واشنطن تحصّن قواتها في العراق خشية إيران

01 ابريل 2015
تعزيز الإجراءات الأمنية حول قواعد القوات الأميركية(علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -
تسعى الولايات المتحدة الأميركية منذ أيام إلى تأمين نحو 3600 عسكري من قواتها المتواجدين في العراق داخل أربع قواعد عسكرية كبيرة وسط وشمال وغرب البلاد، يقدّمون عمليات دعم وتدريب للقوات العراقية وأبناء العشائر السنّية حصراً، وذلك بعد أسبوعين من إصابة جندي أميركي كان يتولى مهام حراسة لزملائه داخل برج مراقبة في قاعدة المدائن جنوبي بغداد.

اقرأ أيضاً (معركة تكريت: الأميركيون يستعدّون للتدخل جواً)

وأُصيب الجندي الأميركي نتيجة إطلاق نار من بندقية قنص اتُهم لواء أبي الفضل العباس بالوقوف وراءه، وسط تسريبات حكومية عراقية عن مخاوف واشنطن من هجمات تستهدف قواتها بدفع إيراني لتحويل التواجد الأميركي في العراق إلى ملف آخر في الصراع السياسي بين البلدين.

وكشف مسؤول عسكري عراقي رفيع، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" عن "بدء القوات الأميركية بعملية تأمين واسعة لقواتها في العراق، من خلال حصر تواجدها في قاعدتين عسكريتين فقط هما المدائن في بغداد وعين الأسد في الأنبار غرب البلاد، من أصل أربع قواعد كانت قائمة حتى منتصف هذا الشهر".

وأضاف المصدر الذي يشغل منصب عضو لجنة التنسيق المشترك في غرفة قوات التحالف ببغداد، أن "عملية تأمين القوات الأميركية مستمرة منذ أسبوعين، وعلى نحو متسارع وبسرّية تامة حول مواقع الجيش الجديدة، والتي أحيطت بأجهزة تشويش على أجهزة "جي بي أس" والهواتف النقالة وأسلاك شائكة إضافية خلف الجدران الأسمنتية داخل مقرّات تواجد تلك القوات التي تقيم في قواعد عراقية عسكرية".

وبيّن المصدر نفسه أنّ "الولايات المتحدة تخشى من هجمات (ليست إرهابية) تستهدف قواتها يمكن وصفها بهجمات ذات طابع سياسي تقف وراءها إيران"، مشيراً إلى أنّ طهران تهدف من وراء تنفيذ هجمات على القوات الأميركية، إلى استخدامها كورقة ضغط على واشنطن، على غرار ما حصل في العام 2006 عندما قتل 13 جندياً أميركياً بهجوم بواسطة قنابل في مدينة كربلاء نفذته مجموعة مسلحة موالية لإيران".

من جهته، يؤكّد مترجم عراقي يعمل مع العسكريين الأميركيين أنّه تم إبلاغهم بإنهاء خدماتهم بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار، ومنحهم مكافأة نهاية خدمة.
وقال المترجم، ويدعى علي محمد، لـ"العربي الجديد" إنّه "تم فصل جميع المترجمين العراقيين خوفاً من اختراق استخباري في صفوف القوات الأميركية، واستُعيض عنهم بمترجمين لبنانيين ومصريين".
وأضاف المصدر نفسه أنّ "ذلك شمل ضباطاً عراقيين كانوا يدخلون مواقع تواجد الأميركيين، وتم بناء قاعة كبيرة للقائهم أو الاجتماع بهم بدون الدخول الى مقرّات الأميركيين"، كاشفاً عن "وصول أسلحة دفاعية وهجومية مختلفة لتلك القوات تم تجهيزهم بها، فضلاً عن مروحيات قتالية صغيرة تستخدم في مناطق القتال الضيقة".

بدوره، علّق الخبير الأمني العراقي كريم العبيدي في حديث لـ"العربي الجديد" على هذه المسألة بالقول إن "الإجراءات الأميركية تشير الى وجود شيء ما يربط طهران وواشنطن ويخشى الطرفان انهياره، وقد يكون الملف النووي أو تداعيات تأييد الولايات المتحدة للتحالف العربي ضدّ انقلاب الحوثيين العسكري باليمن".

وأضاف العبيدي أنّ "إيران تستخدم منذ سنوات طويلة ورقة مهاجمة الجنود الأميركيين في العراق كوسيلة ضغط وقد يأتي سعي واشنطن لتأمين وضع قواتها من هذا الباب"، مشيراً إلى أن تحقيق تقدم في تكريت بعد تسلم الولايات المتحدة ملف اقتحامها بفشل ذريع للحرس الثوري الإيراني قد يدفع بغداد إلى طلب دور أميركي أكبر على حساب إيران، وهي تتخذ خطوات استباقية لتأمين نفسها من أي ردّ فعل استفزازي من قبل إيران، خصوصاً أنّ الرأي العام الأميركي لم يعد مهيأً، كما في السابق لاستقبال جثث لأبنائه آتية من العراق.

في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون أن حوالي 1250 عنصراً من الفرقة الجبلية الأميركية سينتشرون في إقليم كردستان خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وقال المتحدث باسم وزراة الدفاع الأميركية الميجر جاك، إنه "يتوقع نشر جنود فرقة فورت درام، ومقرها نيويورك، لمدة تسعة أشهر، وأنها سوف تحل محل المظليين من فريق اللواء القتالي 3 الفرقة المجوقلة 82، الذين كانوا في العراق منذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي".