27 يونيو 2019
هل الغرب شريك لداعش؟
بشار طافش (الأردن)
منذ أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بقيادة أبو بكر البغدادي، في يونيو/ حزيران من العام 2014 عن إقامة دولة الخلافة، بدأت تنهال عليه صكوك الولاء والطاعة من تنظيمات مشابهة في الميول اﻹجرامية والفوضوية، من مناطق مختلفة وبعيدة حول العالم، مثل نيجيريا وأفغانستان وروسيا، إلى جانب ليبيا وتونس، وغيرهما.
على الرغم من هذا التكتل ذي الرقعة الجغرافية الهائلة، والتي يعجز عن صناعته سوى البلدان العظمى، إلا أن طبيعة العلاقات بين هذه التنظيمات المتطرفة اﻹجرامية تبقى غامضة، لصعوبة الحصول على المعلومات الكافية والمترابطة حولها وحول تنسيقها مع داعش اﻷم.
وعلى الرغم من تلك الصعوبة، استمر التنظيم في نشر مواده الدعائية على الشبكة العنكبوتية، والتي تؤثر بشكل فعال على زيادة أنصاره حول العالم، كما أنه مستمر في نشر مواده التي تبث عمليات اﻹعدام المختلفة من قطع الرؤوس والرمي بالرصاص والحرق، والتي وصفت مواد صورت وأخرجت بأيدي خبراء سينيمائيين مهرة، واسعي الخبرة، كما أنه مستمر أيضاً ببث تهديداته للغرب والشرق، واﻷغرب أن وسائل اﻹعلام، على اختلافها، سرعان ما تأخذ تلك المواد لنشرها على نطاق واسع، اﻷمر الذي يخدم التنظيم أيما خدمة.
يعتبر فرع داعش في ولاية سيناء المصرية من أكثر التنظيمات التي أعلنت ولاءها لداعش اﻷم، وهو يثير جدلاً كبيراً كونه يخدم نظام السيسي بشكل فعال، عبر سعيه إلى تفريغ الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، وتحقيق أمن إسرائيل المرجو على هذا الشريط وقطع إمدادات السلاح لحماس.
منذ استولى السيسي على الحكم في مصر، وتنظيم ولاية سيناء يعطي المبررات اللازمة لتنفيذ عمليات السيسي العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني في سيناء، حتى العمليات العسكرية المشتركة مع طائرات اﻷباتشي الصهيونية، والتي كان يظهر أنها تقصف مسلحي ولاية سيناء.
ولاية طرابلس، ولاية برقة، ولاية فزان بليبيا، قد يكون تنظيم داعش بليبيا من أقدم التنظيمات التي أعلنت ولاءها للتنظيم اﻷم، داعش، بين كل التنظيمات اﻹرهابية التي انتشرت حول العالم، إذ أسست هذه التنظيمات بعيد إطاحة نظام معمر القذافي في 2011، مستغلة الفوضى العارمة التي عمت البلاد وقتها، على الصعيدين، السياسي واﻷمني، حيث كانت ولاية طرابلس غرب البلاد، وولاية برقة في الشرق، وولاية فزّان في الجنوب، فكانت هناك قيادة مركزية لهذه التنظيمات الثلاث.
تنظيم ولاية صنعاء في اليمن، والذي أعلن ولاءه لداعش اﻷم في مارس/ آذار 2015، عندما أعلن مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات المميتة والوحشية في المساجد واﻷسواق في جميع أنحاء صنعاء، حيث استغل فرصة الفراغ اﻷمني، عقب الحرب الدائرة بين قوات التحالف، بقيادة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين.
والغريب أن معظم منتسبي ولاية صنعاء من المنشقين عن تنظيم القاعدة، والذي ما زال يعتبر اﻷخطر عالميا، إذ أن وحشية داعش وبهيميته أغرت المنشقين المتعطشين للعنف والدماء، والجاهزين دائماً لتنفيذ تلك اﻷجندات التي ترمي إلى إشعال الفتن والحروب في المنطقة.
تنظيم ولاية خراسان في أفغانستان، أعضاء هذا التنظيم هم بمجملهم ممن انشقوا عن حركة طالبان، وأصبحوا أعداء لها. في باكستان وأفغانستان، كان أول عمل إجرامي لولاية خراسان، قبل إعلانها الولاء لداعش اﻷم، هو تفجير القنصلية الباكستانية هذا العام في مدينة جلال أباد اﻷفغانية.
