هكذا تلقّى المتظاهرون اللبنانيون استقالة الحريري

29 أكتوبر 2019
عبّر محتجون عن سعادتهم باستقالة الحريري (الوكالة الوطنية للإعلام)
+ الخط -
لاقت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، عصر اليوم الثلاثاء، ترحيباً سياسياً وشعبياً، مع دخول الاحتجاجات في البلاد يومها الثالث عشر على التوالي، في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك بعدما وصل الوضعان الاقتصادي والاجتماعي إلى حالة لم تشهدها البلاد سابقاً.

وغادر الحريري قصر بعبدا بعد تقديم استقالته خطياً للرئيس اللبناني ميشال عون، حيث قال إن استقالته تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.

وخلص الحريري في كلمته المقتضبة لإعلان استقالته إلى القول "لا يوجد أي منصب أكبر من البلد".

وفور تقديم الحريري استقالته، عبّر محتجون في ساحة العلم في صور عن سعادتهم باستقالة الرئيس سعد الحريري، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، والتي أشارت إلى أن المحتجين صفقوا وأدوا النشيد الوطني لحظة إعلان الخبر، وسط تدابير أمنية للجيش والقوى الأمنية في محيط الساحة.

ورأى المحتجون أن الاستقالة هي الخطوة الأولى، على طريق استقالة جميع المسؤولين في النظام الحالي، وفي مقدمتهم رئيسا الجمهورية، ميشال عون، ومجلس النواب، نبيه برّي.


وبين ساحتي رياض الصلح والشهداء حضرت المفرقعات النارية والأهازيج وسط التلويح بالأعلام اللبنانية فرحاً باستقالة الحريري.

وفي جل الديب إلى الشمال بيروت أيضاً، حضرت الضحكة على وجوه المتظاهرين اللبنانيين إثر استقالة رئيس الوزراء، والذين لوحوا كذلك بالأعلام اللبنانية على وقع الأناشيد الوطنية.



وفي جونية، رحّب المعتصمون على أوتوستراد زوق مصبح ـ كسروان بتقديم الحكومة استقالتها. وأطلقت في سماء المنطقة المفرقعات النارية ورفعت الأعلام اللبنانية، على وقع الأغاني الوطنية. وأكد المعتصمون الاستمرار في حراكهم حتى تحقيق مطالبهم كافة، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وإلى طرابلس في شمال لبنان، إذ تشهد في هذه الأثناء مسيرة راجلة يتقدمها طلاب وطالبات المدارس والجامعات، انطلقت من أوتوستراد الميناء مروراً بشارع رياض الصلح فدائرة التربية، وصولاً إلى ساحة النور، حيث يرفع المشاركون الأعلام اللبنانية واللافتات التي تطالب بإسقاط منظومة الفساد.

وفي الهرمل شرقاً، عبر المشاركون في الحراك الشعبي أمام سرايا الهرمل، حسب الوكالة الوطنية، عن ارتياحهم لاستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، فرفعت الأعلام اللبنانية، وسط إجراءات للأمن الداخلي الذي تولى تحويل السير وحفظ الأمن.


على المستوى السياسي، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، "حسناً فعل الرئيس سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوباً مع المطلب الشعبي العارم بذلك. المهمّ الآن الذهاب نحو الخطوة الثانية والأساسية والفعلية المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية ألا وهي تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كفهم واستقامتهم ونجاحهم، والأهم أن يكونوا اختصاصيين مستقلين تماماً عن القوى السياسية".

ودعا جعجع المؤسسات الأمنية إلى "الحفاظ على سلامة المتظاهرين حيثما وجدوا في لبنان بعد الاعتداءات الشنيعة التي تعرضوا لها اليوم في وسط بيروت".


وفي المواقف السياسية أيضاً، أكّد زعيم الحزب "التقدّمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، أنه "منذ اللحظة الأولى دعوت إلى الحوار وعندما رفضت الاستقالة ساد موقف من التململ والانزعاج في صفوف الحزب الاشتراكي. وتحملت الكثير".

واستدرك جنبلاط في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، "لكن في هذه اللحظة المصيرية وبعد إعلان الشيخ سعد الحريري استقالة الحكومة بعد أن حاول جاهداً الوصول إلى تسوية وحاولنا معه فإنني أدعو مجدداً إلى الحوار والهدوء".

أما وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، فقالت إن استقالة الحريري "كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي".

المساهمون