رفض "جيش مغاوير الثورة" شرط التحالف الدولي ربط اشتراكه مع فصائل المعارضة من المنطقة الشرقية في معركة طرد "داعش" الإرهابي من دير الزور بالاشتراك مع مليشيات "سورية الديمقراطية" (قسد).
وكانت الهيئة السياسية في "جيش مغاوير الثورة"، برئاسة رياض حجاب، قدمت للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مشروعا متكاملا لتشكيل قوة عسكرية من أبناء دير الزور لطرد "داعش" من الديرن يكون "مغاوير الثورة" نواته الأساسية، تحت اسم "جيش التحرير الوطني"، إضافة إلى تشكيل إدارة مدنية للمحافظة.
ولاقى المشروع ترحيبا من قبل التحالف، ولكنه أصرّ على أن تبدأ العمليات من قاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي والتي تسيطر عليها مليشيات "قسد"، التي أصرّت أن تكون أي عملية عسكرية بالتعاون معها، الأمر الذي يبدو أنه متوافق مع توجهات الأميركيين.
وقال المتحدث الرسمي باسم "جيش مغاوير الثورة"، محمد مصطفى جراح، لـ"العربي الجديد"، إن "العمل متواصل لإنشاء جيش تحرير وطني.. جيش لا يقبل التعامل مع "قسد" الانفصالية، أو مع النظام بحجة محاربة الإرهاب.. نحن نؤمن أن "داعش" و"قسد" والنظام أعداء الشعب السوري، وما يجري للرقة من تدمير وقتل وتهجير لهو خير دليل"، وأضاف "موقفنا جدي وواضح حيال هذا الموضوع".
وبيّن أن التحالف الدولي أصرّ على "جيش مغاوير الثورة" في موضوع التعاون مع "قسد"، مضيفا "لن نشترك بقتل وتدمير دير الزور ونهجّر أهلنا هناك، ومهما أعلنوا معارك وادعوا تحرير مناطق، هذا يبقى بنظرنا تهجيرا وتدميرا، ولا نشترك ولا نمد أيدينا على عمل نكسب منه لعنات على مرور الزمن... والتاريخ يشهد".
ولفت جراح إلى أن "التحالف يدعي أن "قسد" منظمون ويملكون جنرالات عسكريين، ونحن نعرف كشعب سوري أنه لا يوجد من الأكراد في الجيش السوري أكثر من رتبة ملازم إلا فيما ندر"، معتبرا أن "عدم توحيد أبناء المنطقة الشرقية من "الجيش الحر" هي غاية كل من هو صاحب مطامع بالشرقية من الدول العظمى والنظام، وذلك ينعكس على الشعب السوري بالعموم، وأهل الدير خاصة، ونحن لا نقبل كما قبل بعض المندفعين الهمجيين من "الجيش الحر" من أبناء الشرقية، ولا أن نكون ذريعة وستارا للأكراد لدخول دير الزور، لأن "قسد" هي نفسها عودة النظام إلى الدير من جديد".
وقال الجراح إن "هناك أكثر من 500 ضابط منشق من الشرقية، وهم مستعدون للالتحاق بجيش التحرير الوطني"، معتبرا أن "ما تم الإعلان عنه من مجالس هي كذبة".
من جهته، اعتبر عضو مكتب العلاقات العامة في "جيش مغاوير الثورة"، العقيد محمود العبدالله، في تصرح صحافي، أن "كل من يتعامل مع "قسد" هو خائن لوطنه وشعبه"، مشددا على أن المليشيات الكردية مثل النظام و"داعش" ترتكب الجرائم بحق الشعب السوري من تهجير وقتل، و"سياسة الكردنة حتى في المناهج الدراسية".
واعتبر أنه "إذا كان لا بد من التنسيق مع "قسد"، ففي هذه الحالة يتم التنسيق مع النظام، ولكن نحن لا نخون شعبنا".
وأوضح العبد الله أن "مبعوث الخارجية الأميركية أوضح أن الأمر غير نهائي، وبعد ردنا الحاسم بعدم الخضوع لمساومات تخص المنطقة الشرقية، ننتظر رد الأميركيين"، لافتا إلى أن "الإدارة الأميركية تعلم أن "الجيش الحر" هو الوحيد القادر على تحرير دير الزور، ولن نكون أداة لتقسيمها".