ولاية الدولة اﻹسلامية في غرب إفريقيا "بوكو حرام" سابقا في نيجيريا: على الرغم من ضعف هذا التنظيم حالياً، جرّاء هجمات الجيش النيجري عليه، واستسلام كثيرين من منتسبيه للقوات الحكومية النيجيرية، إلا أنه ما زال ذراعاً لداعش اﻷم ويشكل خطرا على المنطقة.
ولاية نجد في المملكة العربية السعودية: قبل إعلان الولاء لداعش اﻷم كان إعلان المسؤولية عن هجمات مميتة طالت مساجد للشيعة في السعودية والكويت، راح ضحيتها عشرات، باﻹضافة إلى هجمات طالت المراكز اﻷمنية والحكومية في كلا البلدين، بعد إعلان الولاء لداعش، ما أثار مخاوف تجاه تنامي نفوذ هذا التنظيم في الخليج العربي.
ولاية القوقاز، والتي تضم أنغوشيا والشيشان وداغستان جنوب روسيا: حقق هذا التنظيم مؤخرا نجاحات في فرض نفوذه كتنظيم إرهابي تابع للتنظيم المركزي، وتعتبر هذه النجاحات ضربة قوية بحق اﻹمارة اﻹسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة القوقاز، والتي قامت هي بدورها فترة طويلة من خلال العمليات الإرهابية المناهضة للحكومة.
إعلانات الولاء من التنظيمات اﻹرهابية لداعش اﻷم عادة ما تسبقها هجمات وحشية مميتة على المساجد، والمراكز اﻷمنية والحكومية، أو عمليات نوعية تحصد عشرات بل مئات اﻷرواح، ما يدل على وحشية هذا التنظيم ودمويته وبهيميته، والذي يسعى إلى نشر رعبه حول العالم.
لكن السؤال الكبير، كيف لداعش الذي أسسته شرذمة من مدمني المخدرات والمحكومين بقضايا اغتصاب وقضايا جنائية أخرى، أن يؤسسوا لتكتل دولي إرهابي واسع النطاق والنفوذ، كالتكتل الذي نراه، هل يعقل ذلك؟
ربما، وراء هذا التنظيم الدولي وكالات إستخباراتية عالمية وقوى عظمى، تسعى منه إلى تنفيذ مخططاتٍ جهنمية كثيرة.
على الرغم من هذا التكتل ذي الرقعة الجغرافية الهائلة، والتي يعجز عن صناعته سوى البلدان العظمى، إلا أن طبيعة العلاقات بين هذه التنظيمات المتطرفة اﻹجرامية تبقى غامضة، لصعوبة الحصول على المعلومات الكافية والمترابطة حولها وحول تنسيقها مع داعش اﻷم.
وعلى الرغم من تلك الصعوبة، استمر التنظيم في نشر مواده الدعائية على الشبكة العنكبوتية، والتي تؤثر بشكل فعال على زيادة أنصاره حول العالم، كما أنه مستمر في نشر مواده التي تبث عمليات اﻹعدام المختلفة من قطع الرؤوس والرمي بالرصاص والحرق، والتي وصفت مواد صورت وأخرجت بأيدي خبراء سينيمائيين مهرة، واسعي الخبرة، كما أنه مستمر أيضاً ببث تهديداته للغرب والشرق، واﻷغرب أن وسائل اﻹعلام، على اختلافها، سرعان ما تأخذ تلك المواد لنشرها على نطاق واسع، اﻷمر الذي يخدم التنظيم أيما خدمة.
يعتبر فرع داعش في ولاية سيناء المصرية من أكثر التنظيمات التي أعلنت ولاءها لداعش اﻷم، وهو يثير جدلاً كبيراً كونه يخدم نظام السيسي بشكل فعال، عبر سعيه إلى تفريغ الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، وتحقيق أمن إسرائيل المرجو على هذا الشريط وقطع إمدادات السلاح لحماس.
منذ استولى السيسي على الحكم في مصر، وتنظيم ولاية سيناء يعطي المبررات اللازمة لتنفيذ عمليات السيسي العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني في سيناء، حتى العمليات العسكرية المشتركة مع طائرات اﻷباتشي الصهيونية، والتي كان يظهر أنها تقصف مسلحي ولاية سيناء.
