الجدل يتجدد... هل البحث عن المصاب رقم صفر في جائحة كورونا مهم؟

23 اغسطس 2020
الجدل العلمي حول كورونا لا يتوقف عند اللقاح (Getty)
+ الخط -

تجدد النقاش العلمي حول أهمية البحث عن "المصاب رقم صفر" بفيروس كورونا لمحاولة فهم تفاصيل الجائحة، وكيفية إبطاء انتشار العدوى، من خلال دراسة أول شخص أصابه المرض الناتج عن الفيروس الذي قتل أكثر من 800 ألف شخص حول العالم، وذلك بالتزامن مع الحديث عن إمكانية التوصل قريبا إلى لقاح للفيروس.

ويشير مصطلح "المصاب صفر" إلى الحالة البشرية الأولى في أي مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، مثل مجموعة الأمراض الناتجة عن سلالة فيروسات كورونا، وحسب موقع ABC الأميركي، فإنه غالبًا ما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الحالة الأولى في منطقة معينة، أو الحالة الأولى التي تلفت انتباه السلطات الصحية، ولكن هذه النتيجة ليست دائمة موثوقة، وهو ما كشفه برنامج  الحجر الصحي لفندق في مدينة فيكتوريا التي تعاني من ارتفاع حاد في تفشي كورونا.

وقال كبير مسؤولي الصحة في فيكتوريا برات سوتون: "في بعض الأحيان لا تكون الحالة الأولى التي يتم إبلاغنا بها هي الحالة الأولى فعليا. في بعض الأحيان يكون هناك مصاب ما قبل الصفر يحمل الفيروس، لكن لا تظهر عليه أية أعراض، كما أنه قد لا يعرف أنه مصاب، وهذا ما حدث في مدينتنا كمثال".

ويؤكد خبراء في الصحة أنه في حالة الفيروسات المتفشية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز"، وكذا كورونا، يكون من الصعب الوصول إلى الحالة رقم صفر، وبالتالي فإن البحث يعتبر غير مجد.

في المقابل، ترفض مسؤولة الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز،  رينا ماسينترا، الحديث عن عدم القدرة على التوصل إلى الحالة صفر، وتقول: "في الأيام الأولى لتفشي كورونا، كان لا بد من التقاط الإصابة رقم صفر لمنع انتشاره. لكن بعد تفشي الفيروس بات من الصعب جداً معرفة أصوله، والشخص الأول الذي تسبب في انتشار الوباء. لو تم تحديد الحالة صفر في ووهان، لكان بالإمكان القضاء على الوباء، ومنعه من الانتشار، وفي المستقبل يتعين اتخاذ تدابير احتياطية لعزل أي مصاب بنمط جديد من الأمراض، منعاً لتحوله إلى وباء".

 

أودى تفشي وباء الكوليرا في هايتي، خلال عام 2010، بحياة أكثر من 9000 شخص، وتتبع علماء الأوبئة سلسلة انتقال المرض إلى بعض الحالات الأولى، وقالت طبيبة الأمراض المعدية لويز إيفرس، والتي قادت العمل حينها، إنها ساعدت الباحثين على فهم كيفية انتشار المرض، وأعادت تأكيد الدور الذي تلعبه الخدمات الصحية وأنظمة الصرف الصحي الملائمة في السيطرة على انتشار الكوليرا.

لكن خبراء في الصحة يعارضون البحث عن المصاب صفر، وحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، فإن تحديد الحالة صفر أمر صعب للغاية، كما ينطوي على اعتبارات غير أخلاقية. ولفتت الصحيفة إلى قصة مضيف الطيران الذي تم تصويره في أوائل السبعينيات، بأنه المصاب صفر بفيروس نقص المناعة، وأصبح كبش فداء طبي في أميركا الشمالية في الثمانينيات، وغذت التقارير المثيرة للقلق الرواية الكاذبة حتى تمت تبرئته في عام 2016، بعد 32 عامًا من وفاته.

وتورد "ذا هيل" أن تفشي فيروس إيبولا بين عامي 2014 و2016 في غرب أفريقيا، والذي أودى بحياة ما يزيد عن 11 ألف شخص، دفع العلماء للبحث عن المصاب رقم صفر، وتبين أنه كان صبيا صغيرا من غينيا، وخلص العلماء إلى أن سلالة جديدة من إيبولا أصابته خلال اللعب في شجرة مجوفة تضم مستعمرة خفافيش، وقام حينها علماء برحلة إلى قرية الصبي، وأخذوا عينات من السكان لمعرفة المزيد عن مصدر تفشي الوباء، ولم يتمكنوا من تأكيد أن الصبي كان الناقل الأساسي للوباء.

المساهمون