بدا أخيراً أن هناك محاولة لإنعاش الحركة المسرحية في قطر عبر إنشاء مركز لشؤون المسرح تابع لوزارة الثقافة والرياضة، إذ أعلن وزير الثقافة والرياضة القطري، صلاح بن غانم العلي، في مؤتمر صحافي قبل أشهر قليلة، تدشين المركز "بهدف الارتقاء بالحركة المسرحية في الدولة". وأكد مستشار وزير الثقافة والرياضة لشؤون المسرح، الفنان غانم السليطي، وقتها، أن "تدشين هذا المركز يعد تحولاً مختلفًا وميلادًا جديدًا للحركة المسرحية في قطر".
تعليقاً على وضع المسرح القطري الحالي، وإنشاء مركز شؤون المسرح، يقول رئيس فرقة الغد المسرحية، الفنان محمد البلم: "التغيير والتطوير مطلوبان، ووجود مركز شؤون المسرح وقسم المسرح ضمن إطار واحد هو وزارة الثقافة والرياضة من شأنه ضمان انسجام عمل الجهتين. والمركز سيعمل على ضخ دماء جديدة في المشهد العام للمسرح القطري، سواء على مستوى الممثلين أو الكتّاب أو حتى الإداريين. وأول تجربة لنشاط هذا المركز سنشاهدها قريباً في اليوم الوطني، إذ ستُقَدم ستة عروض مسرحية مدرسية، وهي تجربة من سلسلة تجارب قادمة نأمل أن يثبت المركز من خلالها قدرته على إحداث تغيير ما".
لكن من جهة أخرى، يؤكد البلم أن "الحركة المسرحية في قطر تراجعت جداً على كل المستويات". ويقول: "على سبيل المثال أغلق المسرح المدرسي الذي بدأ في عام 1975 في عام 2002، وكان قد نظم خلال هذه السنوات 39 مهرجاناً، وبلغ أوجه في الفترة من 1982 إلى 1996. المسرح المدرسي كان يقدم سنويا نحو 40 عرضا موزعة على مدارس الذكور ومدارس الإناث. ومنذ إغلاقه لا توجد سوى مبادرات فردية خجولة من بعض المدارس. الآن نأمل أن تكون المبادرة المقبلة لمركز شؤون المسرح مبشرة بالخير. من جهة ثانية، رأينا للأسف كيف تم محو المسرح الشبابي أيضا، بعد أن كان يقام له مهرجان سنوي. وحتى مسرح المحترفين هناك الكثير من المخاوف التي تتعلق باحتمال توقفه تماماً، حتى وإن كان بعض الفنانين متمسكين به على أمل أن يتم إنقاذه ودعمه، بناء على وعود من المسؤولين في وزارة الثقافة والرياضة".
وحول مدى إقبال الشباب القطريين على احتراف الفنون بعامة والتمثيل بشكل خاص، قال البلم لـ"العربي الجديد": "في السنوات الأخيرة وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، تشكل ميل لدى الشباب لإنتاج الأفلام القصيرة، وهي في النهاية تقع في إطار الأعمال الدرامية، لكن إجمالاً ظل عدد العاملين في مجال المسرح من الأجيال السابقة هو ذاته على مدى عقود، وأحد أسباب ذلك توقف البعثات التي كانت ترسل سنويا من خمسة إلى عشرين شخصا للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية في الكويت أو في مصر".
وأضاف البلم: "فضلا عن ذلك، أعتقد أن آفاق العمل الاقتصادي الكثيرة التي فتحت في قطر في السنوات العشر الأخيرة، جذبت الشباب إليها ووجدوا فيها تحقيقاً لكثير من تطلعاتهم، فتراجع المسرح كجزء من اهتماماتهم".
الناقد المسرحي حسن رشيد، يقول إن "تدهور واقع المسرح القطري" هو جزء من مشهد عام لتراجع المسرح في الدول العربية، الذي اعتبر أنه "يعيش أزمة حقيقية". لكنه مع ذلك يؤكد ما سبق من إلغاء المسرح المدرسي والمسرح الشبابي والجامعي كعناصر ساهمت في تراجع المسرح القطري، مضيفاً إليها تقليص عدد الفرق المدعومة من وزارة الثقافة والرياضة إلى فرقتين فقط.
وبالنسبة لرشيد، فإن هذه القرارات تظل سؤالا محيراً بلا إجابه شافية. وهو في هذا السياق يشير إلى دور المسارح الشبابية في رفد الحركة المسرحية بالعديد من "الفنانين المتميزين، مثل فيصل رشيد وعلي الشرشني وعلي خلف وسالم المنصوري"، وينوه بدور الفنان سلمان المالك في دعم هذه التجارب الشبابية التي "شاركت بعض عروضها في مهرجانات المسرح التجريبي في أكثر من بلد عربي".
