هيلما كلينت.. كانت ترسم لوحاتها للمستقبل

02 مايو 2020
(من أعمالها في معرض "غوغنهايم" العام الماضي)
+ الخط -

في عام 1936، رسم "متحف الفن الحديث" (موما) في نيويورك خريطة/ كاتالوغاً يتتبع تاريخ التجريد والتكعيبية، وأدرج المتحف فيها أسماء من اعتبر أنهم الفنانون المؤسسون لهاتين المدرستين، كان كل الفنانين بيض وغالبيتهم رجال، ليستثني الفنانين من أصول أفريقية أو غير أوروبية وكذلك معظم الفنانات الرائدات باستثناء أسماء قليلة لدرء عين الانتقاد عنهم.

كان غريباً ألا يدرج المتحف أسماء سونيا ديلوناي، وصوفي تايوبر آرب، وجورجيا أوكيفي، ولوسيا موهولي، رغم أنه أدرج أسماء أزواج هذه الفنانات من الفنانين كما يذكر الناقد الفني أليكس غرينبيرغ على موقع "آرت نيوز"، مضيفاً أنه وحتى حين قدم "موما" ما اعتبره مراجعة لتلك الخريطة، عام 2012، تجاهل مرة أخرى شخصيات مهمة وعلى رأسها الفنانة السويدية هيلما أف كلينت (1862-1944)، التي يصف النقاد أعمالها اليوم بأنها من "عبقريات الفنون التجريدي".

المخرجة الألمانية هالينا ديرشكا انتهت مؤخراً من فيلم حول كلينت بعنوان "ما وراء المرئي"، يعتبر المتحدثون فيه من المتخصصين في تاريخ الفن أن الفنانة السويدية كانت سراً من أسرار تاريخ الفن الحديث، وأن تجاهلها غير مفهوم إلى اليوم.

تقول المؤرخة جوليا فوس إن إغفال "موما" لها مرة أخرى هو نوع من العنف والعداء لفن النساء الرائدات، بينما تصفها ديرشكا بأنها عبقرية حقيقية بقيت رؤيتها الغامضة مخفية لعقود حتى أصبحت في السنوات الأخيرة الموضوع ولكنها شهرة بأثر رجعي.

وإن كان من الممكن التلاص بسهولة في الأعمال الأدبية، لكن التلاص والتناص في الأعمال الفنية يمكن تقصيه بسهولة، يقول الفنان الأميركي جوزايا ماكلهاني، مشيراً إلى أخذ فنانين كثر من أعمال كلينت واستلهامهم منها.

كان "متحف غوغنهايم" في نيويورك قد أقام العام الماضي، معرضاً لكلينت بوصفها فنانة مستقبلية، ويعد المعرض من أكثر المعارض التي شهدت إقبالاً إذ تجاوز عدد زائريه 600 ألف زائر.

كانت كلينت ثورية بالمعنى الفني الحقيقي للكلمة، وتعد أول فنانة أصرت على أن تستخدم موديلاً عارياً من الذكور، وبدأت في الضغط ضد المعايير التاريخية للفنون في وقت مبكر وانتقلت إلى متابعة نموها الفني حتى أخصلت للتجريد.

المساهمون