هل أميركا في خطر؟

30 نوفمبر 2015
+ الخط -
تُنتج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستقع في نوفمبر/تشرين ثاني 2016 أحد أشد المناظرات والتنافسات، بينما يأتي المرشحون الآملون في الرئاسة بوعود جديدة كل يوم، لا تستطيع بعض أحاديثهم، برغم فصاحتها الهرب من النقد الواسع من العامة.
أحد المرشحين الجمهوريين، دونالد ترامب، هو أحد الأسماء المثيرة للجدل، كما أنه أحد المنافسين المتقدمين، تم انتقاده بشدة ولأسباب صحيحة منذ أول اجتماعاته عند إعلان حملته الانتخابية، حيث اعتبرت فصاحته القاسية تجاه المجتمع اللاتيني والمهاجرين بصفة عامة "كخطاب كراهية".
أوضح المجتمع اللاتيني في البلد أنهم لن يقبلوا أبدا خطاب ترامب، كما صرحت الوكالة الأميركية المعروفة ن.ب.س، وأنها ستقطع كل روابط الأعمال مع دونالد ترامب.
جاءت موجة غضب عندما صرح ترامب باحتمالية غلق بعض المساجد في الولايات المتحدة، بذريعة محاربة داعش، وهذه سياسة غير مقبولة إطلاقًا، لأن تنفيذ الاقتراح مخالفة فاضحة للمادة الأولى من الدستور الأميركي التي تضمن حرية الاعتقاد وحرية القول.
قابل عمدة بروكلين ممثلين من المجتمع التركي والإسلامي في نيويورك، لمواجهة ذلك التأثير قائلًا: "تقييد الحريات الدينية وتغذية الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) سوف تزيد من التصرف بعنصرية وتشحن الكراهية".
كانت دائما الحرية جزءاً أساسياً وحيوياً في التاريخ الأميركي، فـ"إعلان تحرير العبيد" الذي أعلنه إبراهام لينكولن عام 1863 أحد الأمثلة ويخدم المطالبة بضمان الحرية لهؤلاء الذين يعيشون في الولايات المتحدة، حيث يؤكد "بيان الاستقلال الأميركي" المُقرر عام 1776 تشديدًا على الحريات.
يجب أن يكون متبع أي دين، بغض النظر عما يؤمن به، قادرا على ممارسة شعائر دينه بسلام، وألا يشعر بالتمييز، يجب أن يتساوى في الحماية والاحترام والشمول كل من المسلمين واليهود والبوذيين ومختلف الطوائف المسيحية.
ما زالت حملات الجيش الأميركي ضد بعض المجموعات المتطرفة في الدول الإسلامية، مثل سورية والعراق وأفغانستان وباكستان قيد التنفيذ، إلا أن مئات ملايين المسلمين الذين يرون في القرآن هداية لأرواحهم، ويرفضون البدع الخرافية التي تقدم على أنها من الدين الإسلامي، ينتقدون ويرفضون تلك المجموعات.
لن تجلب السياسات المبنية على معارضة المسلمين نجاحا ولا تقدما للولايات المتحدة. الأميركيون أناس متدينون، وبصفة عامة، هم أناس اجتماعيون، يريدون العدل والحرية ويحترمون الأديان.
من الأمور الواضحة والبديهية أنه إذا حدث تضارب في الأديان والمحظورات والقيود، وبدأ التوتر بدون داعٍ، سوف تتهدد الوحدة والقوة في الولايات المتحدة، والتي تعتبر دولة محتضنة لمختلف الأعراق والأديان.
الحل للمشكلات المبنية على أيديولوجيا ليس في استخدام العنف والمحظورات، إذ يمكن تصحيح المعلومات الكاذبة بتقديم المعلومات الحقيقية الصحيحة، بأساليب منطقية، فإلقاء اللوم على مجموعة كاملة بسبب أخطاء بعضهم، وبعض السياسات المماثلة، تصرف غير حكيم.
لتلك الأسباب، يعتبر غلق المساجد ومساواة كل المسلمين، الذين ينتهجون السلام ببعض الجماعات المنشقة عن الإسلام لاتباع الطريق الخاطئ، خطأ جسيم. سوف يوقع ذلك التصرف الخاطئ بين أميركا والمسلمين والمجموعات المتدينة الأخرى. في المقابل، يجب أن تأخذ السياسات المبنية على المحبة الدور.
6CDB8DD5-0266-422A-AF0D-1E8B6F808880
6CDB8DD5-0266-422A-AF0D-1E8B6F808880
هارون يحيى (تركيا)
هارون يحيى (تركيا)