وكانت سوق هونغ كونغ للأوراق المالية قد أعلنت بشكل مفاجئ عن عرضها في 11 أيلول/سبتمبر، غير أن بورصة لندن رفضت رسميا المقترح في اليوم التالي، مشيرة إلى عيوب "جوهرية" ومخاوف بشأن علاقاتها بحكومة هونغ كونغ.
والعرض الذي بلغت قيمته 32 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) كان مشروطا بتخلي بورصة لندن عن شركة ريفينيتيف الأميركية للبيانات المالية. وقالت رئيسة مجلس إدارة بورصة هونغ كونغ لاورا تشا آنذاك إن العرض يمثل فرصة "لا تقاوم"، ومن شأنه أن يربط أكبر وأهم مركزين ماليين في آسيا وأوروبا. غير أن بورصة لندن التي تملك بورصتي لندن وميلانو، رفضت العرض بالإجماع، معتبرة أنه "قاصر إلى حد كبير عن التقييم المناسب للاستحواذ". وقالت أيضا إنها لا تزال ملتزمة بمقترحها للاستحواذ على ريفينيتيف في صفقة تبلغ قيمتها 27 مليار دولار.
خيبة أمل
وعبرت سوق هونغ كونغ للأوراق المالية في بيان الثلاثاء عن "خيبة أمل" لسحبها العرض، لكنها اعتبرت أن ذلك يصب في مصلحة مالكي الأسهم. وجاء في البيان "تؤكد بورصة هونغ كونغ أنها لا تعتزم التقدم بعرض لبورصة لندن".
وأضاف "لا يزال مجلس إدارة بورصة هونغ كونغ يعتبر أن ارتباطا بين بورصة لندن وبورصة هونغ كونغ ينطوي على أهمية استراتيجية، ومن شأنه أن يخلق مجموعة بنية تحتية للسوق رائدة عالميا". وتابع البيان "رغم تواصل مجلس الإدارة مع مجموعة واسعة من الهيئات المنظمة وتخاطبه المكثف مع حاملي الأسهم، يعبر مجلس إدارة بورصة هونغ كونغ عن الخيبة، نظرا لعدم تمكنه من التواصل مع إدارة بورصة لندن في تحقيق تلك الرؤية".
وارتفعت الأسهم في بورصة هونغ كونغ قرابة 3 بالمئة في تعاملات الثلاثاء. وقال المدير التنفيذي تشارلز لي في تعليق على مدونة نشرت الثلاثاء "يجب أن أركز على أعمالنا اليومية، لكن مع الحرص على المضي قدما فنحن أقوياء بما فيه الكفاية، ومتنوعون بما يكفي لاستئناف عملنا والمضي قدما".
وأضاف "نحن صادقون مع أنفسنا أيضا. كما نعلم فإن بعض الأمور التي نحاول القيام بها لن تتطور بالسرعة التي نرغب بها، أو في بعض الحالات لن تتطور على الإطلاق. إن هدفنا هو الاستمرار في تعزيز دور بورصة هونغ كونغ وبناء قوة هونغ كونغ كسوق مالي".
وانتقد المشرع وأحد المساهمين في بورصة هونغ كونغ كريستوفر تشونغ مسعى الاستحواذ غير المرغوب به، وقال لشبكة بلومبرغ نيوز إن "العرض برمته كان مهزلة". وأضاف "عندما أعلنت بورصة هونغ كونغ عن العرض، اعتقدت أنهم سبق أن دخلوا في محادثات مع بورصة لندن وهيئاتهم المنظمة". وأضاف "يتبين أنهم لم يفعلوا ذلك. على بورصة هونغ كونغ أن تتصدى لخطر ركود نمو الأعمال".
فشل حملة الجذب
وسجلت أسهم بورصة لندن في تعاملات الصباح تراجعا بنسبة 6,07 بالمئة عند 70 جنيها. ومنذ كشف بورصة هونغ كونغ عن عرض الاستحواذ الشهر الماضي، تراجعت بورصة لندن إلى ما دون مستوى العرض، الذي بلغ أكثر من 83 جنيها للسهم، فيما بقي المستثمرون غير مقتنعين. وقال المحلل في ماركتس.كوم نيل ويلسون إن "حملة جذب منسقة فشلت في تحقيق هدفها لمجموعة هونغ كونغ، في وقت تردد المستثمرون بسبب مسائل تتعلق بمكافحة الاحتكار والتنظيم والتسليم التي تضمنها الارتباط".
وأضاف "وليس أقلها (تلك المسائل) أن بورصة لندن ملتزمة كليا بصفقة ريفينيتيف". وستسهم ريفينيتيف بالتأكيد في نقل بورصة لندن من مرحلة توليد الدخل فقط من المضاربة بالأوراق المالية إلى تقديم المعلومات للمستثمرين بشأن المضاربات، ما من شأنه أن يضعها في منافسة مباشرة مع عملاق المعلومات المالية الأميركي بلومبرغ.
وتأتي صفقة ريفينيتيف بعد سنتين على فشل مسعى لبورصة لندن بقيمة 21 مليار جنيه للاندماج مع بورصة ألمانيا. وذلك العرض، هو المحاولة الثالثة الفاشلة للارتباط بين مشغلي بورصتي بريطانيا وألمانيا، منعته المفوضية الأوروبية لمخاوف تتعلق بالمنافسة.
(فرانس برس)