هولندا تسعى للثأر... والأرجنتين تُعوّل على ميسي

09 يوليو 2014
شنايدر وميسي... وجهاً لوجه بحثاً عن النهائي(getty)
+ الخط -

تتّجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في شتى بقاع الكرة الأرضية، مساء اليوم، صوب ملعب "أرينا كورينثيانز"، بمدينة ساو باولو البرازيلية، الذي سيكون مسرحاً للقمة الكروية المرتقبة التي ستجمع المنتخب الأرجنتيني بنظيره الهولندي، في معركة تحديد المتأهل لنهائي بطولة كأس العالم 2014.

ثأر
ويدخل المنتخب الهولندي هذه المباراة بغية تحقيق ثأر عمره 36 عاماً من خلال الفوز على نظيره الأرجنتيني، الذي يُشارك في المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عام 1990، ولا سيّما أنّ منتخب "التانجو" كان قد حرمه من التتويج بلقب بطولة كأس العالم عام 1978، الأمر الذي سيُجبر لاعبي المنتخب "البرتقالي" على دخول المباراة وهم يبحثون عن رد الاعتبار.

من جانبه، يبحث المنتخب الأرجنتيني عن تحقيق فوزه الثاني في المواجهة الخامسة بين المنتخبين في النهائيات العالمية. فقد سبق للمنتخب الهولندي أن فاز على نظيره الهولندي في مباراتين سابقتين، في الوقت الذي فرض فيه التعادل السلبي (0-0) نفسه على المواجهة الرابعة والأخيرة التي جمعت بين المنتخبين في بطولة كأس العالم.

وجمعت المباراة الأولى بين المنتخبين في نسخة عام 1974 التي أقيمت في دولة ألمانيا الغربية، عندما سجل يوهان كرويف هدفين ليقود المنتخب "البرتقالي" إلى فوز عريض 4-0 في الدور الثاني قبل أن يبلغ المباراة النهائية.

وثأر المنتخب الأرجنتيني بعد ذلك بأفضل طريقة ممكنة حين أبكى نظيره الهولندي في نهائي نسخة عام 1978، بعدما فاز عليه بنتيجة (3-1)، بعد تمديد وقت المباراة إلى شوطين إضافيين، ليزيد من أوجاعه بعدما كان قد فقد لقب كأس العالم لعام 1974 لصالح نظيره الألماني "صاحب الأرض" حين خسر بنتيجة (1-2)، أبكى منتخب " البيسيليستي".

واضطر المنتخب "البرتقالي" للانتظار 20 عاماً، وتحديداً عام 1998، ليُعزي نفسه من خلال الفوز على نظيره "البيسيليستي" بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي شهدت تسجيل هدف رائع حمل توقيع المهاجم الهولندي السابق، دينيس بيركامب، حيث تمكن اللاعب، آنذاك، من ترويض كرة مرفوعة في الهواء بطول الملعب تقريباً من زميله رونالد دي بوير في أقصى منطقة الجزاء، راوغ بها مدافعاً أرجنتينياً، قبل أن يُسددها بقوة أعلى الزاوية اليمنى للمرمى الأرجنتيني محرزاً الهدف الذهبي الذي أطاح بالمنتخب الأرجنتيني خارج البطولة، وليمنح المنتخب الهولندي بطاقة التأهل للدور نصف النهائي.

الأرجنتين تُعوّل على "ميسي"

وتُعلّق الجماهير الأرجنتينية آمالاً عريضة على نجم المنتخب الأول، ليونيل ميسي، لمنحها ثالث ألقابها من أرض غريمتها البرازيل، إذ تبدو الأرجنتين حاملة لقبي 1978 و1986 مرشحة بقوة للفوز في المباراة وحتى نيل اللقب، نظراً لامتلاكها ترسانة هجومية قوية يتقدمها ميسي هداف برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم بين أعوام 2009 و2012.

وستكون الفرصة مؤاتية أمام النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، لتحقيق حُلم التتويج بلقب كأس العالم، فقد بات "البرغوث" أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق الإنجاز الذي طال انتظاره، والذي يتمثل في الظفر ببطولة كأس العالم، وذلك في ظل الانتصارات المتتالية لمنتخب بلاده، وصعوده إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 1990.

ويحتاج نجم منتخب "البيسيليستي" فقط إلى الفوز بكأس العالم حتى يتفوّق على مواطنه الأسطورة، دييجو أرماندو مارادونا، الذي قاد منتخب "راقصي التانجو" للفوز باللقب عام 1986 في المكسيك للمرة الثانية والأخيرة بعد 1978، بعد تألق منقطع النظير في تلك البطولة.

