واليوم، الأربعاء، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية "خط أحمر" بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضحت الوزارة في تصريحات صحافية، أن "القوات الأميركية في المنطقة تراقب تحركات النظام السوري"، محذرة من أن "واشنطن وحلفاءها سيردون على نحو سريع ومتناسب إذا ثبت ذلك".
وتبنى مجلس الأمن الدولي، في 27 سبتمبر/أيلول 2013، قرارا حمل رقم 2118، بشأن نزع السلاح الكيميائي من سورية، أشار فيه إلى إمكانية فرض عقوبات واستخدام القوة في حال تنفيذ هجمات كيميائية في سورية من قبل أي طرف.
من جانبها، توعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، النظام السوري بـ"الرد المناسب" في حال التأكد من أنباء شنه هجوما كيميائيا جديدا.
واستذكرت ماي، في كلمة لها بالبرلمان، الأربعاء، خلال جلسة تناولت أنباء حول استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في منطقة إدلب (شمال غرب)، تنفيذ وشنطن وباريس ولندن، في 14 إبريل/ نيسان 2018، ضربة ثلاثية على أهداف للنظام السوري.
وقالت: "ندين استخدام جميع الأسلحة الكيميائية. نحن على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، ونراقب الوضع عن كثب، وسنرد بشكل مناسب إذا تم التأكد من استخدام (النظام السوري) أسلحة كيميائية".
وأشارت إلى أن موقف بلادها حيال النظام السوري واضح، مضيفة "نعتقد أن بشار الأسد لا يستطيع توفير سلام دائم، وفقد النظام شرعيته بسبب همجيته ضد شعبه".
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، إنه ينبغي بحث المزاعم الجديدة، مؤكدة، في إفادة صحافية على الإنترنت: "نتابع ببعض القلق هذه المزاعم التي تستدعي البحث.. لدينا ثقة كاملة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية رصد واشنطن تنفيذ نظام بشار الأسد هجمات كيميائية جديدة في شمال غربي سورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، في بيان صادر عن الوزارة، إن "الولايات المتحدة تتابع عن كثب العمليات التي يشنها نظام الأسد في شمال غربي سورية، بما في ذلك مؤشرات على استخدام النظام لأسلحة كيميائية جديدة فيها".
المتحدثة تابعت قائلة "مع الأسف نستمر في رصد دلائل تشير إلى استئناف نظام الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك هجوم بغاز الكلور شنه النظام في شمال غربي سورية في 19 مايو/أيار 2019".
وأضافت في السياق ذاته: "مستمرون في جمع المعلومات المتعلقة بهذه الواقعة، وإذا ما ثبت استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية، فإننا نكرر تحذيرنا من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيكون لهم ردّ سريع ومناسب".
وفي 14 إبريل/نيسان 2018، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، شن ضربة ثلاثية على أهداف سورية، ردا على استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما، بالغوطة الشرقية لدمشق، وفي السابع من الشهر ذاته، استخدم النظام السوري أسلحة كيميائية في هجوم على دوما، أسفر عن مقتل 78 شخصاً وإصابة مئات، وفق مصادر طبية محلية.
المرصد والخوذ البيضاء: لا تأكيدات
وفي مقابل الإعلان الأميركي، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، الأربعاء، أنه "لا دلائل" على وقوع هجوم كيميائي في شمال غرب سورية.
وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) قد اتهمت، الأحد، عبر وكالة "إباء" التابعة لها، النظام السوري بشن هجوم بالكلور ضد مقاتليها في شمال محافظة اللاذقية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، اليوم: "ليس لدينا أي دلائل على هجوم كيميائي نهائياً". وأضاف "لم نوثق أي إصابة بالأسلحة الكيميائية، المنطقة لا يوجد فيها إلا مقاتلون".
وبحسب عبد الرحمن، فإنه يتعذر التحقّق مما حصل في المنطقة من مصدر مستقل، بسبب اقتصار الوجود فيها على مقاتلي هيئة تحرير الشام. وقال "لم يكن هناك مدنيون في المنطقة".
وقالت مجموعة "الخوذ البيضاء" السورية، التي تضم متطوعين من الدفاع المدني وسبق أن تحدثت في السابق عن هجمات كيميائية عدة في سورية، لوكالة "فرانس برس"، إنه ليست لديها "في الوقت الراهن أي معلومات حول مثل هذا الهجوم".
وتحدثت تقارير عن هجمات كيميائية عدة في سورية منذ بداية الحرب في 2011، أكدت الأمم المتحدة حصول بعضها.
(العربي الجديد، وكالات)