يعد رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر أبرز الأسماء الغائبة عن مركزية "نداء تونس" المنتخبة أمس الإثنين في المؤتمر الأول للحزب، مما يشير إلى عدم نيته الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة.
ويمثل الناصر، 84 عاما، آخر رئيس لحزب "نداء تونس" قبل انشقاق غالبية قياداته في العام 2015، وحضر مؤتمر الحزب السبت الماضي وتابع كلمة الرئيس المؤسس ورفيق دربه الباجي قايد السبسي، الذي دعا لـ"تجميع القوى ورص الصفوف وإعادة الغاضبين ورفع التجميد عن يوسف الشاهد" رئيس الحكومة.
ويبدو أن محمد الناصر قد حسم أمره بعدم الوجود في لائحة مركزية حزب "نداء تونس" في محافظة المهدية، التي ترأس قائمته في انتخابات 2014، وتمكن من الصعود مع مجموعة نواب آخرين، ليجد نفسه على رأس البرلمان ورئيسا للحزب بعد استقالة السبسي فور توليه رئاسة البلاد.
ويرى مراقبون أن الناصر يصنف ثاني أبرز كوادر الحزب المغادرين بعد الرئيس السبسي، لما يملكه من تاريخ نقابي وسياسي ثري، ومن عمق تجربة وعلاقات دولية.
ورغم تنحيه عن رئاسة الحزب في 2015، بصعود هيئة 13 التي ترأسها يوسف الشاهد حينها، عاد الناصر إلى القواعد دون أن يغادر الحزب، ودون أن يشارك في قراراته واختياراته منذ تولي حافظ قايد السبسي إدارته وتسيير أعماله.
وأبرزت نتائج الانتخابات الوطنية لأعضاء اللجنة المركزية الـ217، في محاكاة لتركيبة مجلس نواب الشعب، بما عكس القوائم الانتخابية للتشريعية المقبلة، بقاء قيادات ومغادرة أخرى، حيث سقطت قائمة النائبة فاطمة المسدي، المعروفة بعدائها التاريخي لحزب النهضة و"الإسلام السياسي"، فيما سقطت قائمة سماح دمق رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة بالبرلمان، إلى جانب رئيس الكتلة السابق والقيادي فاضل بن عمران وعماد أولاد جبريل كأبرز غائبين عن قائمة المركزية.
وتمثل مقاطعة نواب محافظة سوسة وتنسيقيتها خسارة لثقل محافظة الساحل الانتخابي وضربة موجعة لحزب "نداء تونس" يحاول تحاشيها.
ولم يتم انتخاب قرابة نصف أعضاء الكتلة البرلمانية ضمن اللجنة المركزية، فيما صعد معظم الحزام البرلماني من النواب المقربين من سفيان طوبال رئيس الكتلة، كما عرفت قوائم المركزية المنتخبة صعود النواب المستقيلين من الاتحاد الوطني نور الدين المرابطي وألفة الجويني وعبد الرؤوف الشابي.
وسجلت نتائج الانتخابات المركزية صعود وزراء في قائمتها كانوا إلى وقت قريب محسوبين ضمن فريق رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ومن بين مؤسسي حزبه، حيث انتخب المؤتمر كلا من وزير التونسيين بالخارج رضوان عيارة، وكاتب الدولة للنقل عادل الجربوعي، وكاتب الدولة للشؤون الخارجية المكلف بالدبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني.
كما شهدت قائمة مركزية "نداء تونس" الجديدة دخول قصر قرطاج على خطها، حيث انتخبت الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي سلمى اللومي، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية ناجي جلول، ومستشارة السبسي المكلفة بالشباب ربيعة النجلاوي، وصهر الرئيس وطبيبه الخاص بالرئاسة معز بلخوجة، إلى جانب المستشار بالرئاسة المكلف بالاتصال سيف الشعلالي.
ولا تخلو مركزية حزب "نداء تونس" من العلاقات الأسرية والعائلية، التي لا تقف عند انتخاب نجل الرئيس التونسي حافظ قايد السبسي وصهر الرئيس بلخوجة، بل تم انتخاب شقيق سلمى اللومي الرقيق مديرة الديوان الرئاسي، فوزي اللومي، وزوجها أيضا، محمد رؤوف الرقيق، الذي يرافقها في القائمة نفسها، فيما يتقاسم الشقيقان قاسم مخلوف، منسق الحزب في محافظة المنستير، مع شقيقته النائبة وفاء مخلوف القائمة.
وتنبئ قائمة مركزية الحزب بصعود هيئة سياسية من القيادات البارزة ستكون مناصفة بين النواب والقيادات التاريخية للحزب من مؤسسيه، حيث يتوقع انتخاب منسق الحزب بالخارج رؤوف الخماسي إلى جانب رجل الأعمال والسياسي فوزي اللومي، ووزير التعليم السابق ناجي جلول، والمتحدث باسم الحكومة السابق خالد شوكات.
وإذا ما دخل الحزب بهذه المركزية كقوائم للتشريعية المقبلة فيتوقع اندلاع صراع كبير حول رئاسة القوائم الانتخابية للتشريعية، حيث يجمع السبسي الابن مع ناجي جلول في القائمة نفسها، إضافة إلى قيادات أخرى ترى في نفسها أفضلية للقيادة.