واشنطن لمجلس الأمن: "صفقة القرن" ستصدر في الوقت المناسب

13 يونيو 2019
واشنطن: نأمل أن يقرأ أصحاب المصلحة الخطة بعقل متفتح(Getty)
+ الخط -
دعت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، "جميع أصحاب المصلحة للمشاركة في ورشة العمل القادمة في البحرين"، لكنها أوضحت أن "صفقة القرن ستصدر في الوقت المناسب"، في حين نفى المغرب مشاركته بالمؤتمر، بينما أرجأ الأردن من جهته إعلان موقفه رسمياً من المؤتمر.

وجاءت الدعوة الأميركية على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان كوهين، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، برئاسة وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري.

وقال السفير الأميركي مخاطباً أعضاء المجلس: "يعمل البيت الأبيض على صياغة رؤية للسلام (يقصد صفقة القرن) توفر مستقبلاً أكثر إشراقاً للجميع، وسوف نصدر هذه الرؤية عندما يحين الوقت المناسب، ونأمل أن يقرأ جميع أصحاب المصلحة الخطة بعقل متفتح، وأن يكونوا على استعداد للمشاركة بشكل بنّاء".


وأضاف: "نتطلع إلى مناقشة الأفكار والاستراتيجيات حول كيفية تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً للشعب الفلسطيني مع أصحاب المصلحة الدوليين، في ورشة العمل القادمة في البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر".

ومن المقرر أن تعقد ورشة العمل الاقتصادية التي أشار إليها السفير الأميركي، بالعاصمة البحرينية المنامة في 25 و26 يونيو/ حزيران الجاري، لبحث الجوانب الاقتصادية لـ"صفقة القرن"، وفق إعلام أميركي.

و"صفقة القرن"، خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

المغرب ينفي.. والأردن يتحفظ

وبجانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في ورشة المنامة.

بينما انضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة في الفعالية.

في حين أعلن مسؤول بالبيت الأبيض، أن كلاً من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، وفق ما نقل عنه إعلام أميركي، إلا أن المغرب نفى ذلك، في حين تحفظ الأردن على الإعلان عن موقفه.

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم، إن "الأردن سيتعامل مع أي طرح حول القضية الفلسطينية وفق ثوابته الراسخة، التي تؤكد أن لا حل للصراع من دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وحول ورشة البحرين الاقتصادية، أكد الصفدي، في مقابلة مع قناة المملكة الرسمية: "نحن من يعلن مواقفنا، وعندما نتخذ قرار نعلنه بوضوح وثقة باستناد إلى مواقفنا الثابتة والواضحة التي يعرفها الجميع".

وأضاف: "نحن نقيم ونتشاور مع أشقائنا وأصدقائنا، وعندما نتخذ القرار سنعلنه بوضوح"، مضيفا: "إذا شاركنا سنؤكد ثوابتنا ونقول موقفنا بوضوح وثقة، وهذا الموقف يعرفه الجميع، وإذا شاركنا فهو جزء من الاشتباك الإيجابي الذي يقوده الأردن دائما من أجل التأكيد على ثوابته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي أي موقف أو قضية أخرى".

وزاد الصفدي: "بالنهاية هي ورشة عمل. هي ليست نهاية التاريخ، ولا بدايته. إذا قررنا أن نذهب نذهب ونسمع، وإذا كان الطرح منسجما مع مواقفنا فسنتعامل معه، وإذا لم ينسجم مع مواقفنا سنقول لا".

وقال: "هذا ليس أول مؤتمر يشارك به الأردن. شاركنا في مؤتمر وارسو بموقف واضح أكد على الثوابت، وأن لا حل للقضية الفلسطينية إلا بتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة"، موضحا: "ننسق ونقيم، وعلينا أن نعرف ماذا سيكون في هذه الورشة، من سيحضر، وما هو مستوى التمثيل، وكل هذه القضايا ننظر لها بأهمية، ونحن من يقرر موعد إعلان قرارنا، وتوقيت الإعلان جزء من إدارة الملف".

وأكد وزير الخارجية الأردني في رد على سؤل حول ما يسمى بـ"صفقة القرن": "نحن لا نعرف ما سيقدمه الأميركيون، والعالم كله يقول إنه لا يعرف ماذا ستقدم الولايات المتحدة التي تقول بدورها إنها ستقدم خطتها عندما تكتمل"، قبل أن يستدرك: "لكن ما نعرفه وما يعرفه الأميركيون وما يعرفه العالم هو ثوابت الموقف الأردني بأننا نريد سلاما شاملا، ومن أجل أن يكون السلام شاملا لابد أن يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة".

وحول المواقف العربية حول القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية الأردني إن "ثمة موقفا عربيا واحدا أكدته قمة مكة، وهو أن حل الصراع سبيله حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية".

وقال: "هناك تنسيق كامل مع الأشقاء الفلسطينيين، حيث المنطلقات واحدة والأهداف واحدة، وثمة تكاملية في إدارة الملفات، ولكل مساحة التحرك التي يتحرك داخلها، وفق رؤيته لكيفية إدارة أي قضية تطرح"، مؤكدا أنه أن "لا حل اقتصاديا للصراع، والحل سياسي، وموقف الأردن حول شروطه واضح". 

وحول العلاقات الأردنية الخليجية، ذكر أن "العلاقات مع قطر علاقات أخوية جيدة، وهناك تنسيق وتشاور في جميع القضايا التي تعنينا، كما أن علاقات الأردن مع السعودية والإمارات علاقات راسخة"، مشيرا إلى أن "الأردن دائما يعمل من أجل علاقات عربية-عربية متوازنة وفاعلة ومبنية على الاحترام المتبادل، وعلى التعاون والتشاور والتنسيق إزاء التحديات التي تواجهنا جميعا، لأن تاريخنا واحد، وحاضرنا واحد​".

من جهته، نفى رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني علمه بمشاركة بلاده في مؤتمر "ورشة الازدهار من أجل السلام"، بالعاصمة البحرينية المنامة.

ورداً على سؤال الصحافيين في ما يتعلق بمشاركة المغرب في ورشة المنامة، قال العثماني: "عدت من جنيف أمس ليلاً ولا علم لي بالموضوع".



تونس ليست مدعوّة

إلى ذلك، قال وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، اليوم الخميس، إن بلاده ليست مدعوّة لحضور مؤتمر المنامة الاقتصادي.

وأضاف الجهيناوي في مؤتمر صحافي اليوم بقصر قرطاج، أن موضوع المشاركة من عدمه غير مطروح ولم تتلق تونس دعوة.

وتابع: "إذا كان الهدف مساعدة الشعب الفلسطيني للخروج من الأزمة الاقتصادية فتونس ترحب بذلك، أما إذا كان الهدف شيئاً آخر له طابع سياسي فالموضوع غير مطروح على تونس".


(العربي الجديد، وكالات)