هل نقدّم النصيحة لأصحاب الأوزان الزائدة؟

10 نوفمبر 2019
الاستهزاء لا يفيد (ريتشارد بييكر/ Getty)
+ الخط -
يكشف الدكتور غاري دي. فوستر، المتخصص في علم النفس العيادي في كلية بيرلمان للطب التابعة لجامعة بنسلفانيا الأميركية، أنّه من غير المجدي توجيه أيّ ملاحظة إلى شخص يعاني السمنة مهما كانت نوايانا حسنة. تضيف صحيفة "ذي ديلي ميل" البريطانية نقلاً عن فوستر أنّه لا بدّ من تجنّب تقديم أيّ نصيحة لذلك الشخص، حتى لو كان من أفراد أسرتنا أو من الأقارب ويحرّكنا شعورنا بالقلق على صحّته بسبب زيادة وزنه. ويشدّد فوستر على ضرورة ترك المجال أمام صاحب الوزن الزائد ليبادر هو ويتحدّث عن ضرورة إنقاص وزنه، مؤكداً أنّ أيّ نتائج إيجابية لم تسجّل حين كانت الأمور تجري بخلاف ذلك. بالنسبة إليه، من غير الوارد ألا يدرك من يعاني السمنة ذلك ومن غير النافع أن نخبره نحن بأنّه بدين أو أنّنا قلقون بشأنه. ومن جهة أخرى، يشير فوستر إلى أنّ استهزاء الغرباء بصاحب الوزن الزائد لا يفيد في حثّه على اتّباع نظام غذائي صحي بل سوف يأتي بنتائج سلبية.

وكانت مدربّة الرياضة دانييل داني ليفي قد أثارت ضجّة في سبتمبر/ أيلول الماضي، في خلال برنامج "غود مورنينغ بريتان" الذي يُبثّ على قناة "آي تي في" البريطانية، حين صرّحت بأنّ التجريح بأصحاب الأوزان الزائدة طريقة فعّالة لتشجيع الناس على التخلّص من كيلوغراماتهم الزائدة. لكنّ فوستر انتقد الفكرة، لافتاً إلى أنّها كانت فكرة شائعة على الرغم من أنّها مضللة، ومن الخطأ الاعتقاد بأنّ إحراج هؤلاء سوف يحفّزهم على العمل لإنقاص وزنهم. ويقترح فوستر أساليب مختلفة لحثّ هؤلاء على التخلّص من السمنة، من قبيل تقليص حجم مقاعد الطائرات لتصير مزعجة لهم. بالنسبة إليه فإنّ هذه الطريقة أفضل بكثير من أن يقول لك شخص ما "أنت بشع" أو "أنت بدين" أو "أنت كسول"، فهذه الكلمات مثبّطة من دون شكّ بالتالي لا يمكنها أن تشجّع على أيّ شيء مثلما يظنّ كثيرون. يضيف فوستر أنّ انتقاد الذات بشكل كبير يجعل المرء بائساً كذلك ولا يساعده على الإطلاق، بالتالي "من الأفضل أن نحبّ أجسامنا ونقدّر أنفسنا لأنّ أولئك الذين يقومون بذلك يمتلكون طاقة إيجابية أكبر على التحكّم بأوزانهم".



في السياق، يقول محمد (23 عاماً) وهو طالب جامعي يستقرّ في لندن نجح في خسارة وزنه الزائد، إنّه يتقبّل نصائح الآخرين حول وزنه. يضيف لـ"العربي الجديد": "أجد ذلك أمراً طبيعياً وقد أسألهم عن كيفيّة التخلص من كيلوغرامات زائدة"، لكنّه يشدّد على أنّ "الجميع لا يتحمّل النصيحة أو الرأي وبالتالي من المهمّ التنبّه لذلك"، مؤكداً أنّه "لا شكّ في أنّني أغضب بشدّة في حال هزأ أحد من وزني أو نعتني بألقاب بشعة". ويخبر محمد: "تخلّصت من وزني الزائد وتحوّلت إلى شخص آخر تماماً، ومن الطبيعي أن يدرك أيّ شخص أنّه في حاجة إلى إنقاص وزنه. لكنّ المسألة ليست سهلة وتحتاج إلى إرادة وتصميم". ويتابع: "وأنا قرّرت إنقاص وزني عندما رأيت آخرين يتّبعون أسلوب حياة صحيا، لأنّني كنت أريد المشاركة بأنشطة جديدة يمنعني وزني الزائد منها، مثل المشي مسافة كيلومتر واحد من دون الشعور بالتعب". ويكمل: "كذلك أردت أن يبدو مظهري أفضل، وقد ساعدتني على ذلك إصابتي بالاكتئاب في عام 2016".
دلالات
المساهمون