واشنطن تحقّق نصراً سياسيّاً على طهران في بغداد

01 سبتمبر 2014
لاجئة عراقية من مدينة تلعفر (سافين حامد/Getty)
+ الخط -

لا يزال الاتفاق بين "التحالف الوطني" و"اتحاد القوى العراقية"، مصدر دهشة للجميع بسبب سرعة التوصل إليه، والبنود التي جرى الاتفاق عليها، خاصة أنه تم بعد نحو تسع ساعات فقط من الإعلان عن انهيار المفاوضات بين الطرفين بشكل كامل.

وكشف مصدر نافذ في "التحالف الوطني"، الشيعي، لـ"العربي الجديد"، أن "السفير الأميركي في العراق، روبرت بيكروفت، لعب دوراً كبيراً في الضغط على التحالف الوطني للقبول بشروط اتحاد القوى السنية".

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ذلك جاء خلافاً لرغبة إيران التي كانت تدفع باتجاه رفض بعض المطالب السنية، ومنها العفو العام وإطلاق سراح ضباط الجيش السابق وجعل قيادة الجيش مشتركة وتحويل ملف اجتثاث حزب البعث إلى القضاء ونزع الصفة السياسية عنه".

وأضاف المصدر أن "السفير الأميركي أجرى اتصالات موسعة مع قادة التحالف لساعات طويلة حول ذلك".

وكان وفد "اتحاد القوى" قد أعلن، الأحد، عن التوصل إلى اتفاق مع "التحالف الوطني" في معظم النقاط المقدمة كشروط لتشكيل الحكومة، فيما اعتبر رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أن المشكلة قد انتهت ونسعى حالياً لأن تكون حكومة شراكة قوية في العراق. 

وأشار المصدر إلى أن "الولايات المتحدة تسعى لتشكيل الحكومة وتسوية كل الخلافات من أجل تدخل أوسع في العراق، يحظى بغطاء شرعي ودعم من القادة السنّة في أي تحرك لها باتجاه تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا هو سبب تدخلها في الساعات الحرجة لما بعد الإعلان عن انهيار المفاوضات".

لافتاً إلى أن"طهران أبدت انزعاجاً شديداً من الاتفاق، وجاء ذلك على لسان قاسم سليماني الذي يوجد حالياً ببغداد".

وحول ذلك، قال القيادي في "تحالف القوى العراقية"، خالد المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إن "الانهيار الكامل للمفاوضات التي جرت على مدى الأيام العشرة الماضية مع التحالف الوطني، دفع بالسفير بيكروفت إلى الاتصال بنا والمطالبة بعقد اجتماع في ساعة متأخرة من ليل السبت/ الأحد في منزل رئيس الاتحاد، أسامة النجيفي، وجرى إبلاغه أنه لا مشاركة في الحكومة المقبلة ما لم تنفّذ ورقة المطالب"، وأضاف أن "السفير الأميركي تدخل بشكل مباشر بعد الاجتماع، وعقد سلسلة اجتماعات مع قادة التحالف كانت السبب الرئيس في اتفاق الطرفين"، مبيّناً أن "المفاوضات لا تزال متوقفة على فقرتين، ونسعى لتحقيقها، وهناك ليونة وتجاوب من التحالف الوطني، كما أننا أبلغناهم برفض جعل المطالب مجزّأة ويجب أن تتحقق بسلّة واحدة".

واعتبر النائب السابق في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، جمال الوكيل، أن الاتفاق بمثابة "نصر سياسي أميركي على طهران في بغداد".

وأوضح الوكيل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تمرير التحالف الشيعي لقرارات، رغم رفض إيران لها، يدل على أن اللعبة السياسية بالعراق تغيّرت بشكل كبير. فمن الإطاحة بالمالكي الذي كان يوصف بابن طهران المدلّل، إلى تمرير قرارات البعث، وإطلاق سراح قادة الجيش السابق الذين تعتبرهم طهران مجرمين، وإقرار العفو العام، يمثّل تحدياً كبيراً ويؤكد أن واشنطن تعيد ترتيب أوراقها في العراق مرة أخرى".

المساهمون