شكل أهالي جزيرة توتي النيلية في السودان، دروعا بشرية لدعم وتثبيت حواجز ترابية وضعت لمنع تدفق مياه النيل الأزرق إلى بيوتهم، بعد أن تجاوز منسوب الفيضان 4 سنتيمترات.
يعيش في الجزيرة التي تقع عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في وسط العاصمة الخرطوم، نحو 20 ألف نسمة، واستخدم السكان كل الطرق البدائية التي يعرفونها لمحاصرة الفيضان الذي وصل إلى منسوبه الأعلى منذ نحو مائة عام، ورصدت كاميرا "العربي الجديد"، الارتفاع الكبير لمنسوب الفيضان في الجزيرة المعروفة بمقاومة الفيضان سنوياً، والتي تبلغ مساحتها 990 فداناً.
وقال حامد فضل، من اللجان الشعبية لمقاومة الفيضان في الجزيرة، إنّ "فيضان هذا العام يختلف كثيراً عن فيضانات كبيرة عرفتها الجزيرة، وأبرزها كان في أعوام 1944 و1998، فالفيضان هذا العام يمكن القول إنه مهول. الأهالي تمكنوا من صد الفيضان بطرق ورثوها عن آبائهم وأجدادهم في ظل نقص الإمكانيات الحديثة".
وأوضح أحد سكان الجزيرة، ميرغني مبارك، لـ"العربي الجديد"، أنّ "لجان مقاومة الفيضان عملت على مدار يومين متتاليين، حتى استقر مستوى منسوب مياه النيل نسبياً. التأهب يستمر طوال فترة الفيضان الذي بدأ في يونيو/حزيران الماضي، ويستمر حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
وقال قائد فريق الطوارئ والإنذار المبكر بالجزيرة، نور الدايم، إنّ "النيل الأزرق متقلب المزاج وعنيف، وما حدث خلال اليومين الماضيين كان نموذجاً على ذلك، وتصدى الأهالي للفيضان رغم قوته".
وتعد ولاية الخرطوم ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض، ويشكل الرافدان نهر النيل الذي يعبر السودان وصولاً إلى مصر، وثلاثة أرباع مياه نهر النيل مصدرها النيل الأزرق الذي يرتفع مستواه سنوياً خلال موسم الأمطار في إثيوبيا.