تستعد بطولات الدوري الكبرى في القارة الأوروبية إلى استئناف نشاطها في شهر يونيو/حزيران المقبل، بعد توقف طويل بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، باستثناء الدوري الفرنسي، الذي قرر المسؤولون في البلاد إلغاء الموسم وتتويج باريس سان جيرمان باللقب.
وراقب القائمون على الدوريات في إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا ما فعله نظراؤهم في الدوري الألماني، الذي انطلق في النصف الثاني من شهر مايو/أيار الماضي، ليحصلوا على الاستفادة والدروس من "البوندسليغا"، قبل عودة المنافسات المحلية في بلادهم.
وسبقت ألمانيا جميع الدول الأوروبية بقرارات حكومتها المحلية حول عودة المنافسات الرياضية، وعلى رأسها الدوري بدرجتيه الأولى والثانية، لكنه بعد مرور الجولة الرابعة أظهرت المسابقات المحلية عدة عوامل، كشفت كيف قام فيروس كورونا الجديد بتغيير اللعبة الشعبية الأولى في العالم، بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية.
اختفاء عامل الأرض
يعد غياب الجماهير عن المدرجات السبب الرئيسي الأول في التغيير الذي فرضه فيروس كورونا الجديد على عالم كرة القدم، عقب عودة منافسات الدوري الألماني، لأنه قبل توقفه في مارس/آذار الماضي بسبب الوباء العالمي، كانت نسبة انتصارات الفرق على أرضها قد وصلت إلى 43.3 بالمئة.
لكن النسبة انخفضت بشكل كبير ووصلت إلى 18.5 بالمئة، بعد مرور ثلاث جولات في الدوري الألماني لكرة القدم، بواقع خمسة انتصارات فقط لأصحاب الضيافة في 27 مواجهة أقيمت بين الأندية المتنافسة في "البوندسليغا".
وعبّر مايكل تسورك، المدير الرياضي لنادي بروسيا دورتموند، عن حسرته الكبيرة بسبب غياب الجماهير، لأن فريقه خسر في مواجهة الكلاسيكو أمام بايرن ميونخ بهدف نظيف، وأضاع فرصة الاستمرار بالمنافسة على صدارة "البوندسليغا".
وقال مايكل تسورك: "لقد اختفت ميزة اللعب على أرضنا. كان من الممكن أن يتغير الموقف لصالح بروسيا دورتموند أمام منافسه بايرن ميونخ بالمباراة في حال حضور الجماهير للمواجهة، وبخاصة في المدرج الجنوبي".
تباعد اللاعبين
لم يكن تباعد اللاعبين في الاحتفالات بالأهداف فقط التي يسجلونها خلال المباريات التي خاضوها، بل أثناء اللعب أيضاً، إذ تشير الإحصائيات إلى أن اللاعب يقضي نحو 6 دقائق في المواجهة بعيداً بمسافة مترين عن أي لاعب آخر، ما تسبب في قلة الاحتكاكات والمخالفات بين اللاعبين، وبالتالي قلة الإنذارات، التي كان الحُكام يشهرونها في وجوههم قبل إيقاف المنافسات الرياضية.
وانخفض متوسط قطع الكرات من 36.7 إلى 34.07 في المباراة، والتدخلات بين اللاعبين من 33.34 إلى 31.07، والبطاقات الصفراء من 3.71 إلى 3.6 بطاقة في اللقاء، كما انخفضت المراوغات من 38.5 إلى 31.5 مراوغة.
الكرات الثابتة
زاد الاهتمام بسلاح الضربات الثابتة لتسجيل الأهداف بأقل قدر من الاحتكاكات الجسدية في المباريات، وبلغ متوسط الأهداف بهذه الطريقة في ألمانيا 0.56 هدف في المواجهة الواحدة، مقابل 0.3 هدف قبل أن تتوقف المنافسات الرياضية في مارس الماضي، بسبب الوباء العالمي.
التبديلات الخمسة
هذا التغيير في القاعدة كان بهدف تجنب إرهاق اللاعبين، بعد توقف طويل بلا تدريبات منتظمة أو مباريات ودية، لكن رغم ذلك سجلت الفرق نسبة كبيرة من الإصابات بعد عودة منافسات الدوري الألماني مرة أخرى، إذ يفضل معظم المدربين عدم استغلال كل التبديلات الخمسة في المواجهة الواحدة، لتجنب ارتباك الخطط، مع تفضيل أربعة تبديلات كحد أقصى معظم الوقت.
ولم تلجأ أندية مثل بايرن ميونخ وفولفسبورغ وفرايبورغ وهوفنهايم إلى استغلال كل التبديلات الخمسة في أول ثلاث جولات خاضوها في منافسات "البوندسليغا"، رغم سماح القانون الجديد للأجهزة الفنية بذلك.
يذكر أن نادي بايرن ميونخ واصل تربعه على عرش الدوري الألماني لكرة القدم، بعدما استطاع التغلب على منافسه المباشر بروسيا دورتموند في مواجهة "الكلاسيكو" المثيرة بهدف نظيف، ما جعل الصراع يشتعل بين الفرق التي تريد الوصول إلى دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل.