هل يواصل "اتحاد الشغل" دعم اتفاق قرطاج؟

20 ابريل 2018
خلافات بين "اتحاد الشغل" والحكومة بسبب ملفات عالقة(ناصر تالل/Getty)
+ الخط -
تصاعدت الأزمة بين "الاتحاد العام التونسي للشغل" وحكومة يوسف الشاهد، وألقت بظلالها على اتفاق قرطاج، لينعكس الصراع النقابي - الحكومي على أعمال لجنة صياغة الوثيقة الجديدة.

وكان أمين عام "اتحاد الشغل" نور الدين الطبوبي، قد غادر اجتماع اللجنة المكلفة بصياغة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لوثيقة قرطاج 2، مخلفاً وراءه نقاط استفهامٍ كثيرة حول مصيرها، وحول مواصلة المنظمة العمالية دعم اتفاق قرطاج والحكومة المنبثقة عنه من عدمه.

وتجنب الطبوبي توضيح سبب مقاطعته اجتماع لجنة صياغة أولويات وثيقة قرطاج 2، وتعليق مشاركته فيها، مشيراً إلى أنه يتحلى بالمسؤولية الوطنية التي تمنعه من كشف أسرار الجلسة وملابسات مغادرته، منتقداً بشدّة من سرّب أسباب المغادرة، ومعتبراً أن ذلك لا يترجم حسّ المسؤولية وجسامة الوضع.

وبلغ حجم التصادم بين الطبوبي ويوسف الشاهد حدّ القطيعة، حيث حمّل أمين عام الاتحاد، أمس الخميس، خلال اجتماع نقابي في محافظة قابس، رئيس الحكومة مسؤولية توقف المفاوضات والتواصل، قائلاً بشكل تهكمي "في آخر لقاء مع رئيس الحكومة قال لي سأتصل بك بعد ساعة ونصف.. ومن وقتها لم أر له أثراً"، مضيفاً في معرض مداخلته: "لسنا حزباً سياسياً، لكننا ناضجون سياسياً".

ويبدو أن انسحاب "اتحاد الشغل" من لجنة الصياغة حال دون إتمام الوثيقة النهائية.

وبالرغم من تأكيد الوزير السابق والنائب عن "حركة النهضة" سليم بسباس، انتهاء أعمال لجنة الصياغة حول الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه لا يمكن إعلان وثيقة قرطاج 2 النهائية في غياب المنظمة العمالية.

وأفاد بسباس، الذي رفض بدوره التطرق إلى انحساب ممثلي "اتحاد الشغل" من الاجتماع الأخير، بأن الوثيقة شبه جاهزة، وسيتمُّ توجيهها إلى الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج للبت فيها والمصادقة عليها.

ولفت بسباس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه الوثيقة تعتبر بمثابة المرجع في عمل الحكومة وخارطة طريق دقيقة ومؤطرة زمنياً ترتبط فيها الخيارات بالأولويات وبالمواعيد، وسيتمُّ تكوين مجلس متابعة دوري، لمراقبة مدى التزام الحكومة بتطبيق ما جاء في الوثيقة.

ويبدو أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، عرّاب اتفاق قرطاج، يخشى انفراط العقد وخروج أكبر المساندين، أي "اتحاد الشغل". ولعل لقاءه رئيس الحكومة، أمس، لبحث أزمة التعليم الثانوي والصراع الاجتماعي الدائر، لم يخل من محاولات رأب الصدع بين الطرفين.

وتفاقم الخلاف بين أمين عام "الاتحاد" ورئيس الحكومة بسبب مجموعة من الملفات العالقة والشائكة ذات البعد الاجتماعي والشعبي، بسبب تنصل الشاهد، بحسب الطبوبي، من اتفاقات سابقة تهم فئات هشّة، على غرار ملف عمال الحضائر وعمال المناولة المدمجين والمفروزين أمنياً، الى جانب مطالب قطاعات التعليم والإعلام والصناديق الاجتماعية.

يذكر أن الطبوبي يواصل جولته جنوب البلاد، ليحط رحاله، اليوم، في محافظة توزر، ومنها يتوجه إلى قفصة بعدما أتمّ مهمته في محافظة قابس.

دلالات