عليّ وقبلتني واختفت".

وتضيف: "بعدها بنصف ساعة جاء أخوها وأخبرني أنها أصيبت بخرطوش، وحمدت الله حينها أنها لم تصب برصاص حي، وتوجهت إلى المستشفى الميداني، ووجدتها ممتلئة بالجثث والمصابين، واضطر المعتصمون لفرش "حصير" أمام المستشفى وأمام المنصة لوضع الجثث عليها".

ليس مجرد فض

وتواصل والدة أسماء سرد ما حدث، قائلةً: "ما رأيته يومها جعلني متيقنة من أن الهدف من فض الاعتصام حينها إحداث مجزرة، وليس مجرد فض الاعتصام، فمن يريد أن يفض كان سيوجه ضرباته نحو القدم أو الساقين، ولكن الإصابات التي رأيناها كانت بشعة وخطيرة".

وتضيف "أسماء كانت في حاجة لنقل الدم، ذهبنا بها إلى مستشفى رابعة، ولكن بعدها بوقت قليل انتقلت لربها شهيدة. بقينا في المستشفى لمدة ساعة ونصف بعد ارتقاء أسماء، فالمستشفى كانت محاصرة من كل الجهات، وحاول شقيقها عمار إخراجها، ولكني كنت رافضة لأن الضرب كان شديداً جداً، ولكن عمار صمّم، لأنه كان يرى أن الوضع سيزداد سوءاً".

وبالفعل خرج بجثمانها، ولكن مع شدة الضرب وقعت الجثة منه، وتعرضت لإصابات جديدة غير التي تسببت بوفاتها، وبعد فترة طويلة، تمكن عمار من حملها، لكنه ظل يدور بها على المستشفيات، ورفضت 8 مستشفيات استقبال جثمانها.

أثناء ذلك، تقول الوالدة: "كنت في المستشفى برفقة اثنين من أبنائي، ودخلت قوات الأمن وبدأت في ضرب المصابين والجثث، وأجبرني من حولي من المعتصمين على الدخول لغرفة أشعة في الطابق الثالث، وبقينا فيها حتى الساعة السادسة مساء تقريباً، وخرجت بعدها مع أولادي ومن كان معنا من المعتصمين وأنا أصرخ فيمن حولي: إزاي هنمشي ونسيب الميدان بعد كل ده؟".

كل ذلك حدث ولم تكن والدة أسماء تعلم شيئاً عن مصير زوجها وابنها عمار وجثمان ابنتها الوحيدة أسماء بسبب انقطاع شبكات الاتصال، ولكنها علمت بعدها أنه بعد مرور أكثر من ست ساعات من بحث عمار عن مستشفى تقبل جثمان شقيقته، استقبلتها مستشفى الحسين.

جثمان أسماء ظل في مستشفى الحسين يومين، إلى أن ذهبوا به إلى مشرحة زينهم. تقول والدتها "إلى الآن السلطة تنكر أن أسماء قُتلت، حتى بعد دفنها أزالوا الرخامة التي وضعناها عند قبرها بعدها بـ24 ساعة، فكتب أصدقاؤها على جدران قبرها عبارة تدل على أنه قبر الشهيدة أسماء، وبعدها بساعات تم طلاء المكان كله".

أيقونة الثورة

مع حلول الذكرى الأولى لوفاتها، تقول والدتها "أسماء أصبحت أيقونة الثورة، وهي التي لم تكن تنتمي لفصيل سياسي، ولم تكن منتمية لجماعة الإخوان المسلمين، كانت ترحب بأي فكر معتدل". وتضيف: "فرحت عندما وضعت حركة شباب 6 أبريل صورتها على فيس بوك، وآمل أن تتوحد كل الفصائل لكسر الانقلاب".

والدة أسماء تقول إنها لن تسامح كل من شارك في القتل أو قبل به، ولكنها متسامحة حتى مع من شارك في تظاهرات 30 يونيو/ حزيران.
تضيف: "أقابل في المسيرات الكثيرين ممن يقولون لي سامحينا نحن فوضنا وشاركنا في 30 يونيو، لم نكن نعلم بأنه سيحدث كل ذلك، هؤلاء أقبّلهم لأنه مع الأسف الإعلام ضلّلهم، وأتمنى أن يفيق الكل مثلهم".

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

تمر اليوم، الجمعة، الذكرى الحادية عشرة لثورة 11 فبراير/ شباط اليمنية، التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عام 2011.
الصورة
إحياء للذكري الـ 15 لشهداء مجزرة شفاعمرو

مجتمع

أحيا أهالي شفاعمرو بالداخل الفلسطيني،  مساء الثلاثاء، الذكرى السنوية الخامسة عشرة للمجزرة التي ارتكبها، نتنان زادة، في عام 2005. وأسفرت عن استشهاد أربعة من أهالي شفاعمرو، وهم دينا وهزار تركي وميشيل بحوث ونادر حايك.
الصورة
ذكرى النكبة (الأناضول)

أخبار

تحيي اليوم الجمعة، أسر وأقارب ضحايا كارثة "صوما"، الذكرى الثانية للحادثة، التي أسفرت عن مقتل 301 عامل، في أحد مناجم الفحم، بولاية "مانيسا" التركية، في مايو/ أيار 2014.
الصورة
ميسي

رياضة

سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هدف التعادل الثاني لمنتخب التانغو في شباك نظيره المنتخب المكسيكي، قبل نهاية المباراة الودية التي جمعت المنتخبين استعداداً لتصفيات كأس العالم.