وائل الإبراشي ينتقل لـ"إعلام المصريين" وتكهنات بتصفية "دريم"

14 سبتمبر 2018
الإبراشي يقدم برنامج "كل يوم" (تويتر)
+ الخط -



أعلنت شركة "إعلام المصريين"، التابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية، انتقال الإعلامي وائل الإبراشي من قناة "دريم" إلى قناة "أون" المملوكة لها، لتقديم برنامج "توك شو" رئيسي بعنوان "كل يوم"، بدلاً من الإعلامي عمرو أديب، الذي انتقل في وقت سابق إلى قناة "إم بي سي" السعودية.

وتأتي الخطوة المفاجئة بعد أيام من إعلان رجل الأعمال المصري، أحمد بهجت، مالك قناة "دريم"، أنه قبل عرضاً بدخول جهاز المخابرات شريكاً له في القناة، مع عودة الإبراشي لتقديم برنامجه "العاشرة مساء".

وتكهنت مصادر بأن انتقال الإبراشي لقناة "أون" يعني على الأرجح قرب تصفية قنوات "دريم" المثقلة بالديون، التي سرحت معظم عمالتها خلال العام الماضي.

وتملك شركة "إعلام المصريين" حاليا جميع قنوات "أون، والحياة، وسي بي سي وراديو النيل" وصحيفتي "اليوم السابع" و"الوطن"، بينما تمتلك شركة "دي ميديا" التابعة للمخابرات أيضا قنوات "دي إم سي"، و"الراديو 9090"، وحقوق الإعلانات لقنوات إعلام المصريين، ما يعني احتكار السوق الإعلامية بشكل شبه كامل بواسطة الجهات السيادية.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر إعلامية مصرية عن خطوة جديدة من المرحلة الثانية لإعادة هيكلة الإعلام المصري، بالتزامن مع إبعاد الإعلامية لميس الحديدي عن برنامجها القديم "هنا العاصمة" على شاشة قناة "سي بي سي"، تتمثل في استحواذ جهاز الاستخبارات العامة على أغلبية أسهم مجموعة "إعلام المستقبل" التي كانت مملوكة لرجل الأعمال المقرب من النظام الحاكم، محمد الأمين، والتي تملك قنوات "سي بي سي" وصحيفة "الوطن"، واتجاه الجهاز إلى إلغاء قناة "سي بي سي" العامة، وقناة "سي بي سي إكسترا"، والاكتفاء بقناتي الدراما والمطبخ.

وتتكامل قصة تقزيم لميس مع إبعاد زميلها السابق خيري رمضان عن تقديم البرنامج الرئيسي في القناة الأولى الحكومية منذ أسابيع، ثم وقف البرنامج، ووقف الإبراشي مؤقتاً من دون مبرر واضح وتحت زعم قضائه عطلة، فضلا عن المعلومات التي تتردد عن رغبة النظام في إطاحة مجدي الجلاد وخالد صلاح من رئاسة تحرير موقعي "مصراوي" و"اليوم السابع" قريبا، وتجدد خلافاتهما مع بعض معاوني عباس كامل، بسبب خلافات تحريرية مع الأول، ومشاكل إدارية ومالية مع الثاني في طريقة إدارته الصحيفة الأكثر قرباً للنظام ولدائرة السيسي.

 

وتترجم هذه النوايا تجاه الإعلاميين الأكثر تأييداً للنظام في 2013 خلال الأسابيع الأخيرة في صورة هجوم صحافي على عدد منهم، وتحديداً لميس الحديدي ومجدي الجلاد، من قبل بعض الصحافيين المقربين حديثاً للنظام في صحف قومية مثل "روزاليوسف" و"الجمهورية"، إذ نشرت بعض المقالات التي اتهمت الاثنين بأنهما كانا من رموز إعلام مبارك، وأنهما لا يعملان إلا لمصالحهما الشخصية، وهذه الحملة تتشابه مع الحملة السابقة التي شنتها الأذرع الإعلامية لوزارة الداخلية ضد خيري رمضان مطلع العام الحالي، وتبعها تحريك بلاغات ضده بإهانة الشرطة احتُجز بسببها ليلة واحدة قبل إخلاء سبيله.

وتقوم عملية إعادة الهيكلة الجارية حاليا على تفريغ وسائل الإعلام من المواد السياسية، بسبب مساحات بدأت تتحول تدريجياً إلى منصات لانتقادات يوجهها الإعلاميون أو ضيوفهم إلى سياسات الوزارات والقطاعات المختلفة، حتى وإن لم يتطرقوا إلى اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي أو عباس كامل شخصياً، إذ يعتقد السيسي أن فتح مجال لهذه المعارضة بحدودها الدنيا والضعيفة سيمهّد الطريق لإعادة فتح المجال العام مرة أخرى، الأمر الذي لا يرغب فيه إطلاقاً.

 
المساهمون