هل تكسب الألمانية فون دير لاين "رهان الإقناع" للوصول لرئاسة المفوضية الأوروبية؟

11 يوليو 2019
كتل لم تقتنع ببرنامج دير لاين (فريديريك فلورين/فرانس برس)
+ الخط -

تخوض مرشحة المجلس الأوروبي لرئاسة المفوضية الأوروبية وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، محادثات ولقاءات مع الكتل والنواب الأوروبيين في بروكسل، لاكتساب التأييد لإيجاد أغلبية مستقرة تسمح لها بالوصول لقيادة المفوضية.

وتعمل أورسولا فون دير لاين على بلورة مواقف إيجابية من الكتل المعارضة لانتخابها، بطرح تصوراتها المقبلة للاتحاد الأوروبي، قبل الموعد المقرر لانعقاد جلسة الانتخاب، الثلاثاء المقبل، في ستراسبورغ. 

ويسود التشكيك بخطط المسؤولة الألمانية من قبل الكتل السياسية، لغياب إجابات واضحة ومرضية وموثوق بها على موضوعات مهمة. 

ويبدو أن مهمة فون دير لاين في بروكسل، أمس الأربعاء، لم تكن سهلة، وأن هناك صعوبة في كسب الرهان، وهي التي أجابت عن العديد من الأسئلة والاستفسارات، بينها ما يتعلق بالديمقراطية في أوروبا، كما استمعت لطروحات الاشتراكي والليبرلي والخضر، قبل أن تتحدث عن الصعوبات التي تواجه ملف الهجرة واللاجئين وحماية المناخ، إلى العلاقة مع روسيا، وتعزيز عمل فورنتكس، من دون أن تكسب ثقتهم، ما يوحي بأن هناك الكثير من التشكيك بخططها من قبل الكتل السياسية.



حزب الخضر اعتبر، عبر رئيسة كتلته البرلمانية سكا كيلر، أنه بالنسبة لحزبها يأتي البرنامج في الطليعة، ويتصدر العناوين المناخ وسيادة القانون وإنقاذ اللاجئين، والعدالة الاجتماعية، وأكدت أن إجابات فون دير لاين "مخيبة للآمال"، مشددة على أنه "لم نسمع أي اقتراح محدد"، بحسب ما نقلت "إيه.آر.دي" الإخبارية. 

وفي هذا السياق ذاته، برز اقتراح للخضر بتأجيل التصويت حتى سبتمبر/ أيلول، رغم تزايد المطالبات في بروكسل للخضر بإنقاذ الاتحاد الأوروبي.

أما حزب اليسار الرافض أيضا لوصول فون دير لاين، فقال النائب الأوروبي عنه مارتن شيردفان إن إجابات المرشحة فون دير لاين، المنتمية إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، عن أسئلة كتلة حزبه كانت "غير كافية" ولا توجد لديها "أي رؤية" ترتكز على أساس العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وفق ما نقلت وسائل الإعلام، اليوم الخميس. 

من جهة أخرى، حث نائب رئيس كتلة الاشتراكي في البوندستاغ يواخيم بوست، أعضاء البرلمان الأوروبي على التخلي عن فون دير لاين. 

وقال بوست لشبكة التحرير الألمانية: "يجب على البرلمان الأوروبي أن يرفض اقتراح المجلس الأوروبي، المكون من رؤوساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي"، قبل أن يضيف: "ينبغي على أعضاء البرلمان الأوروبي الآن أن يقرروا بشكل مستقل بمعنى تفويضهم البرلماني".   

وفي هذا الإطار، يرى محللون أن الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ثالث أكبر مجموعة ( 16 نائبا ضمن الاشتراكي الأوروبي بعد الإيطاليين والإسبان، وبعدما تم انتخاب الاشتراكي الإيطالي ساسولي رئيسا للبرلمان، والتوجه لتولي الاشتراكي الإسباني خوسيب بوريل مهمة منسق للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، من المرجح أن يصوت غالبية الاشتراكيين لصالح فون دير لاين في عملية الاقتراع السري الثلاثاء المقبل.

وترجح الأرقام حصول فون دير لاين على 182 صوتا من نواب الشعب الأوروبي، إضافة إلى 60 أو 70 صوتا من الليبراليين، وبين 120 إلى 130 صوتا من الاشتراكيين الديمقراطيين، ما قد يمنحها ما مجموعه 362 صوتا، والأغلبية المطلوبة 376 صوتا، علما أن هناك توقعات بحصولها على أصوات بعض نواب حزب الخضر والحزب الحاكم في بولندا (28 نائبا)، بعدما دعمت حكومة وارسو الترشيح، ما يجعل وضعها مريحا نسبيا.


 

يشار إلى أن هناك سعيا لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لجذب الخضر، من خلال ضمان إدراجهم في الترشيحات، وهو الذي دافع أخيرا عن ترشيح فون دير لاين، رفضا للانتقادات التي سيقت بحق المجلس والتوافق على أسماء الشخصيات التي ستتولى المناصب الرفيعة في بروكسل خلف الأبواب المغلقة. 

وقال توسك، أمام النواب في ستراسبورغ، إن مجلس رؤوساء الدول والحكومات يتمتع بشرعية ديمقراطية، مثل البرلمان الاوروبي، وإن ما حصل كان عملية توزيع عادل. 

ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي تم اقتراح امرأتين ورجلين لشغل وظائف رئيسية، معتبرا ما حصل بـ"التوازن المثالي"، وطالبا من الجميع "التهدئة، لأنه وفي نهاية المطاف يجب علينا أن نحترم بعضنا البعض، وأن نعمل معا، لأنه وعندئذ فقط يمكننا بناء الثقة وتغيير أوروبا إلى الأفضل"، وفق ما ذكرت أخيرا "ميركور أون لاين".