بخطوات واثقة، دخلت النجمة التونسية، هند صبري،عالم الفن في مصر، فكانت منافِسةً مخيفةً للفنانات المصريات، لا سيما بنات جيلها. قدمت أدواراً رضي عنها النقاد والجمهور، وتهافت عليها المنتجون لتصبح نجمةً سينمائيةً وتلفزيونية. "العربي الجديد" التقت الفنانة هند صبري في هذا الحوار:
ماذا يعني لك فيلم "الجزيرة 2"؟
فيلم "الجزيرة"، بشكل خاص، يمثل لي حالة من نوع فريد. من وجهة نظري المتواضعة أراه ملحمة تمثيلية ساخنة وهادئة في الوقت عينه. فإذا تحدثت عن الجزء الأول من الفيلم، ووقوفي أنا والفنان أحمد السقا بجوار تاريخ مثل الفنان القدير محمود ياسين، فهذا يعد في حد ذاته حدثاً عليّ احترامه. وفي انتقالنا إلى الجزء الثاني، كان معنا النجم الذي يثقل لساني عندما أقول عنه أنه راحل، الفنان خالد صالح. شعرنا جميعاً أننا مستمتعون ونحن نمثّل، وهذا للعلم لا يحدث في كل الأعمال. فهناك مسلسلات أو أفلام تكون فيها حالة من عدم الارتياح بين صنّاعه.
حزنتِ للغاية على خالد صالح، فماذا عنه في الكواليس؟
حزنت على خالد مثلما أحزن على أقرب المقربين لي. كان بمثابة الأخ والصديق، كنت أشعر، أثناء التصوير، أنّه سندي وذلك لثقتي المطلقة به. قدمت معه في السابق أعمالاً عديدة، مثل فيلم "أحلى الأوقات" ومسلسل "بعد الفراق"، فهو كما يقال بالمصري "صاحب صاحبه". هل سمعتم يوماً أنّ خالد تعارك مع أي من زملائه؟ لا لم يحدث، فهو كان محباً للجميع. حصل خالد على أضعاف هذا الحب بعد رحيله، فالجنازة كانت مهيبة وكذلك العزاء، فمن أحبه الله حبّب فيه خلقه، الله يرحمه.
قال كثيرون إنّ فيلم "الجزيرة" لا يستحق جزءاً ثانياً، ما تعليقك؟
فيلم "الجزيرة" يستحق أجزاء أخرى وليس جزءاً ثانياً فقط. فأنا أنظر إلى هذا الفيلم على أنّه مصر بحاراتها وشوارعها وكل فئات شعبها، ومليء بالقصص والحكايات، المؤلم منها والمشوّق، لذا صدقوني حين أقول إنّ هذا الفيلم "حالة".
البعض لم يشاهد الفيلم حتى الآن، فهل يمكنك أن تحدثيهم عن شخصيتك في هذا الجزء؟
كما تعلمون أنّي، خلال الجزء الأول، جسدت شخصية كريمة، وكانت شخصية غريبة، فيها تناقض. ومع الجزء الثاني، نصوّر كيف أصبحت كريمة بعد مرور السنوات، والصراعات التي واجهتها، ومن ساندها، ومن ضدها، خاصة من الرجال الكبار في الحي الذي تقطن فيه. وللتوضيح، قال البعض إنّ الجزء الثاني منه سياسي، وأنا، من خلالكم، أنفي وأقول لا علاقة للفيلم بالسياسة، ولكن العمل ناقش أوضاعاً اجتماعية شئنا أم أبينا، مرتبطة بالسياسة العادية التي نستخدمها في يومياتنا. بعد كمّ الثورات والأحداث التي مرّ بها العالم العربي في السنوات الماضية، باتت السياسة موجودة في أسلوب حياتنا، كما وتتمحور معظم أحداث الفيلم في السنوات الثلاث الأخيرة.
