هشام مطر.. "بوليتزر" عن عودته

12 ابريل 2017
(هشام مطر، تصوير: وليم بووث)
+ الخط -
تنهل أعماله من سيرته الشخصية وتاريخ عائلته في زمن الحكم الليبي السابق، كما في روايته الثالثة "العودة" (2017) التي حازت أمس "جائزة بوليتزر"، التي تقدّمها "جامعة كولومبيا" الأميركية، ويتتبّع فيها الروائي الليبي هشام مطر (1970) اختفاء والده الذي كان معارضاً لنظام القذافي.

كيف يمكن للمرء أن يعيش حياته إذا لم يُحسم مصير أحد المقرّبين منه؟ سؤال ينبي العمل عليه عبر تصوير رحلة عودته إلى وطنه ليجد المعتقلات فارغة، ولا أثر يدلّ على جاب الله مطر، ومن هنا تنطلق التأمّلات بين التاريخ والسياسة والفن لقراءة واقع شعب على أعتاب التغيير، وما خلفته السلطة من إرث وحشي.

الرواية التي صدرت عن دار نشر "راندوم هاوس"، فازت في فرع "السيرة/ السيرة الذاتية" كونها تقدّم "مرثاة للوطن والأب بضمير المتكلم، وتفحص بمشاعر محكومةٍ الماضي والحاضر في منطقة مأزومة"، وفق بيان الجائزة.

منذ صدور روايته الأولى "في بلد الرجال" (2006)، بات هشام مطر مرشّحاً دائماً على قوائم جوائز الأدب في بريطانيا والولايات المتحدة، وقد نال ستّاً منها، كما تُرجمت أعماله إلى أكثر من 25 لغة، كان آخرها اللغة العربية، حيث صدرت ترجمة روايته الأولى العام الماضي عن "دار الشروق" المصرية التي أعلنت اليوم عن قرب إصدارها بقية اعماله.

يشبّه مطر خلق شخصيات رواياته بـ"الرقص مع غريب في العتمة" نظراً إلى سياق الأحداث التي تمرّ بها، ورغم محاولات تأكيده أنها نتاج تخييل أكثر منها تعبيراً عن تسلسل لوقائع حدثت بالفعل، إلاّ أنها تشترك في محطّات كثيرةٍ بينها وبين واقع حياته، وربما تبدّى الأمر بصورة أوضح في روايته الثانية "تشريح اختفاء" وفي عمله الأخير أيضاً.

يستحضر الأطفال ذاكرتهم تجاه الواقع الذي لم يدركوه تماماً حين تعرّضوا لقسوته، خلافاً للرجال الذين يُظهرون في أعمال الكاتب الليبي ردود فعل تتفاوت بين الخوف والرفض، بينما يعكس الحضور الأقلّ للمرأة قدرات أكبر على تحمّل الألم والمسؤولية.

الرغبة في كشف الماضي هي أساس لرحلة بحث المؤلّف، التي لا تُفصح الكثير بسبب الغموض الذي يكتنف حياة أبطاله ومصائرهم، إضافة إلى وطأة إحساسهم بالاغتراب عن زمانهم ومكانهم، وهو ما عبّر عنه بقوله "أحاول الشفاء من ليبيتي لكنني أفشل بالطبع".

"عن تلك البلاد الصامتة والتي تُجبر على صمتها"، كما يقول مطر، كتب سيرته/ روايته في فصول ثلاثة، وهو اليوم يرقب لحظة التغيير والقدرة على الكلام، والتي تشكّل لديه الكثير من الأمل رغم الأحداث الدامية التي تعصف بليبيا.

المساهمون