"هذا الفريق، في تصوري يمتاز بالعقلية القوية. لاعبون جيدون. لكني ما زلت أعتقد أنه يحتاج إلى أربعة لاعبين آخرين للاقتراب من تشيلسي، وحصد لقب الدوري الإنجليزي"، هكذا فجّر تيري هنري خلال حديثه مناقشات عديدة داخل بيت "المدفعجية"، قبل أيام قليلة من انطلاق النسخة الجديدة من "البريمييرليغ".
المهاجم
يقول تيري هنري عن أوليفر جيرو، "إنه مهاجم جيد ومميز، لكنه غير قادر أبداً على حسم المباريات الكبيرة بمفرده، وهذا الأمر يجعل آرسنال أقل حظوظاً حينما يلاقي الفرق التي تنافسه على اللقب". وإذا أردنا تحليل حديث الغزال الفرنسي، فيجب القول إن جيرو فعلاً مهاجم غير متكامل بالمعنى الحرفي للكلمة، ولم يثبت بعد أنه من طينة الكبار، هو لاعب مفيد جداً في كونه محطة قوية أمام القادمين من الخلف، مع مساهمته في الهجمة بلمسة واحدة للكرة، لكن لن يجلب بطولة الدوري.
سجل جيرو 14 هدفاً في البريمييرليغ وصنع ثلاثة أهداف، لكنه يفتقد إلى عنصر الحسم في المباريات المعقدة، كمواجهات تشيلسي مثلاً. بالمقارنة مع المنافس الأبرز في لندن، يملك فريق مورينيو أكثر من مهاجم سواء داخل الملعب أو خارجه، كوستا، لوك ريمي، والراحل ديديه دروجبا، بينما في ملعب الإمارات إذا تعقدت الأمور، يتحول ثيو والكوت لدور المهاجم الصريح، فارق واضح في النجاعة بين الحالتين.
فاوضت إدارة المدفعجية جاكسون مارتينيز نجم بورتو المنتقل إلى أتليتكو مدريد، وتابعت أكثر من لاعب في خانة الهجوم، لكن لا يوجد قرار نهائي حتى الآن. هناك تقارير تؤكد نية النادي تقديم عرض رسمي لضم دزيكو مهاجم السيتي، ورغم أن البوسني أقل فنياً من أسماء بقوة مارتينيز، دييجو كوستا، كون أجويرو، لكنه في النهاية سيمثل إضافة لخط الهجوم، أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً!
خانة الدفاع
استقبلت شباك آرسنال 36 هدفاً محلياً في الموسم الماضي، رقم ليس مزعجاً على المستوى الفني، أعلى من تشيلسي البطل بأربعة أهداف فقط، لكن أرسين فينجر يحتاج إلى مدافع إضافي في تشكيلته للعام الجديد. هنري لم يحدد مركز المدافع في قائمته التي تحدث عنها، لكن هذا المكان بالأخص يجب أن يدعمه المدفعجية، من أجل بناء أفضل للهجمة من الخلف إلى الأمام.
لا يوجد رابط رئيسي بين الدفاع والهجوم أثناء الاستحواذ، كوكلين لاعب قوي دفاعياً، لكنه سيئ جداً في كيفية التصرف بالكرة، لذلك يعود الإسباني سانتي كازورلا كثيراً للخلف، من أجل الحصول على الكرات وتحويلها إلى الثلث الهجومي الأخير. لذلك من الطبيعي البحث عن مدافع جديد، يساعد ميرتساكر وكوسيلني والبقية في تأمين المرمى، مع التقدم عند الحاجة إلى منطقة الوسط، ثنائي روما كوستاس مانوليس، رومانولي في الصورة، لكن لماذا لا يتم العودة من جديد إلى هوملز؟ خيار عبقري مهما كانت قيمته.
المركز الثالث
حصل آرسنال على المركز الثالث بالدوري بعد تشيلسي ومانشستر سيتي، وبعد تسليط الضوء على مركزي المهاجم الصريح وقلب الدفاع بناء على تصريحات تيري هنري، جاء الدور على المركز الثالث في تشكيلة آرسنال. وبالعودة إلى آخر أخبار الانتقالات، فإن الفريق اللندني قد فاوض أرتورو فيدال من قبل، مع وجود اهتمام حالي بجناح برشلونة بيدرو رودريجز.
بين مركز الجناح والوسط، يبدو أن خانة العمق هي الأولى بالدعم الأولي. فينجر لديه والكوت، سانشيز، تشامبرلين، ويلباك، وحتى رامسي وكازورلا، كلها أسماء تجيد اللعب على الأطراف، لكنه يحتاج إلى دماء جديدة في الارتكاز، مع كبر سن مايكل أرتيتا، وعدم قدرة المميز دفاعياً كوكلين على أداء الأدوار الهجومية.
كوكلين ليس بمُمرّر سيئ، لكنه لا يستلم الكرة غالباً في التمركز الصحيح، هي ليست مشكلة اللاعب بل يكمن الخلل في طريقة اللعب نفسها، التي تعتمد على تحركات فرانسيس من أجل فتح الفراغ أمام كل من أوزيل وكازورلا للحصول على الكرة، مناورة بارعة في بعض الأحيان كما يقول محللو آرسنال، لكنها تأتي بنتائج عكسية أحياناً، أمام الفرق التي تمنع صناع اللعب من الاستلام بحرية، لذلك يجب الوصول إلى لاعب ارتكاز يصنع الفارق بنفسه أثناء السيطرة والاستحواذ!
الملاذ الأخير
ضاع شنايدرلين، فيدال، والبحث عن اسم جديد أمر في غاية الصعوبة، ربما يعود كازورلا إلى الخلف ويلعب في مكان جاك ويلشير، وكما كانت ثنائية جاك-أرتيتا، فإن النسخة الجديدة ستكون كازورلا-كوكلين. أو تحدث المعجزة ويستعيد أرتيتا أيام الشباب، ويلعب كأساسي في مختلف المباريات الكبيرة، وهذا التصور بعيد بعض الشيء عن الواقع.
تبقى فقط صفقة واحدة على الأربعة، ومع كامل التقدير لحديث هنري، فإن بيتر تشيك يمثل هذه الصفقة، كإضافة واضحة في كل خط بالملعب. لذلك من الممكن أن ينافس آرسنال على اللقب ويخطفه في النهاية، بصفقة بيتر تشيك مع ثلاث صفقات جديدة، في مراكز الهجوم، الدفاع، والوسط.
في المقابل يستطيع فينجر تجاوز أزمة الوسط عن طريق مهارات لاعبه الإسباني، لكن وقتها يجب أن تكون الصفقات عبارة عن نجوم كبار في خطي الهجوم والدفاع، مهاجم سوبر من الفئة الأولى، أفضل من جيرو ودزيكو في آن واحد، ومدافع لا يقل أبداً عن السهم الألماني في دورتموند، في طريق العودة إلى اللقب الإنجليزي المنسي.