هذه هي موضة خريف وشتاء 2016 ــ 2017

22 يوليو 2016
من عرض زهير مراد الأخير في باريس (getty)
+ الخط -
اجتازت العاصمة الفرنسيَّة باريس، موسم عروض الأزياء، لموسم خريف وشتاء عام 2017 بنجاح، على الرغم من التهديدات الأمنيَّة التي ترافقت مع بطولة أمم أوروبا الكرويَّة، وعمليَّة الدهس في مدينة نيس، إلا أنَّ ثمَّة عروضاً، شغلت العالم والمهتمين بالأناقة.

رَسَم أسبوع الموضة الباريسي، عناوين عديدة تميزت بها دور الأزياء الغربية والعربية، على حد سواء. الألوان الفاتحة مثلاً، ما زالت تسيطر منذ سنوات على التصاميم التي عُرضت، وشكَّلت في جزء منها تحوُّلاً في خطوط الموضة الأوروبية، مثل عرض maison margeila، الذي تزين بألوان وصفت بالصاخبة، وموديلات غريبة غير مألوفة، وربما كان maison margeil، العرض الأقلّ التزاماً بخطوط الموضة الكلاسيكيّة، وذلك لمواجهة دور الأزياء الأخرى التي سعت عبر تصاميمها للعودة إلى الكلاسيك. فكان كارل لاغرفيلد، من دار "شانيل"، ملتزماً جداً بالكلاسيك، وهو الذي لا يتوانى عن اعترافه بعشق اللون الأسود. تميزت فساتين لاغرفيلد، بتطريز ناعم على الصدر والأكمام، وامتازت بالطول المتوسط. ولم ينسَ لاغرفيلد، السراويل هذه المرة، والتي زينها بالأحجار وحبات اللؤلؤ، والأزهار القماشيّة، التي ظهرت بوضوح على بعض "التايورات"، أي الأطقم النسائيّة. أما عرض المصمِّم ديور، فكان، أيضاً، غير ملتزم بخطٍّ إبداعي مُعيَّن لجهة تصاميم فصلي الخريف والشتاء المقبلين.

غلّب ديور اللونين الأسود والأبيض والألوان الرمادية، وهذا، ربَّما، ما يميَّز فصل الخريف، وفق مصممي الدار، الذين التزموا بالاتجاه الكلاسيكي في الرؤية العامة لهذا العرض. ولم ينسَ المشاركون إضافة بعض التطريز، والشك بأحجار الكريستال، على جزء من المجموعة، وذلك في مجموعة الأزياء الخاصة بفترة ما بعض الظهر، أو المناسبات الكبيرة. المصمم ألكس مابيللي، حمل في جزء من عرضه، روح الكلاسيكي الأقرب إلى عصور الأميرات. تغلّب خيال المصمم على الخطوط العامة للموضة العالميَّة، فجاءت رسومه مُبهرةً للغاية على أجساد العارضات، ولو تميَّزت، أحياناً، ببعض الألوان الفاترة أو الهادئة، وبعض التصاميم كانت فضفاضة، مع "كاب" مرافق، هي تصلح بالطبع للمناسبات الكبيرة أكثر منها للأيام العادية.
أمَّا عرض، جيورجيو أرماني، فلم يكن مبهراً كثيراً. وقدَّم، كما زملاؤه في أوروبا، عرضاً كلاسيكيَّا بامتياز من "التايورات" أو "سويت" لجاكيتات، بألوان خريفية جذابة جداً. ولم ينسَ أرماني في عرضه الباريسي، التوقُّف عن تصميم الموديلات الشبابيَّة الخاصَّة بالمرأة، فأدخل "توب" على بعض "التايورات" النسائية، لجهة التغيير الذي اعتمده في عرضه الباريسي الأخير.

المصممون العرب

زهير مراد

جاء عرض المصمم اللبناني زهير مراد، في باريس مُؤخَّراً، مستوحى من مدينة لوس أنجليس الأميركية، أي الصخب في الأناقة، والدراسة في التصاميم المُكملة لأناقة المرأة. الروك وستايل الـEdgy، كان واضحاً جداً في مجموعة مراد، ولو أن التركيز كان، مثل زملائه في أوروبا، على اللونين الأسود والأبيض. جاءت مجموعة مراد من وحي التسعينيات. المصمم الذي كانت أول خطواته العملية في التسعينيات في دار إيلي صعب، أراد أن يعود إلى تلك الحقبة هذا العام، فكانت القصّات متناسقة جداً لجهة الصدر، ولو على أقمشة شفافة. اختار مراد أن يركّز على "الجامب سويت" كقطعة بديلة عن السراويل، أو كنوع من التغيير لجهة "التايورات". وكان ذلك واضحاً في الزي الذي صمَّمه مراد، مُؤخّراً، للفنانة اللبنانية نوال الزغبي، الذي ظهرت فيه قبل أسبوع ضمن مهرجانات أعياد بيروت. ويبدو أن "الجامب سويت" بات خطاً جديداً في مجموعة زهير مراد، لهذا الموسم، كنوع من التغيير وإضافة أناقة جديدة على الأزياء، ولو من خلال الموديلات التي تتعلق بالسهرة والمناسبات الكبيرة.

جورج شقرا

المصمّم اللبناني جورج شقرا، والذي خطفَ أنظار النجمات العالميات، مثل كاري أندروود، كان أحادي الألوان في عرضه الأخير. لكنَّه لم يلتزم بهذا الخط تحديداً، فعاد بنا في القسم الثاني من العرض، إلى عصر العشرينيات، وقدَّم فساتين المخمل المزيَّنة بالريش على الجانب، في عودة رومانسية إلى عصر المخمل، وهي الموضة التي لا يتمكّن منها الزمن.

جورج حبيقة
تميَّزَت مجموعة المصمم جورج حبيقة، بدقّةٍ مُتناهية لجهة التغيير الذي طرأ هذا الموسم، وكان مُشابها لدور العرض الأوروبية. لكن حبيقة تسلّح بقماش "الأورغانزا" كذلك في التطريز المزين، والورود القماشية، التي ظهرت واضحة في العرض الباريسي. استغلَّ حبيقة الأبعاد الثلاثية في عملية رسم الأزهار؛ حيث كثرت الأزهار ثلاثيّة الأبعاد في الفساتين، وفي النهايات التي ظهرت على شكل ذنب الحورية. ولم يُغيِّب حبيقة الأقمشة الشفافة لنوع آخر من الأناقة التي يظهرها هذا النوع من القماش، فضلاً عن "البوليروهات" القصيرة من ألوان "الباستيل" التي استخدمها حبيقة للموسم المقبل.

طوني ورد
استوحَى المُصمِّم اللبناني طوني ورد، مجموعتَه الجديدة لأزياء خريف وشتاء العام المقبل، من عالم الطيور. طوني ورد يُغرِّد في تصاميمه خارج السرب دائماً، ويحاول من خلال مجموعته الجديدة اللجوء إلى عالم الطيور، فتميزت بعض القطع المعروضة بأجنحة مألوفة مُلونة، لتبدو أكثر أنوثة، مع ألوان فاتحة.
دلالات
المساهمون