هل ينال السيسي مشروعيته من ليبيا؟
في رحلة عبد الفتاح السيسي للبحث عن الشرعية والمشروعية، وهي تلك الشرعية أو المشروعية التي لم يتمتع بها، بدءاً من "سهرة مدفوعة الأجر" سماها "ثورة"، أدرك الجميع أنها ثورة مضادة، خطط لها سلفاً، بهدف الحفاظ على دولة اللصوص والتبعية التي ثار عليها المصريون في يناير 2011، ثم مكافحة إرهاب لم يكن موجوداً، فتمت صناعته، ليكون مسوغاً وفزاعة لاستمرار قادة الانقلاب في الحكم، إلى انتخابات رئاسية مزورة، فضلاً عن أنها غير مشروعة أصلاً، لكون البلاد لها رئيس منتخب لم يتنح أو يستقل. وهنا أطالب الرئيس الشرعي بالتنحي فوراً عقب كسر الانقلاب، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، مروراً بدستور عنصري، منع المصريون من رفضه، أو حتى اختياره، وهي الشرعية والمشروعية التي خوت، ووصلت إلى مرحلة الصفر في الأسابيع الاخيرة من حكم السيسي، خصوصاً بعد التسريبات الموجعة التي تناقلتها فضائيات الثورة المصرية.
نتساءل هنا، من هو المستفيد مما حدث في ليبيا؟ فهل الطائرات التي قصفت درنة في ليبيا هي طائرات يقودها طيارون مصريون؟ أم أنها طائرات يقودها طيارون أميركيون اعتادوا الهجمات الجوية، ولديهم المعلومات والأقمار الصناعية التي تمدهم بالمعلومات على الأرض؟ ولماذا اختيرت درنة هدفاً للهجمات، مع أن وسائل الإعلام أعلنت، مراراً وتكراراً، أن خاطفي الرهائن كانوا في سرت؟
ومن أين تسنى للسيسي معرفة مناطق تمركز "داعش" في ليبيا؟ ولماذا لم يقصفها من قبل، وهو من نفذ هجمات كثيرة أعلنت عنها الخارجية الأميركية، بل وأعلن عنها حليفه خليفة حفتر من قبل؟
لماذا انتظر السيسي أكثر من شهر على اختطاف هؤلاء الأقباط، من دون أن يحرك ساكناً، إلا بعد مقتلهم؟ ولماذا لم ينتظر حتى يتأكد من صحة الفيديوهات، وراح ينفذ هجماته؟ أم أن تلك الفيديوهات كانت ذريعة لمهمة مخططة سلفاً؟
كتبت، منذ اللحظات الأولى، أن قيادات "داعش" يدينون بالولاء للغرب، بينما تتبعهم ثلة من الشباب الوطني المؤمن الحر المغرر بهم، وأن مهمة هذا التنظيم استقطاب جميع التيارات الجهادية في العالم العربي، في مكان واحد، حتى يسهل للغرب القضاء عليهم، بعدما ينجح في استخدامهم لتشويه الربيع العربي، بكل مكوناته، خصوصاً "الإخوان المسلمين"، وإسقاطه قبل سقوطهم.
عموماً، نعزي كل شهداء مصر مسيحييهم ومسلميهم، إسلامييهم واشتراكييهم وليبرالييهم، إخوانهم وسلفييهم، ولا نفرّق بين مصري وآخر، وندعو الله أن يحفظ مصر، ويعجل لها الفرج.