ولاية طرابلس، ولاية برقة، ولاية فزان بليبيا، قد يكون تنظيم داعش بليبيا من أقدم التنظيمات التي أعلنت ولاءها للتنظيم اﻷم، داعش، بين كل التنظيمات اﻹرهابية التي انتشرت حول العالم، إذ أسست هذه التنظيمات بعيد إطاحة نظام معمر القذافي في 2011، مستغلة الفوضى العارمة التي عمت البلاد وقتها، على الصعيدين، السياسي واﻷمني، حيث كانت ولاية طرابلس غرب البلاد، وولاية برقة في الشرق، وولاية فزّان في الجنوب، فكانت هناك قيادة مركزية لهذه التنظيمات الثلاث.
تنظيم ولاية صنعاء في اليمن، والذي أعلن ولاءه لداعش اﻷم في مارس/ آذار 2015، عندما أعلن مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات المميتة والوحشية في المساجد واﻷسواق في جميع أنحاء صنعاء، حيث استغل فرصة الفراغ اﻷمني، عقب الحرب الدائرة بين قوات التحالف، بقيادة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين.
والغريب أن معظم منتسبي ولاية صنعاء من المنشقين عن تنظيم القاعدة، والذي ما زال يعتبر اﻷخطر عالميا، إذ أن وحشية داعش وبهيميته أغرت المنشقين المتعطشين للعنف والدماء، والجاهزين دائماً لتنفيذ تلك اﻷجندات التي ترمي إلى إشعال الفتن والحروب في المنطقة.
تنظيم ولاية خراسان في أفغانستان، أعضاء هذا التنظيم هم بمجملهم ممن انشقوا عن حركة طالبان، وأصبحوا أعداء لها. في باكستان وأفغانستان، كان أول عمل إجرامي لولاية خراسان، قبل إعلانها الولاء لداعش اﻷم، هو تفجير القنصلية الباكستانية هذا العام في مدينة جلال أباد اﻷفغانية.
ولاية الدولة اﻹسلامية في غرب إفريقيا "بوكو حرام" سابقا في نيجيريا: على الرغم من ضعف هذا التنظيم حالياً، جرّاء هجمات الجيش النيجري عليه، واستسلام كثيرين من منتسبيه للقوات الحكومية النيجيرية، إلا أنه ما زال ذراعاً لداعش اﻷم ويشكل خطرا على المنطقة.
ولاية نجد في المملكة العربية السعودية: قبل إعلان الولاء لداعش اﻷم كان إعلان المسؤولية عن هجمات مميتة طالت مساجد للشيعة في السعودية والكويت، راح ضحيتها عشرات، باﻹضافة إلى هجمات طالت المراكز اﻷمنية والحكومية في كلا البلدين، بعد إعلان الولاء لداعش، ما أثار مخاوف تجاه تنامي نفوذ هذا التنظيم في الخليج العربي.
ولاية القوقاز، والتي تضم أنغوشيا والشيشان وداغستان جنوب روسيا: حقق هذا التنظيم مؤخرا نجاحات في فرض نفوذه كتنظيم إرهابي تابع للتنظيم المركزي، وتعتبر هذه النجاحات ضربة قوية بحق اﻹمارة اﻹسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة القوقاز، والتي قامت هي بدورها فترة طويلة من خلال العمليات الإرهابية المناهضة للحكومة.
إعلانات الولاء من التنظيمات اﻹرهابية لداعش اﻷم عادة ما تسبقها هجمات وحشية مميتة على المساجد، والمراكز اﻷمنية والحكومية، أو عمليات نوعية تحصد عشرات بل مئات اﻷرواح، ما يدل على وحشية هذا التنظيم ودمويته وبهيميته، والذي يسعى إلى نشر رعبه حول العالم.
لكن السؤال الكبير، كيف لداعش الذي أسسته شرذمة من مدمني المخدرات والمحكومين بقضايا اغتصاب وقضايا جنائية أخرى، أن يؤسسوا لتكتل دولي إرهابي واسع النطاق والنفوذ، كالتكتل الذي نراه، هل يعقل ذلك؟
ربما، وراء هذا التنظيم الدولي وكالات إستخباراتية عالمية وقوى عظمى، تسعى منه إلى تنفيذ مخططاتٍ جهنمية كثيرة.