وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بسحب قوات بلاده من سورية، بدعوى تحقيق الانتصار على "داعش". وأشار البيت الأبيض لاحقاً، إلى أن الولايات المتحدة ستترك "مجموعة صغيرة لحفظ السلام" من 200 جندي أميركي في سورية لفترة من الوقت بعد انسحابها، بعدما رفضت الدول المنضوية في إطار "التحالف الدولي" لمحارية "داعش" الذي تقوده واشنطن إبقاء قوات لها في سورية بعد الانسحاب الأميركي.
ولم تعلن الولايات المتحدة عن جدول زمني لانسحابها، رغم صدور تصريحات رسمية عدة منذ إعلان ترامب عن قراره، تحدثت عن انسحاب يبدأ "في غضون أسابيع". وصدرت مواقف أميركية رسمية، لا سيما من الكونغرس، رافضة للانسحاب، فيما بدا عدم رضى من البنتاغون على قرار ترامب.
وكان الجنرال جوزيف فوتيل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، قد حذر في وقت سابق من أن توقيت الانسحاب على وجه الدقة يتوقف على الوضع في سورية، حيث تشن مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، (قسد)، هجوماً على تنظيم "داعش" في معقله الأخير.
ولدى سؤال فوتيل حول موعد بدء سحب القوات الأميركية من سورية، والتي يتجاوز عددها ألفي جندي، قال "هذا كله يحدده الوضع على الأرض".
ويوم الأحد الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إن تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي سيظل قائماً، لافتاً إلى أن مقاتلي التنظيم ما زالوا متناثرين في سورية والعراق، وذلك في مقابلة أجراها مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.
وفي السياق، ناشد جيفري مجدداً، اليوم، الدول أن تستعيد مقاتلي "داعش" الأجانب الذين أسرتهم "قسد" وعائلاتهم، وذلك لتقاسم عبء المحاكمات وإعادة التأهيل.
وتلح الولايات المتحدة على الدول التي قاتل مواطنون لها في سورية والعراق إلى جانب التنظيم الإرهابي على استعادت من اعتقل منهم، ومحاكمتهم، وهو ما ترفضه عدد من دول الغرب.
وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية التي تشنها "قسد"، قال المبعوث الأميركي إنه لم يبق لتنظيم "داعش" سوى بضع مئات من المقاتلين، وأقل من كيلومتر مربع من الأراضي تحت سيطرته في آخر معقل له في سورية.
وقال جيفري "نحن على وشك إنهاء الحملة على طول نهر الفرات لاسترداد آخر أراضي الخلافة. لم يبق سوى بضع مئات من المقاتلين وأقل من كيلومتر من الأراضي".
وأضاف أن المعركة ستستمر للقضاء على فكر "داعش".
(رويترز، العربي الجديد)