تستقبل ألمانيا 18.42 في المائة من اللاجئين بموجب آلية الطوارئ التي أعدها الاتحاد الأوروبي لمواكبة التدفق الهائل لهؤلاء. ويتوزّع اللاجئون الذين يصلون إلى ألمانيا على جميع مقاطعات البلاد، وفق معايير معينة حتى لا يشكّلوا عبئاً على المناطق، وذلك انطلاقاً من دراسة شاملة لقدرة الولايات والمدن والبلديات على استيعاب اللاجئين وتأمين مراكز لاستقبالهم. وكل الولايات ملزمة باستقبال عدد محدد من اللاجئين، بناءً على حسابات معيّنة لعدد السكان فيها وعائدات الضرائب. وهذه الحسابات يعدّها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
كلّ ولاية ألمانيّة تنظّم طريقة عيش اللاجئين بشكل مختلف عن الأخرى، لذلك لا يمكن التعميم حول كيفية عيش هؤلاء في ألمانيا ككلّ. بعض اللاجئين يسكنون في شقق أو في مراكز إيواء مجهّزة من قبل الدولة أو في فنادق، أما آخرون ففي مساكن مستأجرة من قبل أقارب لهم.
إلى ذلك، يُرسَل بعض اللاجئين إلى حيث هم أقاربهم، ليكونوا لهم سنداً ويساعدوهم في التأقلم. أما آخرون، فيُرسلون إلى قرى صغيرة جداً حيث لا تتوفّر لهم فرص كبيرة للتنمية الشخصية والاندماج كالآخرين في المدن.
ويقول أحد المحامين الذين يهتمون بشؤون اللاجئين وهو كاي ويبر، إنّه من "المنطقي والواجب تغيير طريقة توزيع اللاجئين في ألمانيا، فيُرسَل اللاجئون إلى مناطق تتوفّر فيها فرص للتأهيل والتدريب اللغوي والدعم، لجعلهم قادرين على الخروج إلى الحياة ومواجهتها وكذلك الوقوف على أقدامهم. وبذلك ينجحون في تطوير أنفسهم، ليس فقط لكي ينجحوا في الحياة في ألمانيا، بل أيضاً عندما يحين موعد عودتهم إلى أوطانهم".
وكانت ألمانيا قد طالبت الاتحاد الأوروبي بوضع خطة لتوزيع اللاجئين على جميع الدول الأوروبية بطريقة عادلة، وأن يتحمّل الجميع مسؤولياته في استقبال هؤلاء ويُطبَّق نظام الحصص وتقاسم الأعباء مثلما تفعل هي. بهذه الطريقة، يشارك الجميع في حماية الهاربين من الحروب من دون أن يلحق أي ضرر بمنطقة أو بأخرى.
في عام 2015، كانت كوسوفو الأكثر تصديراً للاجئين إلى ألمانيا، تليها سورية ومن ثم صربيا وألبانيا والعراق والبوسنة وأفغانستان. وما زالت ألمانيا على استعداد لاستقبال مزيد من اللاجئين على أراضيها، بعكس عدد من الدول الأوروبية الأخرى، لذا تبقى وجهة مفضلة لعدد كبير من اللاجئين الذين يسعون إلى بلوغها بحثاً عن أمل في حياة أفضل وأمان فقدوه في أوطانهم.
اقرأ أيضاً: مجهولون يشعلون النار في مركز لإيواء اللاجئين جنوب ألمانيا