وتألق اللاعب الأرجنتيني بشكلٍ لافت مع ناديه برشلونة الإسباني خلال الأعوام الماضية، وفاز معه بـ19 بطولة محلية وقارية ودولية، لكنه لم يحقق لبلاده إنجازاً يُذكر، بخلاف الفوز بذهبية كرة القدم في أولمبياد أثينا عام 2008.

واضطلع ميسي، خلال مشوار منتخب بلاده في النسخة الحالية من بطولة كأس العالم، بدور هام في صعود المنتخب الأرجنتيني إلى المربع الذهبي، إذ نجح في تسجيل 4 أهداف حتى الآن، فضلاً عن إسهاماته المستمرة على صعيد التمريرات الحاسمة.

هولندا تُراهن على حنكة "فان جال"

ويُعوّل المنتخب الهولندي من جهته، على حنكة مديره الفني، لويس فان جال، في سعيّه نحو الصعود إلى المباراة النهائية، ولا سيّما أنّ المدرب العجوز قد ترك عدة بصمات خلال مشوار منتخب بلاده في مونديال البرازيل 2014.

وأظهر المدير الفني للمنتخب الهولندي، لويس فان جال، عبقرية فنية أذهلت المتابعين لمباراة هولندا أمام كوستاريكا والتي انتهت بفوز المنتخب الهولندي بركلات الترجيح ليبلغ الدور قبل النهائي من مونديال البرازيل.

واتخذ فان جال قراراً جريئاً بإشراك الحارس البديل، تيم كرول، على حساب الحارس الأساسي، ياسبر كيليسين، في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، وقبيل ذهاب المنتخبين إلى ركلات الجزاء الترجيحية أمام كوستاريكا في المباراة التي جمعت بينهما في ربع نهائي مونديال البرازيل.

واتضح خلال ضربات الجزاء الترجيحية، أن قرار المدرب الهولندي كان صحيحاً، حيث نجح كرول في التصدي لضربتين ترجيحيتين ليقود بذلك منتخب بلاده إلى بلوغ المربع الذهبي من نهائيات كأس العالم في البرازيل، 2014، المقامة حالياً على الأراضي البرازيلية.

وأثبت المدرب الهولندي مرة أخرى عبقريته التكتيكية، من خلال ترك بصمة جديدة لن ينساها الشعب الهولندي بأكمله، كيف لا؟ وقد كانت في هذا التغيير لمسة تكتيكية في غاية الذكاء، لا يجرؤ على فعلها سوى مدرب بقيمة فان جال.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يترك فيها المدرب الهولندي بصمته الخاصة في بطولة كأس العالم، فقد اعتمد فان جال، في المباراة الأولى لمنتخب "الطواحين" في المونديال، على طريقة لعب 5/3/2 بدلاً من الطريقة الاعتيادية لهولندا 4/3/3، ليقوده إلى تحقيق فوز تاريخي على نظيره الإسباني بخمسة أهداف مقابل هدف.

كما قام بالدفع بالبديل ممفيس ديباي، الذي سجّل هدف الفوز في المباراة الثانية للطواحين أمام نظيره الأسترالي، فضلاً عن ذلك، فإنه قد قاد منتخب بلاده للفوز على تشيلي في المباراة الأخيرة من دور المجموعات، حيث جاء الفوز آنذاك عن طريق البديلين ليروي فير وديباي.

أما في مباراة دور الـ16، فقد لجأ المدرب الهولندي إلى الوقت المستقطع من أجل تزويد اللاعبين بالماء، في سابقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ بطولة كأس العالم، وقد استغل فان جال ذلك بأفضل طريقة ممكنة اعتمد فيها على إنعاش فريقه تكتيكياً.

واضطر المدرب الهولندي للوقوف بين لاعبيه على طريقة مدربي كرة السلة، وبدأ بتلقينهم تعديل طريقة اللعب لتعويض هدف التقدم المكسيكي، وهو ما حدث تماماً، فقد نجح منتخب "هولندا" في تحويل تأخره بهدف إلى فوز مستحق بهدفين. ولعل اللافت أيضاً أن فان جال قد دفع بالمهاجم كلاس يان هونتيلار، لأول مرة في البطولة، بدلاً من روبن فان بيرسي، غير الموفّق، وقد نجح الأول في إحراز هدف الفوز لمنتخب بلاده.

المساهمون