شكل القرار الحكومي، إغلاق المدارس في مدينة الدار البيضاء المغربية، واعتماد التعليم عن بعد، كإجراء لمواجهة انتشار فيروس كورونا، صدمة للطلاب وأولياء الأمور معا.
هذا القرار صدر بعد إعطاء الخيار للطلبة وأولياء الأمور بين التعليم الحضوري أو عن بعد، الأمر الذي لم ينجح بسبب تزايد إصابات كورونا.
كاميرا "العربي الجديد"، استطلعت آراء الطلاب وأولياء الأمر، بشأن قرار وزارة التربية الوطنية المغربية، بإغلاق المدارس، وجاءت ردود أفعالهم متباينة، وسادت حالة من الارتباك بينهم.
الطالبة فاطمة الزهراء الحريري، تقول إنها كانت مستعدة للدخول إلى العام الدراسي الجديد، لكن قرار إغلاق المدارس والجامعات، شكل صدمة كبيرة لها، وباتت في حيرة من أمرها، منتقدة التعليم عن بعد، بسبب عدم وجود مواكبة جيدة من قبل الأساتذة، واتفقت معها الطالبة سكينة فلاك، موضحة أن القرار حطمها، وبكت كثيرا، وفقدت الأمل في هذه السنة أيضا.
واستعدت التلميذة سلمى الفهمي، للعام الدراسي بشراء كل الأدوات اللازمة وأدّت واجبات التأمين، لكن قرار إغلاق المدارس حطمها داخليا، لأنه كان من المفترض أن يتم إخبار الطلاب بهذا القرار قبل كل هذه الاستعدادات، بجانب أن التعليم وقت الحجر الصحي لم تستفد منه جيدا.
وتكمل: "نحن الآن في السنة الأولى ثانوي ولا نعرف حتى الآن من هم أساتذتنا، خاصة أن المدرسة التي ألتحق بها جديدة، إذن لا يمكن لنا أن ندرس عن بعد وكل شيء جديد بالنسبة لنا".
وتحمس الطالب محمد أمين جوادي، للعام الدراسي، كونه في السنة الأولى بكالوريا، ويشتاق إلى أجواء الدراسة، لكنه صدم من قرار الدراسة عن بعد، مشيرا إلى أن المدارس مغلقة الآن وينتظر التسجيل حتى يتمكن من التواصل مع المدرسين وأخذ أرقام هواتفهم للتواصل معهم عن بعد.
أما الناشطة الاجتماعية والمديرة المتقاعدة، فاطمة طاح، تقول إن التعلم هو شأن الجميع، ويجب أخذ آراء جميع الجهات كالآباء والتلاميذ وجمعيات الآباء، لكن الظرفية الحالية لا تحتم علينا الخيار، لذا يجب أن يتخذ موقف حاسم وجدي إلى أن يزول هذا الوباء.
وتتابع: "نحمد الله على هذا التراجع وإغلاق المدارس، رغم أن لديه تأثيرا على نفسية التلاميذ، سواء الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي، لكن هذا لن يقارن طبعا بالتحدي الذي نواجهه مع كورونا، رغم أن إغلاق المدارس واقعه صعب على الطلاب، إذ إن التعليم بمثابة عيد لهم، إلا أن هذا التراجع بهذه الطريقة فجأة أكيد سيكون وقعه جد صعب".
من جهتها، تشير جميلة أوماني، ربة منزل، إلى أن هذا القرار صدمها، فلديها ابنة استعدت للامتحانات الجهوية، وتم تأجيلها ثم استعدت للدراسة عن قرب فتم تعليق المدارس، وهي حاليا أصبحت في حيرة من أمرها.
وتضيف: "نحن أيضا كأولياء أمور لم نعد نعلم ماذا سنقرر أو نفعل وأصبحنا نعيش حيرة كبيرة، لست أنا الوحيدة التي صدمت، أعرف العديد من الآباء و الأمهات هم أيضا صدموا".
أما المواطن المغربي نور الدين آيت مخلوف، يقول: "كان يجب حسم الموضوع منذ البداية، فإما أن يكون التعليم عن قرب أو يظل عن بعد، مع أخذ كل التدابير والاحتياطات اللازمة، لأنه من غير المعقول أن يلج البعض مدارسهم في حين يظل البعض الآخر ينتظر، أظن أن هذا القرار لم يكن مدروسا جيدا وليس بالصائب".
ورغم استقبال مدارس المملكة المغربية الطلاب وبداية العام الدراسي، إلا أن مؤسسات تعليمية بمدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية، لا تزال مغلقة إلى حين تحسن الوضعية الوبائية.