بحكم الأعمال الكثيرة بينك وبين أحمد السقا، هل وقعت بينكما أية خلافات في وجهة النظر؟
لا توجد أية خلافات، ولكن أحياناً يكون لكل منّا وجهة نظره، وهذا شيء طبيعي. فهل يجدي أن نظل متفقين! لا، ولكن في النهاية لا يصحّ إلاّ الصحيح ونعمل لمصلحة العمل. السقا فنان وسيم وموهوب ومغامر لأقصى درجة، وأحياناً كثيرة كنت أحاول إقناعه بأن يستعين بدوبلير في المشاهد الخطيرة، لكن السقا عنيد، وكان يرفض تماماً. ففي فيلم "إبراهيم الأبيض"، كانت بعض المشاهد خطيرة، وكنت أضع يدي على قلبي خوفاً على السقا. وبالفعل، أصيب عدّة مرات. لكن هذا هو السقا، يعطي لكل مشهد التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة اللازمة له، وهذا ما يميّزه.
هل ما زلتِ تعانين من الهجوم عليكِ بسبب "إمبراطورية مين" واتهامك بالإساءة إلى مصر؟
لا أفكّر بالاتهام نهائياً، لأنه من الأساس عار تماماً عن الصحة، فكيف أسيء إلى البلد الذي احتضنني! وإذا تركنا الفن جانباً، فزوجي مصري وبناتي مصريات، فكيف أهاجم بلدي الثاني! هناك فقط بعض الأشخاص ممّن أرفض التصريح بأسمائهم، وقفوا وراء حملة الهجوم، ولا أعرف ماذا كسبوا من ذلك، لكن الشعب المصري يعرف جيداً من هي هند صبري التي تحترمه وتكنّ له كل التقدير.
هل تخوضين تجربة الشاشة الصغيرة في رمضان المقبل؟
لم أحدد حتى الآن، لكني أشعر أني بحاجة إلى الراحة، لأنّي فعلاً أُرهقت بسبب فيلم "الجزيرة"، وقد أتّجه نحو الإنتاج. لكن لا أحب الإقدام على أية خطوة قبل دراستها بشكل جيد، وسأستشير المقربين مني وأيضاً فنانين ممّن لهم تجارب في هذا المجال المليء بالأرقام.
هل ستمثلين في كل الأعمال التي ستنتجينها، في حال تمّ ذلك؟
ليس شرطاً على الإطلاق، فقد أنتج أعمالاً عديدة من دون أن أوجد فيها. لكن بصدق شديد، الأمور مختلطة في رأسي هذه الأيام، وبعدها سأقرر إن كنت سأدخل الإنتاج بشكل نهائي أم لا.
هل ترين أنّك مقصّرة تجاه بناتك بسبب الفن؟
أحاول التوفيق بينهما وبين الفن. بعيداً عن التصوير أنتهز الفرصة لقضاء الوقت معهما، فمن حقهما في هذه السن الصغيرة الاهتمام والرعاية، ووالدتي تساعدني كثيراً في تربيتهما، وأدعو الله أن يطوّل عمرها، فهي كل حياتي.
هل تربّين بناتك كما فعلت والدتك؟
أساليب التربية تختلف من جيل لآخر. في طفولتي، لم تكن التكنولوجيا موجودة بهذا الشكل والعولمة والإنترنت. لكن هناك بالطبع أشياء عديدة سأغرزها فيهما وهي نفسها التي ربتني عليها والدتي، مثل تحمّل المسؤولية وعدم التوكل سوى على الله سبحانه وتعالى، وعدم الكذب.
هل بناتك نقطة ضعفك؟
نعم، ووالدتي وزوجي أيضاً، فأنا أخشى عليهم جميعاً من كل شيء. لا أتخيل حياتي من دون أي منهم.
هل تغيّرتِ بعد أن أصبحتِ أمّاً؟
أكيد، مثل أية امرأة في الدنيا. أصبحتْ مسؤوليتي أكبر، وأصبحتُ أخاف على عملي ومستقبلي بشكل أكبر، وأعوّد نفسي على أن أكون أكثر هدوءاً، وأن أخفض صوتي أمام بناتي حتى لا يكتسبن هذه العادة التي لا أحبها.
ما الحكمة التي تؤمنين بها؟
احذر من عدوك مرة، واحذر من صديقك ألف مرة، لأنّه فعلاً إذا وقع خلاف بينك وبين صديق يكون مدركاً لكل تفاصيل حياتك الكبيرة والصغيرة، وإذا كان غير أمين سيفشي كل هذه الأسرار. لذا فاختيار الأصدقاء من البداية لا بدّ أن يكون وفقاً لمعايير عديدة وألا نتسرّع في اختيارهم.
