هزيمة ليبرمان وطريق التحرير
قوبل خبر استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بفرح كبير في أوساط الشارعِ الفلسطيني، وتحديداً الشارع الغزّي، إذ سبق الإعلان عن استقالته الفشل العسكري الكبير الذي لحق بجيشه بعد عدوانه على قطاع غزة في مساء يوم الأحد الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2018م وانتهى مساء الثلاثاء في الثالث عشر من نفس الشهر، أي استمر العدوان يومين فقط، وندم الجيش ندماً كبيراً على هذا العدوان الغاشم.
بدأت العملية العسكرية الصهيونية بدخول أفراد من الجيش الصهيوني إلى القطاع واغتيال مجموعة من أفراد المقاومة في شرق مدينة خان يونس، الأمر الذي جعل للمقاومة الفلسطينية الحق في الرد السريع على هذا التعدّي الهمجي الغاشم على نخبة من أبناء الشعب الغزّي المُحاصَر.
بدأت المقاومة بإطلاق الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في إطار الرد على عملية الاغتيال الجبانة التي لحقت بأبناء المقاومة الفلسطينية. وقام الطيران الحربي الصهيوني باستهداف أماكن وعمارات سكنية للمدنيين في قطاع غزة، وقام أيضاً باستهداف مقر قناة الأقصى الفضائية.
كانت كتائب القسام ترد على هذا العدوان في إطار حق الرد المكفول والمشروع للشعب الفلسطيني، وبَرَزَت حينها قوة المقاومة الفلسطينية وكانت تُقاوم يداً بيد إلى جانب كل الفصائل الفلسطينية العاملة في ميدان الجهاد والمقاومة.
بعد الفشل الكبير الذي لحق بالجيش الصهيوني أُعلنت في اليوم التالي لانتهاء العدوان استقالة وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان، والذي كان فشله وصمة عار على جبينه وجبين الصهاينة المغُتصِبين، سيسجلها التاريخ وسترويها الأجيال جيلاً بعد جيل.
كان الإعلان عن استقالة وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان انتصاراً للفلسطينيين الذين ضحّوا بدمائهم وأنفسهم لخدمة هذا الوطن.
ليبرمان لم يعد قادراً على النظر في وجوه أعضاء الحكومة الإسرائيلية بسبب الفشل الكبير الذي لحق بجيشه الغدّار، وكيانه الغاشم. استقال بعد أن أَكَلَ صفعةً كبيرةً من المقاومة الفلسطينية التي وجّهت إلى جيشه ضربةً قويةً، وأعطت الصهاينة درساً لن ينسوه أبداً، الأمر الذي سيجعلهم يفكروا ألف وألف مرة قبل التجرؤ على المساس بأبناء القطاع ومقدّراته.
كان بإمكان المقاومة إحداث خسائر بشرية فادحة في صفوف الجيش الصهيوني، وفيديو "الكورنيت" الذي استهدف حافلة الجنود يشهد على ذلك.
على المحتل الصهيوني أن يعلم أن الفلسطيني صاحب أرض وصاحب حق وصاحب قضية حقيقية. أمَا آن الأوان أن تخرج أيها المحتل من بلادي، أمَا حان الوقت لكي تتلقى درساً لن تنساه أبداً، تعتقدون بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، إلا أن الأطفال الفلسطينيين لديهم القوة والعزيمة والإرادة الكافية لاجتثاثكم وطردكم ودحركم من أراضينا المحتلة. الكبار يموتون والصغار لا ينسون أن لآبائهم وأجدادهم قضية عُمرها سبعون عقداً من الزمن.
ستعلم الأجيال جيلاً بعد جيل أن المحتل اغتصب أرضها وقتل أهلها وهجّرهم وشتّتهم. كيانكم المزعوم إلى زوال، وسيأتي الوقت الذي يندحر فيه هذا الاحتلال.