لم تسجل الساحة اللبنانية أي تطورات، حتى ليلة أمس الخميس، بعد ساعات من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سورية برعاية تركية روسية مشتركة، سوى إعلان رئيس المجلس السياسي لحزب الله، إبراهيم أمين السيد، أن قوات الحزب العاملة في سورية "ليست موجودة هناك بقرار تركي، أميركي أو سعودي، ولن تغادره بقرار تركي".
وقال السيد بعد زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقره في بكركي شمالي بيروت، مساء أمس الخميس، إن "بقاء قوات الحزب في سورية يأتي التزاما بالتعاون بيننا وبين الدولة السورية لمواجهة المشروع الإرهابي المنطلق من سورية إلى المنطقة".
كما اعتبر رئيس المجلس السياسي أن "ما حصل في تحرير حلب يشكل خطوة في مسار هزيمة المشروع الإرهابي، وهذا مطلوب أن يستفيد الجميع منه لبناء الاستقرار والوحدة الوطنية، والتصدي لهذا المشروع وتداعياته هنا أو هناك على صعيد المجموعات والخلايا الإرهابية، التي من الممكن أن تصل إلى لبنان". وربط السيد بين التصدي لـ"عبور الإرهاب إلى لبنان" وبين "المناخ السياسي وتعاون الأجهزة الأمنية".
وفي حديث لـ"العربي الجديد" أكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، والخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، نزار عبد القادر، أن "حزب الله يقوم بدور وصفته له إيران في سورية، وهو لم يُقرر الذهاب بقرار ذاتي ولن يكون مقرراً للتطورات". ووصف عبد القادر الحزب الذي يشارك الآلاف من عناصره في القتال في مختلف المحافظات السورية، بأنه "قوة تأتمر بإمرة الجنرال قاسم سليماني".
وأعرب الخبير العسكري عن عدم تفاؤله بنجاح روسيا وتركيا في تحقيق وقف لإطلاق النار نتيجة مجموعة عوامل سياسية وميدانية عديدة، "منها الاختلاف الكبير بين رؤية النظام للحل ومشروعه وبين رؤية الثورة للحل"، إضافة إلى "تضارب المصالح الكبير بين حلفاء النظام".
وتساءل عن مدى قبول الولايات المتحدة ودول الخليج والأوروبيين لأن "يتركوا قيادة الوضع في سورية لروسيا صاحبة الحضور العسكري الأعظم على الأراضي السورية، وهو ما يمكن أن يتحول إلى نفوذ على منطقة الشرق الأوسط كاملة بشراكة إيران وتركيا".
كما اعتبر عبد القادر أن "استمرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سياسة التناغم مع المصالح والاستراتيجية الروسية قد يضعه في حالة عداء مع الولايات المتحدة، التي تتهمها روسيا بدعم الجماعات الإرهابية في سورية".
ووصف عبد القادر الدعوة لوقف إطلاق النار بـ"المحاولة الروسية لتحقيق حل سياسي خارج عن آليات اجتماعات جنيف ومبادرة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سورية، وهو أمر غير واقعي وفيه تجاوز للمجتمع الدولي".
ومع مشاركة مقاتلين لبنانيين ينتمون لأحزاب لبنانية مختلفة (حزب الله، سرايا المقاومة التابعة للحزب، الحزب القومي السوري الاجتماعي) في القتال إلى جانب النظام السوري، وبعض المقاتلين مع الجماعات الاسلامية المسلحة، بات السؤال مطروحا عن مصير هؤلاء في حال اتفاق الدول الإقليمية على سحب المليشيات الأجنبية من سورية.