ماذا يعني لك فيلم "الجزيرة 2"؟
فيلم "الجزيرة"، بشكل خاص، يمثل لي حالة من نوع فريد. من وجهة نظري المتواضعة أراه ملحمة تمثيلية ساخنة وهادئة في الوقت عينه. فإذا تحدثت عن الجزء الأول من الفيلم، ووقوفي أنا والفنان أحمد السقا بجوار تاريخ مثل الفنان القدير محمود ياسين، فهذا يعد في حد ذاته حدثاً عليّ احترامه. وفي انتقالنا إلى الجزء الثاني، كان معنا النجم الذي يثقل لساني عندما أقول عنه أنه راحل، الفنان خالد صالح. شعرنا جميعاً أننا مستمتعون ونحن نمثّل، وهذا للعلم لا يحدث في كل الأعمال. فهناك مسلسلات أو أفلام تكون فيها حالة من عدم الارتياح بين صنّاعه.
حزنتِ للغاية على خالد صالح، فماذا عنه في الكواليس؟
حزنت على خالد مثلما أحزن على أقرب المقربين لي. كان بمثابة الأخ والصديق، كنت أشعر، أثناء التصوير، أنّه سندي وذلك لثقتي المطلقة به. قدمت معه في السابق أعمالاً عديدة، مثل فيلم "أحلى الأوقات" ومسلسل "بعد الفراق"، فهو كما يقال بالمصري "صاحب صاحبه". هل سمعتم يوماً أنّ خالد تعارك مع أي من زملائه؟ لا لم يحدث، فهو كان محباً للجميع. حصل خالد على أضعاف هذا الحب بعد رحيله، فالجنازة كانت مهيبة وكذلك العزاء، فمن أحبه الله حبّب فيه خلقه، الله يرحمه.
قال كثيرون إنّ فيلم "الجزيرة" لا يستحق جزءاً ثانياً، ما تعليقك؟
فيلم "الجزيرة" يستحق أجزاء أخرى وليس جزءاً ثانياً فقط. فأنا أنظر إلى هذا الفيلم على أنّه مصر بحاراتها وشوارعها وكل فئات شعبها، ومليء بالقصص والحكايات، المؤلم منها والمشوّق، لذا صدقوني حين أقول إنّ هذا الفيلم "حالة".
البعض لم يشاهد الفيلم حتى الآن، فهل يمكنك أن تحدثيهم عن شخصيتك في هذا الجزء؟
كما تعلمون أنّي، خلال الجزء الأول، جسدت شخصية كريمة، وكانت شخصية غريبة، فيها تناقض. ومع الجزء الثاني، نصوّر كيف أصبحت كريمة بعد مرور السنوات، والصراعات التي واجهتها، ومن ساندها، ومن ضدها، خاصة من الرجال الكبار في الحي الذي تقطن فيه. وللتوضيح، قال البعض إنّ الجزء الثاني منه سياسي، وأنا، من خلالكم، أنفي وأقول لا علاقة للفيلم بالسياسة، ولكن العمل ناقش أوضاعاً اجتماعية شئنا أم أبينا، مرتبطة بالسياسة العادية التي نستخدمها في يومياتنا. بعد كمّ الثورات والأحداث التي مرّ بها العالم العربي في السنوات الماضية، باتت السياسة موجودة في أسلوب حياتنا، كما وتتمحور معظم أحداث الفيلم في السنوات الثلاث الأخيرة.
بحكم الأعمال الكثيرة بينك وبين أحمد السقا، هل وقعت بينكما أية خلافات في وجهة النظر؟
لا توجد أية خلافات، ولكن أحياناً يكون لكل منّا وجهة نظره، وهذا شيء طبيعي. فهل يجدي أن نظل متفقين! لا، ولكن في النهاية لا يصحّ إلاّ الصحيح ونعمل لمصلحة العمل. السقا فنان وسيم وموهوب ومغامر لأقصى درجة، وأحياناً كثيرة كنت أحاول إقناعه بأن يستعين بدوبلير في المشاهد الخطيرة، لكن السقا عنيد، وكان يرفض تماماً. ففي فيلم "إبراهيم الأبيض"، كانت بعض المشاهد خطيرة، وكنت أضع يدي على قلبي خوفاً على السقا. وبالفعل، أصيب عدّة مرات. لكن هذا هو السقا، يعطي لكل مشهد التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة اللازمة له، وهذا ما يميّزه.
