وأشارت الصحيفة، في مقال نشرته اليوم، إلى أن تصميم المملكة على هذه العملية العسكرية يمتد إلى ما هو أعمق من تأمين حدودها ووضع حد للتمدد الإيراني من خلال المتمردين، فالقادة السعوديون أخذوا على عاتقهم مهمة حراسة الجار الجنوبي وشبه الجزيرة العربية برمتها.
وبحسب "الواشنطن بوست" فإنه لم تكن هذه العملية مجرد نداء للحشد، بل إنها تعكس رؤية المملكة الراسخة لليمن، والتي تشكلت عبر عقود من التدخلات والتمرد والسياسة القبلية، وتعكس الإصرار العسكري للسلطات السعودية والعائلة الملكية التي تستمد شرعيتها من القيادة الدينية السنية للمملكة.
وبحسب الخبراء فإن المملكة تعتبر أن أهمية إبقاء اليمن تحت جناحها تطغى على ثمن التدخل في اليمن واحتمال زيادة التوترات الإقليمية مع إيران.
وتضيف أن "اليمن انقسم إلى قوى تعادي المملكة الموالية للغرب وكذلك تتقاتل فيما بينها، ومن بين هذه القوى تنظيم القاعدة والجماعات الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ويسعون للسيطرة على عدن".
وزادت أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن هو استعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي فر إلى المملكة بعد محاصرة الحوثيين لمنزله في عدن الأسبوع الماضي، كما توجد أهداف أخرى طويلة المدى بحسب تأكيد المملكة وشركائها العرب.
اقرأ أيضاً: فرص التدخل البرّي لـ "عاصفة الحزم"
وقد قال العميد ركن أحمد بن حسن عسيري المتحدث باسم قوات التحالف إن "القاعدة والحوثي وجهان لعملة واحدة"، مؤكداً أن المتمردين ليسوا الهدف الوحيد للتدخل العسكري.
ولكن يمكن أن يتحول اليمن كذلك إلى ساحة اختبار لهجوم سعودي يتجاوز مواجهة الحوثيين ليستهدف القاعدة وغيرها، أو حتى ليتفوق على هجمات الطائرات من دون طيار الأميركية بجلب المزيد من القوة النارية والقوات البرية.
يزداد الوضع تعقيداً في اليمن، فحتى إذا تمكنت المملكة من إعادة هادي إلى الحكم، ستظل هناك عدة فصائل تتنافس على النفوذ، وتعمل على إضعاف الموقف التقليدي للمملكة على حد تعبير الصحيفة.