هيغ على خطى كيري: تنحي المالكي وتشكيل حكومة جديدة

26 يونيو 2014
هيغ: تشكيل حكومة موحدة يسهم بحل الخلافات(تيري شارلي/Getty)
+ الخط -

التقى وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، برئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، وعدداً من القادة العراقيين ورؤساء الكتل السياسية، بعدما وصل إلى بغداد في زيارة غير ملعنة، بعد يومين من زيارة مماثلة لنظيره الأميركي، جون كيري.

وقال مسؤول عراقي رفيع في وزارة الخارجية، لـ"العربي الجديد"، إن هيغ وصل بغداد قادماً على متن طائرة خاصة، برفقة فريق دبلوماسي وعسكري، وكان باستقباله وزير الخارجية، هوشيار زيباري، وعدداً من المسؤولين، قبل أن ينتقل الى المنطقة الخضراء.

ووفقاً للمسؤول العراقي، أجرى هيغ لقاءه الأول مع السفير البريطاني في بغداد، سايمون كولس، لينتقل بعدها للقاء المالكي في اجتماع استغرق أكثر من ساعة ونصف، بحضور عدد محدود من مساعدي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته.

وأضاف المصدر، أن هيغ حمل رسالة مشابهة للرسالة التي أوصلها نظيره الأميركي، وتتضمن حرص بريطانيا على ولادة حكومة جديدة، تنال موافقة العرب السنة والأكراد، كونها مفتاح الأمن في البلاد، ووقف التدخل الخارجي لدول الجوار، وعدم شرعنته من قبل المالكي، ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق اعتبارات المنصب.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن هيغ أشار، صراحة، إلى رغبة بريطانيا، برئيس حكومة جديدة غير المالكي، بالقول: "هذا الحال يجب أن يتغير، ويجب أن تكون هناك تضحيات من قبلكم، والاستعداد للتخلي عن المنصب لحماية بلدكم". ووعد هيغ بدعم عسكري مفتوح للعراق، في حال تم إصلاح العملية السياسية بشكل سريع.

وأعاد هيغ، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، اليوم الخميس، في بغداد، التأكيد  أن "الوحدة السياسية، وتشكيل حكومة عراقية موحدة، تجذب الدعم الدولي، قادران على تحقيق النصر على الإرهاب"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول". وقال هيغ إن بلاده ستوفر دعماً للعراق في مجال محاربة الإرهاب، معتبراً أن تشكيل الحكومة سيسهم في حل الخلافات العالقة في البلاد‎. 

هيغ إلى كردستان

ولن تقتصر محادثات هيغ على بغداد، إذ أعلن القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، أن وزير الخارجية البريطاني سيلتقي رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، الذي قطع زيارته إلى كركوك بسبب زيارة الوزير البريطاني.

وأوضح أمين، لـ"العربي الجديد"، أن هيغ وجد تطابقاً في الرأي للقيادات السياسية حول استبدال المالكي، لكنه استغرب عدم الإعلان عن ذلك والتحرك الفوري للقيام به، وهو ما كان واضحاً من لقائه قيادات في "التحالف الوطني" و"تحالف متحدون"، معتبراً أن الآلية "البوليسية" للمالكي، تجعل جميع الشركاء مترددين في الإفصاح عن ذلك.

وأوضح أمين أن "البارزاني سيطرح نفس الفكرة التي طرحها على وزير الخارجية الأميركي، لاستبدال المالكي كبداية للحل في العراق".

بيان المالكي

من جهته، قال بيان لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، عقب لقاء هيغ، إن المالكي أكد لهيغ أن قوات الجيش استعادت زمام المبادرة، وأن الصورة ستتغير خلال فترة قليلة.

وأوضح البيان أن هناك ارتباطاً كبيراً بين ما يجري في سورية، وما يحدث في العراق. وشدد البيان على ضرورة "تحمل جميع الدول مسؤولياتها، وعدم التهاون في دعم منظمات مثبتة لدى الأمم المتحدة بأنها منظمات إرهابية".

ونقل البيان عن هيغ قوله إن" بريطانيا تدعم العراق في مواجهة الإرهاب، وجئنا كي نتمكن من دعم العراق، وأن نتعاون جميعاً لإلحاق الهزيمة بداعش".

في المقابل، أكد القيادي في "تحالف متحدون"، خالد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن هيغ اشترط تشكيل حكومة جديدة، تحظى بموافقة الجميع، وتنهي الحراك المسلح للعشائر بتلبية مطالبها، لتوفير الدعم العسكري للعراق.

المساهمون