هل ما زلتِ تعانين من الهجوم عليكِ بسبب "إمبراطورية مين" واتهامك بالإساءة إلى مصر؟
لا أفكّر بالاتهام نهائياً، لأنه من الأساس عار تماماً عن الصحة، فكيف أسيء إلى البلد الذي احتضنني! وإذا تركنا الفن جانباً، فزوجي مصري وبناتي مصريات، فكيف أهاجم بلدي الثاني! هناك فقط بعض الأشخاص ممّن أرفض التصريح بأسمائهم، وقفوا وراء حملة الهجوم، ولا أعرف ماذا كسبوا من ذلك، لكن الشعب المصري يعرف جيداً من هي هند صبري التي تحترمه وتكنّ له كل التقدير.
هل تخوضين تجربة الشاشة الصغيرة في رمضان المقبل؟
لم أحدد حتى الآن، لكني أشعر أني بحاجة إلى الراحة، لأنّي فعلاً أُرهقت بسبب فيلم "الجزيرة"، وقد أتّجه نحو الإنتاج. لكن لا أحب الإقدام على أية خطوة قبل دراستها بشكل جيد، وسأستشير المقربين مني وأيضاً فنانين ممّن لهم تجارب في هذا المجال المليء بالأرقام.
هل ستمثلين في كل الأعمال التي ستنتجينها، في حال تمّ ذلك؟
ليس شرطاً على الإطلاق، فقد أنتج أعمالاً عديدة من دون أن أوجد فيها. لكن بصدق شديد، الأمور مختلطة في رأسي هذه الأيام، وبعدها سأقرر إن كنت سأدخل الإنتاج بشكل نهائي أم لا.
هل ترين أنّك مقصّرة تجاه بناتك بسبب الفن؟
أحاول التوفيق بينهما وبين الفن. بعيداً عن التصوير أنتهز الفرصة لقضاء الوقت معهما، فمن حقهما في هذه السن الصغيرة الاهتمام والرعاية، ووالدتي تساعدني كثيراً في تربيتهما، وأدعو الله أن يطوّل عمرها، فهي كل حياتي.
هل تربّين بناتك كما فعلت والدتك؟
أساليب التربية تختلف من جيل لآخر. في طفولتي، لم تكن التكنولوجيا موجودة بهذا الشكل والعولمة والإنترنت. لكن هناك بالطبع أشياء عديدة سأغرزها فيهما وهي نفسها التي ربتني عليها والدتي، مثل تحمّل المسؤولية وعدم التوكل سوى على الله سبحانه وتعالى، وعدم الكذب.
هل بناتك نقطة ضعفك؟
نعم، ووالدتي وزوجي أيضاً، فأنا أخشى عليهم جميعاً من كل شيء. لا أتخيل حياتي من دون أي منهم.
هل تغيّرتِ بعد أن أصبحتِ أمّاً؟
أكيد، مثل أية امرأة في الدنيا. أصبحتْ مسؤوليتي أكبر، وأصبحتُ أخاف على عملي ومستقبلي بشكل أكبر، وأعوّد نفسي على أن أكون أكثر هدوءاً، وأن أخفض صوتي أمام بناتي حتى لا يكتسبن هذه العادة التي لا أحبها.
ما الحكمة التي تؤمنين بها؟
احذر من عدوك مرة، واحذر من صديقك ألف مرة، لأنّه فعلاً إذا وقع خلاف بينك وبين صديق يكون مدركاً لكل تفاصيل حياتك الكبيرة والصغيرة، وإذا كان غير أمين سيفشي كل هذه الأسرار. لذا فاختيار الأصدقاء من البداية لا بدّ أن يكون وفقاً لمعايير عديدة وألا نتسرّع في اختيارهم.