هل نجا وزيرا الدفاع والداخلية المصريان من مصير أحمد بدوي؟

20 ديسمبر 2017
ضابطان برتبتين رفيعتين قتلا بالحادث (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
تعرّض وزيرا الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، والداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، لمحاولة اغتيال فاشلة خلال زيارة إلى محافظة شمال سيناء، مساء الثلاثاء الماضي.

ونجا الوزيران من محاولة الاغتيال بعد استهداف الطائرة التي كانت تقلهما من القاهرة إلى سيناء، ما أسفر عن مقتل ضابطين برتبتين رفيعتين، هما مدير مكتب وزير الدفاع، المقدّم إسماعيل الشهابي، والعقيد طيار حربي مقاتل رفعت مندوه، وهو قائد طائرة الوزير صبحي، والتي تضررت بشكل فعلي نتيجة الاستهداف.

واستهدف مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي، طائرة وزير الدفاع، بإطلاق قذائف صاروخية، أحدثت عطلا فيها. وقالت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية، إن الطائرة التي عاد بها الوزيران إلى القاهرة مختلفة عن الطائرة التي سافرا بها إلى سيناء، في إشارة مؤكدة لاستهداف متعمد لطائرة وزير الدفاع.

وبغض النظر عن دلالات محاولة الاغتيال ووجود علامات استفهام كثيرة حول معرفة توقيت مغادرة الوزيرين بل الزيارة نفسها، إلا أنها تعيد للأذهان واقعة وفاة وزير الدفاع الأسبق أحمد بدوي رفقة عدد من كبار قيادات الجيش المصري خلال مارس/ آذار 1981، والتي اعتبرها البعض "محاولة اغتيال" متعمدة، على وقع الخلافات بين بدوي والنظام السياسي حينها، فضلا عن تفاصيل سقوط الطائرة التي كانت تقلهم.

ولا تزال أسرار سقوط طائرة بدوي وكبار قيادات الجيش المصري غامضة، إذ لم يتم التوصل للمتورط في هذه الواقعة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أنه تم ربط ذيل الطائرة التي كانت تقلهم بأحد أسلاك الكهرباء.

واقعة سقوط طائرة بدوي في سيوة بالمنطقة الغربية برمّتها غريبة ومريبة، إذ كان مقررا هبوط طائرة بدوي في أحد المطارات العسكرية، إلا أنه تم تبديل مكان الهبوط بدعوى وجود صيانة للمهبط، ليتوجه قائد الطائرة إلى مكان آخر في محيط مكاتب إدارية، بحسب شهادة قائد الطائرة الذي نجا من الموت، ويدعى سمير غيث.


الروايات التي انتشرت حينها أن المكان الذي هبطت فيه طائرة بدوي كان أشبه بملعب تحيطه الأسلاك الكهربائية من كل الاتجاهات، وهو مكان ليس مؤهلا لاستقبال طائرة هليكوبتر تابعة لوزير الدفاع حينها.

بدوي اصطحب معه عددا من قيادات القوات المسلحة في زيارة تفقدية للمنطقة الغربية، خلال توتر العلاقات حينها بين الرئيسين محمد أنور السادات ونظيره الليبي معمر القذافي، وذلك على الرغم مما أثير حول خلافات بين بدوي والسادات آنذاك بسبب رفض الأول لأي عمل عسكري ضد ليبيا، بحسب بعض الروايات التي نشرت عقب ثورة 25 يناير.

أنهى بدوي والقادة العسكريون زيارتهم إلى المنطقة العسكرية الغربية، وقبل صعودهم إلى الطائرة، تحدث أحد القادة مع وزير الدفاع بشأن مخالفة وجود هذا العدد الكبير من قيادات الجيش في طائرة واحدة، وهو أمر مخالف للأعراف العسكرية بعد وجود رتب كبير في طائرة واحدة، ولكن بدوي كان مطمئنا وأبلغه بالإقلاع.

تقارير الواقعة أفادت بأن سقوط طائرة وزير الدفاع كان بسبب الاصطدام بعائق أثناء الإقلاع، ولكن تفيد بعض الروايات أنه تم ربط ذيل الطائرة بأحد أسلاك الكهرباء، وبعد الإقلاع لمسافة  أمتار عن سطح الأرض، سقطت ولم ينج سوى قائد الطائرة الذي تمكن من القفز قبل الاصطدام بالأرض.

وخرجت بعض الاتهامات للسادات ونائبه محمد حسني مبارك بالتورط في التخلص من بدوي، خاصة وأن الأخير كان على خلاف مع السادات بسبب اتفاقية كامب ديفيد واعتراض قيادات بالجيش عليها، فضلا عن خلافات أخرى مع نائبه بسبب عمولات بصفقات الأسلحة وملفات فساد أخرى.

وكان ثمة خلاف كبير بين بدوي ومبارك، حتى إن بعض التقارير التي نُشرت عقب ثورة يناير، توسّعت في الحديث عن هذه الخلافات بسبب فساد الأخير، ورفض وزير الدفاع حينها ممارسات مبارك، حتى إنه اشتكى للسادات من تصرفات نائبه، وكشف جانبا من ملفات فساد مبارك النائب في البرلمان علوي حافظ، وهو كان صديق بدوي.

وتقدم حافظ باستجواب لمجلس الشعب وتمت مناقشته في 1990، أي بعد أعوام من وفاة بدوي، وقال متهما مبارك: "أصرّ على الربط بين صفقات السلاح المريبة وبين مصرع صديقي ودفعتي 48 حربية وأخي وزميلي في السلاح المشير أحمد بدوي وأرجو من الحكومة والمجلس الموقر أن يعيدا فتح التحقيق في مقتل أحمد بدوي وزملائه 13 لواء أركان حرب هم قادة حرب أكتوبر".

دلالات