ينتظر أن يعزز حقل الغاز الطبيعي الذي اكتشفته تركيا في البحر الأسود موقف تركيا في تجارة الطاقة العالمية، خاصة مع الموردين.
ففي منتصف الشهر الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن سفينة التنقيب "الفاتح" اكتشفت أكبر حقل للغاز الطبيعي في تاريخ البلاد بالبحر الأسود، في بئر "تونا-1"، ضمن حقل غاز صقاريا قبالة مدينة زونغولداق.
والحقل المكتشف قد يفتح الباب أمام حقول أخرى في المنطقة، فيما تواصل البلاد عمليات التنقيب في مياهها بمنطقة شرق البحر المتوسط.
وينتهي أجل ما يربو على ربع عقود الغاز التركية طويلة المدى في العام المقبل، وتشمل واردات عبر خط أنابيب من غازبروم الروسية وسوكار الأذرية وغاز طبيعي مسال من نيجيريا.
وقال رئيس جمعية منصة البترول والغاز الطبيعي التركية، مصطفى قلاي، إن تركيا اتخذت خلال السنوات الماضية خطوات مهمة لتعزيز دور قطاع تجارة الغاز الطبيعي في البلاد.
وأشار قلاي، في مقابلة مع الأناضول، إلى أن النفط الخام والغاز الطبيعي سيعطيان دفعة مهمة للاقتصاد الكلي، وسيؤثران بشكل إيجابي على عجز الحساب الجاري.
وأضاف: "نعتقد أن رفد اقتصادنا بمواردنا المحلية بسرعة وفعالية أكبر يصب بالمحصلة في مصلحتنا الوطنية.. تعتبر الاحتياطيات التي تم اكتشافها في البحر الأسود مهمة من حيث تقليل عجز حسابنا الجاري.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى أن صافي واردات البلاد من مصادر الطاقة يبلغ قرابة 41 مليار دولار سنويا، فيما سيسهم بدء إنتاج الغاز في خفض الرقم بشكل لافت.
وأشار قلاي إلى أن اكتشاف حقول للغاز الطبيعي في منطقة البحر الأسود بتركيا يدل في الواقع على وجود موارد هيدروكربونية أخرى في المنطقة.
ولفت إلى أن 7 بالمئة من حقول الطاقة التي عثر عليها في تركيا كانت احتياطاتها أكبر من 25 مليون برميل، وأن 93 بالمئة كانت احتياطاتها أقل من 25 مليون برميل.
ونبه المسؤول التركي إلى أنه "من المهم التعامل مع القطاع من منظور استراتيجي بهدف زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في بلدنا، ودعم الجهود لاكتشاف المزيد من الحقول".
وتعلق وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية أهمية كبيرة على قطاع التنقيب والإنتاج المحلي لخلق قيمة اقتصادية كبيرة في البلاد.
وأعرب قلاي عن اعتقاده بأن المنطقة (البحر الأسود) ستشهد الإعلان عن المزيد من الاستثمارات وعمليات الاستكشاف والتنقيب والإنتاج في قطاع الغاز الطبيعي خلال الفترة المقبلة.
وشدد على أن "النتائج الإيجابية، التي تمخضت عنها أعمال التنقيب في البحر الأسود، والتطورات التي تشهدها منطقة شرق المتوسط، تظهر في الواقع القدرات التي تملكها تركيا لتكون مركزا لتجارة الغاز الطبيعي في المنطقة".
وتابع: "نعتقد أن الاكتشاف الجديد في البحر الأسود سيوفر أسواقا جديدة لمادة الغاز الطبيعي، تعود بالفائدة على تركيا، كما ستتزايد أهمية تجارة الغاز الطبيعي مع تعزيز قوة السوق الوطنية الحرة".
وأظهرت بيانات شركة "ريستاد إينيرجي" للأبحاث (مقرها النرويج) أن اكتشاف تركيا للغاز الطبيعي في البحر الأسود سيساهم في تخفيض وارداتها بقيمة 21 مليار دولار.
وترى الشركة أن "حجم احتياطيات حقل (صقاريا) للغاز الطبيعي في البحر الأسود، قد يتجاوز مستقبلاً 320 مليار متر مكعب، وهو مؤشر أولي عن حجم الاحتياطي، بحسب ما أعلنت عنه أنقرة".
ولم يشهد البحر الأسود، حتى الشهر الماضي، اكتشافات كبيرة للغاز الطبيعي عبر الحفر في المياه العميقة، ما أدى إلى إيقاف شركات التنقيب أنشطتها في المنطقة.
ودخلت تركيا نادي منتجي الغاز عالميا مع إعلانها عن الكشف، وسط آمال تحدو البلاد بالكشف عن احتياطات إضافية في مياه البحر المتوسط.
(الأناضول)