ويقول رشيد: "هناك حالة ضبابية تغلّف واقع المسرح في قطر، فلا يوجد موسم مسرحي ثابت، وليس هناك احتكاك بتجارب مسرحية ومسرحيين من الخارج، ولا توجد بعثات دراسية، بعكس ما كان عليه الحال حتى التسعينيات من القرن الماضي".
اقــرأ أيضاً
تعليقاً على وضع المسرح القطري الحالي، وإنشاء مركز شؤون المسرح، يقول رئيس فرقة الغد المسرحية، الفنان محمد البلم: "التغيير والتطوير مطلوبان، ووجود مركز شؤون المسرح وقسم المسرح ضمن إطار واحد هو وزارة الثقافة والرياضة من شأنه ضمان انسجام عمل الجهتين. والمركز سيعمل على ضخ دماء جديدة في المشهد العام للمسرح القطري، سواء على مستوى الممثلين أو الكتّاب أو حتى الإداريين. وأول تجربة لنشاط هذا المركز سنشاهدها قريباً في اليوم الوطني، إذ ستُقَدم ستة عروض مسرحية مدرسية، وهي تجربة من سلسلة تجارب قادمة نأمل أن يثبت المركز من خلالها قدرته على إحداث تغيير ما".
لكن من جهة أخرى، يؤكد البلم أن "الحركة المسرحية في قطر تراجعت جداً على كل المستويات". ويقول: "على سبيل المثال أغلق المسرح المدرسي الذي بدأ في عام 1975 في عام 2002، وكان قد نظم خلال هذه السنوات 39 مهرجاناً، وبلغ أوجه في الفترة من 1982 إلى 1996. المسرح المدرسي كان يقدم سنويا نحو 40 عرضا موزعة على مدارس الذكور ومدارس الإناث. ومنذ إغلاقه لا توجد سوى مبادرات فردية خجولة من بعض المدارس. الآن نأمل أن تكون المبادرة المقبلة لمركز شؤون المسرح مبشرة بالخير. من جهة ثانية، رأينا للأسف كيف تم محو المسرح الشبابي أيضا، بعد أن كان يقام له مهرجان سنوي. وحتى مسرح المحترفين هناك الكثير من المخاوف التي تتعلق باحتمال توقفه تماماً، حتى وإن كان بعض الفنانين متمسكين به على أمل أن يتم إنقاذه ودعمه، بناء على وعود من المسؤولين في وزارة الثقافة والرياضة".
وحول مدى إقبال الشباب القطريين على احتراف الفنون بعامة والتمثيل بشكل خاص، قال البلم لـ"العربي الجديد": "في السنوات الأخيرة وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، تشكل ميل لدى الشباب لإنتاج الأفلام القصيرة، وهي في النهاية تقع في إطار الأعمال الدرامية، لكن إجمالاً ظل عدد العاملين في مجال المسرح من الأجيال السابقة هو ذاته على مدى عقود، وأحد أسباب ذلك توقف البعثات التي كانت ترسل سنويا من خمسة إلى عشرين شخصا للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية في الكويت أو في مصر".
وأضاف البلم: "فضلا عن ذلك، أعتقد أن آفاق العمل الاقتصادي الكثيرة التي فتحت في قطر في السنوات العشر الأخيرة، جذبت الشباب إليها ووجدوا فيها تحقيقاً لكثير من تطلعاتهم، فتراجع المسرح كجزء من اهتماماتهم".
الناقد المسرحي حسن رشيد، يقول إن "تدهور واقع المسرح القطري" هو جزء من مشهد عام لتراجع المسرح في الدول العربية، الذي اعتبر أنه "يعيش أزمة حقيقية". لكنه مع ذلك يؤكد ما سبق من إلغاء المسرح المدرسي والمسرح الشبابي والجامعي كعناصر ساهمت في تراجع المسرح القطري، مضيفاً إليها تقليص عدد الفرق المدعومة من وزارة الثقافة والرياضة إلى فرقتين فقط.
وبالنسبة لرشيد، فإن هذه القرارات تظل سؤالا محيراً بلا إجابه شافية. وهو في هذا السياق يشير إلى دور المسارح الشبابية في رفد الحركة المسرحية بالعديد من "الفنانين المتميزين، مثل فيصل رشيد وعلي الشرشني وعلي خلف وسالم المنصوري"، وينوه بدور الفنان سلمان المالك في دعم هذه التجارب الشبابية التي "شاركت بعض عروضها في مهرجانات المسرح التجريبي في أكثر من بلد عربي".
ويقول رشيد: "هناك حالة ضبابية تغلّف واقع المسرح في قطر، فلا يوجد موسم مسرحي ثابت، وليس هناك احتكاك بتجارب مسرحية ومسرحيين من الخارج، ولا توجد بعثات دراسية، بعكس ما كان عليه الحال حتى التسعينيات من القرن الماضي".