للسينما العالمية دور كبير في تكوين النظرة الغربية والعالمية عن البيئة العربية؛ الاجتماعية والسياسية والجغرافية، وفيما كانت بعض تلك الأعمال مقبولة في بعض البلدان العربية؛ قوبلت أعمال منها بالرفض ومنع العرض بحجة تشويه الصورة المثالية والسخرية من التاريخ والمبادئ والتقاليد. وفي ما يلي مجموعة من تلك الأفلام التي اتخذت من البيئة العربية محوراً للأحداث.
الهروب إلى الظهران 1962 (Escape from Zahrain)
شريفٌ متمرد هارب يكره الحكومة القمعية والتكتلات الرأسمالية التي تمتص ثروات بلاده؛ يتفق مع رفيقه الإرهابي "أحمد" على خطف رهينة عربية جميلة. تمضي المطاردات عبر الصحراء العربية بين أبطال الفيلم والشرطة العسكرية. الفيلم الأميركي من إخراج، رونالد نيم، وبطولة، يول براينر، وسال مينيو وجاك واردن ومادلين رو وأنطوني كاروسو.
تقع الأحداث في دولة خيالية في صحراء شبه الجزيرة العربية، حيث يرتب ضابط في أمن نظام استبدادي لقتل زعيم ثوري مسجون أثناء نقله لسجن آخر. ويقود أنصار الزعيم جهود إنقاذه وتهريبه، ووسط فوضى الفرار يهرب معهم اثنان من المجرمين المدانين الذين ليس لهم في السياسة. وتدخل المخابرات البريطانية، وتضم المجرمَين إلى الزعيم الهارب مضطرين، وفي مجرى الأحداث يقدم الفيلم وجهات نظر مختلفة حول الشرق الأوسط في أوائل الستينيات.
لورنس العرب 1962 (Lawrence of Arabia)
الفيلم من إنتاج أميركي بريطاني مشترك، يحكي قصة ضابط إنكليزي وحد القبائل العربية المتحاربة في ما بينها خلال الحرب العالمية الأولى، من أجل قتال الأتراك. الفيلم درامي ملحمي أخرجه "ديفيد لين" وبطولة بيتر أوتول وعمر الشريف. تم ترشيح الفيلم لعشر جوائز أوسكار، فاز بسبع منها. كما فاز بجائزة غولدن جلوب كأفضل فيلم سينمائي درامي، وجائزة بافتا البريطانية لأفضل فيلم.
في 1991 اعتبر فيلم لورنس العرب تراثاً ثقافيّاً وتاريخيّاً وجمالياً كبيراً، وتم اختياره للحفظ في مكتبة الكونغرس الأميركي للسينما الوطنية. وجرى تسميته أيضاً كثالث أكبر فيلم بريطاني في كل العصور من قبل معهد الفيلم البريطاني، ووضع على قائمة أفضل خمسة أفلام خلال 100 عام التي وضعها المعهد السينمائي الأميركي عام 1998، ضمن القائمة المحدثة عام 2007.
الرجل التالي 1976 (The Next Man)
شين كونري كان الاختيار الأفضل للمخرج، ريتشارد سرافيان، للعب دور وزير دولة سعودي يريد صنع السلام مع إسرائيل خلال فترة حظر النفط العربي على الغرب أثناء حرب أكتوبر 1973. "خليل عبد المحسن" دبلوماسي سعودي رفيع يقترح توقيع اتفاق تعاون متبادل مع الصهاينة، ويقترح الاعتراف بإسرائيل ودعم عضويتها في منظمة الأوبك. يجد خليل نفسه ضحية لشبكة إرهابية عربية تكره السلام مع إسرائيل! الشبكة التقطت خطابه من مكب للقمامة، وعرفت ما يدور، حيث يجد خليل نفسه متابعاً من قبل نيكول سكوت (كورنيليا شارب) الإرهابية الجميلة التي تتسلل إلى حاشية الوزير لتغويه، وتتطور الأحداث، ولكن في النهاية ينجح الإرهابيون في اغتياله!
الهروب: الإنسان المشحون 1998 (Escape: Human Cargo)
يستند هذا الفيلم التلفزيوني، إلى قصة حقيقية، حيث يفقد رجل أعمال أميركي، جون مكدونالد (تريت ويليامز)، جواز سفره وتأشيرة خروجه من المملكة العربية السعودية، ويستغل شريكه السعودي غير الشريف والنافذ هذا الأمر ويتخذه رهينة. لا يستطيع جون الحصول على أية مساعدة من السفارة الأميركية، حيث إن السفارة لديها تعليمات بعدم التدخل في شؤون الحكومة السعودية. ولا يجد الرجل من سبيل سوى أن يحيك خطة لتهريب نفسه في صندوق شحن خشبي، ومن هنا اكتسب الفيلم اسمه. الفيلم أخرجه "سيمون وينسر". وفي 1999 رُشِّح لجائزة الإسطوانة الذهبية كأحسن تحرير للصوت في فئة الأفلام التلفزيونية، من جانب جمعية محرري الصوت السينمائي، لكنه خسر الجائزة بفارق ضئيل.
هيدالغو Hidalgo) 2004)
في عام 1890 يدعو الشيخ رياض، وهو العربي الواسع الثراء، الفارس فرانك هوبكنز وفرسه "هيدالغو" ليشتركا بالسباق العربي الذي يقام لقياس قوة التحمل والقدرة على النجاة في الصحراء القاتلة وليس السرعة فقط. ويوافق هوبكنز راعي البقر ويأتي بصفته أفضل متسابق أميركي ليتنافس ضد أعظم الخيول العربية، والفرسان العرب البدو، وهم مصممون على منع هذا الأجنبي الأبيض من عبور الصحراء وإتمام السباق.
يجد هوبكنز نفسه وسط صراع قبلي وتقاليد لا يعلم عنها شيئاً ويتعرض لمآزق عديدة، لكن الشيخ الماكر خفيف الظل (عمر الشريف) يساعده حيناً ويدافع عنه حيناً. ويستمر الفيلم بمغامراته الشيقة التي صاغها مخرجه "جو جونستون" وكتب قصته "كيسي سلفر" وتقاسم بطولته "فيغو مورتنسن" و"عمر الشريف"، وقامت بتوزيعه الشركة الشهر والت ديزني. ورغم أن الفيلم لم يتكلف سوى 40 مليون دولار؛ فقد حقق 108 ملايين دولار عند عرضه.
هولوغرام لأجل الملك 2016 (A Hologram for the King):
فيلم كوميدي درامي كتبه وأخرجه، توم تيكوير، وقام ببطولته توم هانكس. يحكي الفيلم قصة رجل مبيعات أميركي يائس يتأثر بالركود الاقتصادي في بلاده، حيث يفقد منزله وتطلقه زوجته، بعدها يرتحل إلى السعودية لعقد صفقة تجارية مع أحد الأمراء، لبيع نظام هولوغراف للمؤتمرات التي تعقد عن طريق التليفون، ويستهدف ذلك البيع الحكومة السعودية.